الرئيسية » اراء ودراسات » الخليج : فورة زيارات وعلاقات شخصية بين ملوك وأمراء وأولياء عهد

الخليج : فورة زيارات وعلاقات شخصية بين ملوك وأمراء وأولياء عهد

اعتبر “معهد واشنطن” الاميركي ان الخلافات والمشاحنات التي كانت قائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي، آخذة بالانفراج، بعد سنوات من التوتر الذي كان يعرقل جهود الولايات المتحدة للتعامل مع ما وصفه بالتهديدات الارهابية والنووية التي تمثلها ايران.

واوضح التقرير الاميركي ان العلاقات بين دول مجلس التعاون، البحرين والكويت وعمان والسعودية وقطر والامارات، كانت طوال 6 سنوات تتسم بالعدائية، وهي دول كلها تعتبر شريكة لواشنطن، وقد تنازعتهم الخلافات الداخلية.

ولفت الى ان الخلاف الرئيسي ذلك الذي جرى مع قطر، حيث اتهمتها البحرين والسعودية والامارات ومصر في منتصف العام 2017، بانها تدعم الارهاب وايران، ولهذا قامت هذه الدول بقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة، وهي عقوبات لم ترفع رسميا سوى حتى يناير/كانون الثاني العام 2021، عندما قرر ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، ان الازمة استطالت اكثر مما يجب.

وبرغم ذلك، قال التقرير ان البحرين والامارات لا تزالان تحتفظان بموقف متصلب من الدوحة، وما زالت الغيوم تحوم في سماء العلاقات الخليجية.

الا انه خلال الاسبوعين الماضيين، حصلت مجموعة من التطورات التي تشير الى ان الامور تحسنت بشكل جذري، ففي 18 يناير/كانون الثاني 2023، استضاف رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد اجتماعا غير رسمي في ابوظبي، جمع ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك الاردني عبدالله، وسلطان عمان هيثم بن طارق، وامير قطر الشيخ تميم بن حمد، مضيفا انه بالنظر الى موقف محمد بن زايد من الازمة الخليجية، فان حضور الشيخ تميم كان شيئا مثيرا للدهشة.

وبالاضافة الى ذلك، فان حضور السلطان العماني هيثم بن طارق، الذي يتميز بندرة سفره كسلفه السلطان قابوس بن سعيد، كان شيئا مثيرا للانتباه. وتابع ان غياب الامير محمد بن سلمان، كان حدثا مهما ايضا برغم انه من غير الواضح معاني هذا الغياب.

وتابع التقرير ايضا انه في 25 يناير/كانون الثاني، استبق الملك الاردني عبدالله زيارته الى كندا والولايات المتحدة بزيارة الى قطر لتناول العشاء مع الامير تميم، وفي اليوم نفسه تحد الامير القطري هاتفيا مع ولي عهد البحرين سلمان بن حمد.

وبعد ذلك بيومين، قال التقرير ان ولي العهد الاردني الامير حسين بن عبدالله شوهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يقوم بزيارة الى مطعم برفقة الامير محمد بن سلمان في منطقة العلا التاريخية، مشيرا الى ان الامير حسين مرتبط بخطوبة مع ابنة ملياردير سعودي، وانما ليس من العائلة الملكية، ويبدو انه يقوم بدور الممثل لوالده في تحسين العلاقات مع الرياض.

واضاف التقرير ان الاميرين حسين بن عبدالله ومحمد بن سلمان، كان يرافقهما ايضا نجل سلطان عمان ذي يزن بن هيثم بن طارق الذي يعتبر بمثابة ولي العهد في السلطنة.

وفي سياق هذه التطورات ايضا، قال التقرير انه في 29 كانون الثاني/يناير، كان اولياء العهود في البحرين والاردن وعمان في الرياض لمشاهدة سباق الفورمولا برفقة الامير محمد بن سلمان، وكان برفقتهم ايضا الامير تميم الذي ظهر مبتسما، مشيرا الى ان ذلك يمثل الزيارة الاولى غير الرسمية لامير قطر الى المملكة السعودية منذ سنوات عدة، وهو ما يمكنه تفسيره بانه رد على الزيارة التي قام بها محمد بن سلمان الى الدوحة في تشرين الثاني/نوفمبر لحضور افتتاح مونديال كأس العالم.

ومع ذلك، ذكر التقرير ان الحكم على ما تعنيه هذه الفورة من الاجتماعات الحميمة تماما، يعتبر صعبا، اذ يبدو أن هناك العديد من الاجزاء المتحركة، مضيفا انه من المحتمل ان يكون احد هذه العوامل، يتمثل في عدم رضا هذه الدول من الولايات المتحدة وعدم التزامها بأمن الخليج.

واوضح التقرير ان هذه الدول ربما تكون قد خلصت الى ان خلافاتها الداخلية، لم تعد رفاهية بامكانهم تحمل كلفتها.

وتابع التقرير مشيرا الى عامل اخر قد يفسر ما يجري، وهو ان مصر والاردن بحاجة ملحة لتأمين المساعدات الاقتصادية التي لم تعد مضمونة من جانب الدول الخليجية المنتجة للنفط والتي تتمتع حاليًا بتحقيق إيرادات قياسية. الا انه خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مؤخرا، اعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن المملكة تقوم بتغير سياستها المتمثلة في “عدم فرض قيود” على المساعدات التي تقدمها.

وختم التقرير بالقول انه بالنسبة الى واشنطن فان هذه التطورات تمثل تحديا للسياسة الاميركية، لكنها تشكل ايضا فرصة بما يتعلق بواقعيتها. واوضح انه فيما يتعلق بالتهديدات الايرانية والتوترات الإسرائيلية-الفلسطينية الاخيرة، فانه لا يزال امام صناع السياسة في الولايات المتحدة المجال من اجل العمل على تنشيط العلاقات مع دول الخليج، وبشكل محدد على المستوى الشخصي وهو جانب غالبا ما يكون مهما في هذه المنطقة. كما دعا التقرير الى تعزيز الالتزام الاميركي على المستوى العسكري في المنطقة.

عن جورنال