الرئيسية » العالم والخليج » عون مًوحِّداً الشاشات.. ولكن؟

عون مًوحِّداً الشاشات.. ولكن؟

 

فراس خليفة

 

على الأرجَح، لم تُحقِّق إطلالة الرئيس اللبناني ميشال عون التلفزيونية الوقْعَ الذي كان مرجُوَّاً أن تُحدِثَه في نفوس المُشاهدين في “السنويّة الأولى للعهد”. الفكرة جيّدة من حيث المبدأ لكن “الإخراج” لم يكن موفّقاً تماماً.

يُحسَب للرئيس عون أنه كان هادئاً في إطلالته التلفزيونية الأولى من نوعها، على عكس سجلّه الحافل بـ”الخناقات” مع الصحافيين أيام “إطلالات الرابية”. نجح عون “الرئيس”، ومنذ وصوله إلى “قصر بعبدا”، في أن يعطي “صورة هادئة” مغايرة عن صورة ميشال عون “رئيس التيار” الغاضب دائماً.

في مقابلته التي بُثّت مباشرة على المحطات التلفزيونية اللبنانية في توقيت واحد، كرَّر الرئيس عون أكثر من مرّة عبارة “الدولة انتهت صلاحيتها” و “بدها نفض”. حاول مراراً أن يدفع عنه مسؤولية الواقع المُهتَرِىء في مؤسّسات الدولة، وهو مُحِق، لكنه  بدا خجولاً في إعلان مواجهته للفساد والفاسدين. تحدّث الرئيس عن “انجازات” كثيرة لم يشعر بها المواطن العادي حتى الآن فيما نجح في الابتعاد عن “شخْصَنة” بعض الملفّات التي حاول البعض جرّه إليها لاسيما ما يتعلق بوزيره “السوبّر” جبران باسيل.

في معرض ردّه على السؤال  الأخير الذي وجهه إليه “ناظر اللقاء” رفيق شلالا (المستشار الإعلامي للرئاسة الأولى) طلب الرئيس عون من اللبنانيين الإلتزام بالحقائق وليس بالشائعات. قال إنه يتفهّم شكوك الكثيرين لكنه أبدى تفاؤله بالسنوات المقبلة من عهده.

في المقابل، فإنّ أداء بعض مدراء الأخبار لم يكن على مستوى “الحدث”، فيما كان بعض الأسئلة أطول بكثير من إجابات الرئيس نفسها. يُحسَب لعلي نور الدين (أن بي أن) أنّه كان الأكثرَ جدِّية ووضوحاً في طرح أسئلة حول قضايا محدّدة كما الحال مع جان الفغالي (أل بي سي). كادت مريم البسّام (الجديد) أن تنسى في بداية اللقاء أن المقابلة ليست معها وحدها. أضافت “مشاكساتها الخفيفة” نكهةً للمقابلة حتى وإن بدت في غير محلّها.

حاول نديم قطيش (المستقبل) أن “يحشر” الرئيس في أسئلة عن حزب الله والعلاقة مع إيران والرئيس بري فلم ينجح. بدا جاد أبو جودة (أوتي في)  ناطقاً بإسم “التيار الوطني الحر” أكثر منه مُمثّلاً لوسيلته الإعلامية. تعرَّف المشاهد اللبناني للمرة الأولى مثلاً على صائب دياب (تلفزيون لبنان) الذي مرّر سؤالا ًفي محلِّه، عن وضع “تلفزيون الدولة” المُعلّق في معرض سؤال الرئيس عن نتائج ما أسماها سياسة “أوعى خيّك” على طاولة مجلس الوزراء.

لم يطرح غيّاث يزبك (أم تي في) أسئلة من خارج السياق التقليدي فيما ظهرعلي حايك (المنار) بالصورة الرّصينة المعهودة للعاملين في “قناة المقاومة”.

في السنة الأولى على وصوله إلى الرئاسة الاولى كان صدرُ ميشال عون رَحِباً مع الإعلام. على الأرجح أيضاً أن ثمّة من قال في قرارة نفسه بعد الحوار، ألم يكن من الأفضل لو تمّ الاكتفاء بتوجيه رسالة أو خطاب الى اللبنانيين  في الذكرى الأولى لإنتخاب الرئيس؟ أما نجاح أو فشل العهد في سنته الأولى فتلكَ مسألة اُخرى..

 

عن جورنال