ليس من السهل الاحاطة بشخصية كشخصية الاستاذ طلال بعد مسيرة في عالم الصحافة والاعلام امتدت نحو 60 سنة، بينها اكثر من 40 سنة في جريدة “السفير” التي ارادها جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان، وربما كانت كذلك عن حق.
في الاتي شهادات واقوال حول الاستاذ طلال من لبنان والوطن العربي:
الباحث والاعلامي الدكتور فيصل جلول (لبنان):
لدى الاستاذ طلال (ابو احمد) اللمعة الذكية التي تجعله يجتذب المواهب والقضايا والافكار، بلغة مهنية احترافية ممزوجة بالموقف الجريء. لا يحب طلال سلمان ان يكون المرء في جريدته نصف صحافي. الصحافة عنده تكون مصيرا او لا تكون.
الكاتب طارق زيدان (السعودية):
جريد “السفير” تواجه التحديات وتستجيب لها. من موقعها في مدينة بيروت الى خريطة العالم العربي في مدخلها الى احرف صفحاتها، من المهد وحتى اللحد هي في تكوينها فكرة قائمة على التحدي.. والاستاذ طلال ادارها كقبطان سفينة في بحر شرق اوسطي هائج لا يهدأ.
الاعلامي واصف عواضة (لبنان):
كان طلال سلمان شخصيتين في رجل واحد: شخصية صارمة حازمة مضنية داخل “السفير” وشخصية مرنة ودودة لطيفة جدا خارجها. وبقدر ما احببنا شخصيته خارج “السفير”، تفهمنا صرامته داخلها، وتعلمنا من هذه الشخصية الحرص الحريص على قداسة الخبر الصحافي الذي ابقى “السفير” مرجعا اخباريا صادقا وموثوقا لا تضاهيه اي مطبوعة اخرى. ويوم توقفت “السفير” العام 2016 عن الصدور بقرار موجع من طلال نفسه، عرفنا اكثر قيمة هذه الصحيفة التي تركت فراغا لم يملأه احد، بشهادة السياسيين والصحافيين والمثقفين والقراء على السواء.
الاكاديمي والباحث عبدالحسين شعبان (العراق):
على الرغم من قربه من مؤسس حركة القوميين العرب الدكتور جورج حبش وايمانه بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، الذي التقاه يوم كان شابا في العشرين من عمره في دمشق بمناسبة اعلان الوحدة بين سوريا ومصر، وتاسيس الجمهورية العربية المتحدة (23 شباط 1958)، حيث ترك ذلك اللقاء تاثيرا كبيرا في نفسه، حتى ان صورته مع عبد الناصر ظلت معلقة طيلة السنوات المنصرمة في مكتبه المهيب وهو وان عد ناصري الهوى، الا انه جعل من “السفير” ملتقى للتيارات الفكرية القومية والبعثية والشيوعية والاسلامية والليبرالية، وذلك خلال ما يزيد عن اربعة عقود من الزمن.
الكاتب عبدالله السناوي (مصر):
طلال سلمان هو ابن الاحلام الكبرى والهزائم الفادحة في العالم العربي، منذ النكبة حتى الان، لكنه لم يفقد حلمه ابدا، ولا استسلم لهزيمة يوما. تجربته المهنية فريدة من نوعها، صعد من اسفل السلم مصححا، ومراجعا حتى اكتسب اسمه الكبير. هو نموذج استثنائي للشغف بمهنة الصحافة، اعطاها وقته كله، اتسعت علاقاته في العالم العربي. بفضل “سفير طلال سلمان”، رفعت الصحافة اللبنانية راسها في عالمها العربي مهنيا وسياسيا. لا يذكر لبنان، الا وتذكر “السفير” مكونا جوهريا في قوته الناعمة.
الدكتور كامل مهنا (لبنان):
لم يكن طلال سلمان صحافيا او كاتبا سياسيا عابرا، انما كان مناضلا راسخا، يعمل في السر والعلن، في النهار والمساء، من اجل احداث تغيير في المجتمعين اللبناني والعربي، يغلب الحق على الباطل، المظلوم على الظالم، المقهور على القاهر، اللاجئ على المحتل… كان مهموما بحقوق الناس في لبنان، ومقدما كل امكانيات صحيفته “السفير”، لتكون عونا لاصحاب الحق.
