الرئيسية » العالم والخليج » السعودية » عن بن سلمان والوليد بن طلال وصالح كامل

عن بن سلمان والوليد بن طلال وصالح كامل

تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية عن الاسباب التي دفعت الملك السعودي سلمان وابنه ولي العهد محمد بن سلمان، الى اعتقال عمالقة الاعلام السعودي خلال حملة “التطهير” التي جرت في الخامس من تشرين الثاني 2017، وشلمت عشرات الامراء والمسؤولين واحتجازهم في فندق “ريتز كارلتون”.

وذكرت الصحيفة الاميركية بأنه منذ أن بدأت الثورة الفضائية العربية في العام 1991، هيمنت السعودية بشكل متزايد على التلفزيون العربي والإذاعة والسينما والموسيقى والنشر، مضيفة انه سيكون للتطورات السعودية الاخيرة تداعياتها الخطيرة على مجال الإعلام العربي.

واشارت الى انه من بين المعتقلين الأمير الوليد بن طلال، مؤسس ومالك شركة المملكة القابضة، احد اكثر شخصيات العالم شهرة وثراء. وشمل الاحتجاز في “ريتز” ايضا الملياردير صالح كامل، ووليد الإبراهيم، شقيق زوجة الملك الراحل فهد.

واعتبرت ان هؤلاء الثلاثة ساهموا في بسط هيمنة السعودية على صناعة الإعلام العربية، وأسسوا معا أكبر الشركات الإعلامية الرائدة التي نمت لتصبح ابرز وسائل الإعلام المعاصرة وأكبرها حاليا.

واضحت الصحيفة الاميركية انه عندما بدأ “مركز” إذاعة الشرق الأوسط (إم بي سي) في لندن العام 1991، كان صالح كامل أحد كبار المستثمرين في الشبكة، وعندما أسس كامل راديو وتلفزيون العرب (إيه آر تي) في إيطاليا العام 1994، تم تعيين الوليد بن طلال، الذي يملك قنوات روتانا الموسيقية، مسؤولا عن قنوات الموسيقى في شبكة الـ(إيه آر تي).

واشارت الى الدور الدائم الذي لعبه هؤلاء الثلاثة بشكل منفرد او جماعيا في بسط السيطرة السعودية على تطور الاعلام العربي خلال مرحلة التسعينات. وتابعت انه منذ ذلك الحين، كان هؤلاء “الاباطرة” يحكمون الإمبراطوريات الإعلامية التي توفر الأخبار والترفيه، ليس فقط لمعظم السعوديين، ولكن أيضا لأغلبية من العرب.

 

 

وتحدثت عن صالح كامل مذكرة بانه يتحدر من عائلة من رجال الأعمال الذين كانوا يرشدون الحجاج الذين يزورون مكة في موسم الحج السنوي. وتابعت ان صالح كامل اطلق في العام 1998 “قناة اقرأ” التي احتوت برامج دينية واجتماعية معتدلة. كما اطلق في العام 2003، شبكة أخبار “العربية”، التي مثلت النسخة السعودية المقابلة لقناة “الجزيرة” القطرية.

اما الوليد بن طلال فهو ابن الأمير طلال بن عبدالعزيز، المعروف باسم “الأمير الأحمر”، لتمرده ضد النظام الملكي في الستينات. واشارت الى ان الوليد بن طلال يعتبر شخصية ليبرالية تحدث عن تأييده لرفع الحظر على قيادة المرأة، وإدماج المرأة بشكل كامل في القوى العاملة.

 

 

 

وعلى الرغم من ان اعتقال هؤلاء جاء رسميا في اطار تحقيقات الفساد، الا ان الاسباب الحقيقة غير واضحة حتى الان. وبحسب المغرد “مجتهد” على “تويتر”، فان أباطرة الإعلام الثلاثة وغيرهم قد اعتقلوا لأن ولي العهد يعتزم السيطرة على ثرواتهم.

واشارت الصحيفة الى ان الوليد بن طلال يعتبر أغنى رجل سعودي، مع ثروة تقدر بقيمة 28 مليار دولار، وهو رقم ضخم مقارنة بثروة الملك سلمان الصافية المقدرة بقيمة 17 مليار دولار، بينما يمتلك صالح كامل وليد ابراهيم أيضا المليارات، وانه ومنذ حدوث الاعتقالات، كانت هناك تقارير عن تجميد الحسابات المصرفية للجميع.

واعتبرت “واشنطن بوست” ان محمد بن سلمان قد يتطلع إلى أكثر من أموال هؤلاء، مشيرة الى ان بن سلمان نفسه يعتبر من بين أباطرة الإعلام، اذ يملك أبناء الملك سلمان مباشرة واحدة من أكبر التكتلات الإعلامية العربية، وهي المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تنوعت أعمالها من النشر إلى وسائل الإعلام الرقمية، وأعلنت مؤخرا عن خطط لإطلاق شبكة أخبار مالية بالتعاون مع “بلومبيرغ”.

وتحدثت الصحيفة عن تحول مهم في ممارسات العائلة الملكية، موضحة انه جرت العادة بالسماح لرجال الأعمال التنفيذيين الموالين للعائلة المالكة بإقامة شركات وسائل الإعلام خارج حدود الوطن، وكان مقر “إم بي سي” في لندن، ثم انتقلت إلى دبي، وتم إطلاق “إيه آر تي” في روما، قبل الانتقال إلى عمان، وانتقلت أنشطة “روتانا” من بيروت إلى القاهرة إلى دبي، حتى قناة “العربية”، التابعة لمجموعة “إم بي سي”، التي يعكس خطها التحريري بشكل موثوق آراء الحكام السعوديين، مقرها في دبي.

اما الان، يمارس الحكام السعوديون سيطرة مباشرة على وسائل الإعلام، ومنذ صعود بن سلمان أعرب موظفو “العربية” عن أسفهم لمحاولات ولي العهد القوية لفرض رقابة تحريرية مباشرة على القناة.

وتابعت الصحيفة ان السيطرة السعودية لا تقتصر على الأخبار، ويعتبر الترفيه سمة مميزة لخطة ولي العهد الحديثة. ففي ايار من العام 2016، أنشأ مرسوم ملكي هيئة الترفيه العامة الجديدة، وفي أيلول من العام الحالي، أعلن صندوق الاستثمار العام في المملكة، المرتبط ارتباطا وثيقا بولي العهد، إنشاء شركة جديدة، برأسمال 2.7 مليار دولار، للاستثمار في مجال الترفيه.

واشارت الى انه حتى اعتقالهم، كان صالح إبراهيم والوليد بن طلال على قمة الترفيه السعودي بلا منازع، لصالح نفس النوع من الليبرالية التي يرغب بها ولي العهد، وكثيرا ما تم تسييس هذا النوع من وسائل الترفيه، وطرحت تلك القنوات مناقشات بشأن قضايا سياسية مثل التصويت والانتخابات، وأغضبت سلسلة الدراما التليفزيونية المستوردة من تركيا الدعاة وخطباء الجمعة، حيث ذهب أحدهم إلى حد اتهام الوليد وإبراهيم بـ “إعلان الحرب على الله ورسوله”.

وخلصت الى القول انه من خلال سجن هؤلاء الأباطرة في مجال الإعلام، يحصل محمد بن سلمان على تفوق مالي على بعض أغنى الرجال في المملكة، ويعزز قبضته على قوة هائلة من قنوات الإعلام العربية، ويمهد لنفسه السيطرة على قطاع ترفيهي ناشئ يستعد للنمو بشكل متفجر في المستقبل القريب.

واضافت انه بعد سنوات طويلة من تعزيز وسائل الإعلام العربية في السعودية، نشهد الآن تركيزا لا مثيل له لقنوات الأخبار السعودية ووسائل الإعلام العربية والترفيهية، في أيدي رجل واحد.

 

(جورنال)

 

عن جورنال