الكاتب عبد الرحيم التوراني (المغرب):
طلال سلمان اسمه يسبقه. وجريدة “السفير” كانت تصلنا بالبريد بشكل منتظم، قبل ان تصبح متاحة للقراء في الاكشاك المغربية. وكنا نتهافت على تلقيها ومطالعة مواضيعها بشغف. كما كنا نشبه مقالاتها الغنية والمتنوعة بمستوى صحيفة “لوموند” الباريسية، بل كنا نعتز ونفتخر بها ونصفها بـ”لوموند العرب”.
الكاتب محمد عثمان ابراهيم (السودان):
منذ زيارته الاولى للخرطوم في منتصف الستينيات، لم ينقطع طلال سلمان عن “السودان الفوار بالحيوية ورفض الغلط ومقاومة الطغيان والذي يجوع ابناؤه ولا يستسلمون” كما وصفه مرة بصدق وعن محبة. كان بقلمه قريبا من السودانيين واحلامهم ومشاعرهم وانتصاراتهم وهزائمهم وجراح الروح منهم. وكان بصحيفته وفيا لهم وصادقا كالعهد في نقل اخبارهم وتحليل اوضاعهم واستقراء مستقبلهم. كم خسر السودان وهو لا يقرأ طلال سلمان ولا يأخذ بحكمته؟
الدكتور فريد الخازن (لبنان):
ظل “حزب” طلال سلمان قائما، الى ان بات الوطن بلا “السفير”، والاصح “السفير” بلا وطن. ظلت “السفير” مرآة الحال العربية، الى ان باتت حالات، والوطن اوطان.
الكاتب طالع السعودي الاطلسي (المغرب):
كتاباته “على الطريق” لم تكن مجرد مقالات، او مجرد افتتاحيات ونصوص… كانت اضاءات سياسية بقلم شاعر، منحوتات استشرافية بازميل مفكر وتشريح جراحي لمشرط سياسي… وكلها كانت كائنات متناسلة من قلم صحفي..هو الذي جعل الصحافة عقيدته، مبتدا يومه وخبره وابتهالات في محراب “السفير”. “السفير” كانت الجريدة الاكبر والاعمق من صحيفة… كانت لوحدها وطن عربي كامل.
الكاتبة خولة مطر (البحرين):
طلال سلمان خلق مدرسته الخاصة فى الحوار مع سياسيين تدربوا على المراوغة الا من اسئلته وملاحظاته ونظراته الثاقبة التى لا تخيب ولم تخب ابدا فى فهم ما خلف الابتسامة والكلمات المنمقة والمديح الممجوج.
الكاتب الطاهر لبيب (تونس):
آخر مرة رايته فيها، في مكتبه، قبل اشهر، تشكى من اوضاع العرب ومما الت اليه اكثر مما تشكى من وضع صحته. تحدث كثيرا عن فلسطين. حدثني عن محمود درويش وعما جرى بينهما من حديث، قبل سفر محمود الى اميركا لاجراء عملية جراحية. له اسئلة عن آخر لحظات محمود. سألته عن “نسمة الذي لا تُعرف له مهنة الا الحب”، فقال، ضاحكا: “لا يزال يقول، هو، في، لا يصمت”…
في رحيله
وزير الاعلام زياد مكاري:
عابر بقلمه للمناطق، سيبقى ذكراه خالدا وتاريخه العريق صفحة لن تطوى في تاريخ الصحافة اللبنانية.
الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط:
وداعا للعروبة التي ستعود وداعا لصوت الذين لا صوت لهم وسيبقى.. وداعا لفلسطين التي لن تهزم وداعا لحلم لن يموت..
رئيس تيار المرده سليمان فرنجية:
نصف قرن من عطاءات في الصحافة والاعلام وصاحب فكر ورأي مؤثر في لبنان والعالم العربي وصوت الذين لا صوت لهم.
الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري:
اسهمت “السفير” في تشكيل وعينا الوطني العروبي والقومي، وكان الراحل الكبير رائدا في الصحافة، وصاحب القلم الانيق والموقف الثابت والغني بالحكمة والرؤية الثاقبة.
النائب اسامة سعد:
لم يقفل طلال سلمان رائعته انما حاصرتها خيبات وطن وخيبات امة حتى الموت. تخنق وطنيته طائفيات بغيضة… تهين كبرياء عروبته استباحات من كل صوب، حبيبته فلسطين بين اجرام عدو غاصب وتطبيع عربي ذليل… صمد طلال سلمان حتى الرمق الاخير ولم ينكسر… وتصمد الامة مرفوعة الرأس موفورة الكرامة ولا تنكسر.
صور استاذ طلال من موقع :
https://talalsalman.com/category/%d8%b5%d9%88%d8%b1/
مقتطفات من مواقف منشورة بينها من :