الرئيسية » Uncategorized » البرفسور عدنان مجلّي: ما عجزت عنه السياسة الفلسطينيّة سينجزه الكونغرس الاقتصادي
مجلي خلال الحوار مع "جورنال"

البرفسور عدنان مجلّي: ما عجزت عنه السياسة الفلسطينيّة سينجزه الكونغرس الاقتصادي


غزّة – جورنال

استطاع عدنان مجلّي وضع بصمة علميّة عالميّة في عالم الكيمياء، من خلال صناعة الأدوية الطبية وابتكار مضاد لمرض السكري والزهايمر، وتسجيل ما يزيد عن 600 براعة اختراع عن أبحاثة العلميّة.

كل ذلك أهل مجلّي لمنحه جائزة “فاست 50” عن أسرع الشركات نموا بعد أن أسس شركة “ترانزتك فارما” التي توصف بانها امبراطورية طبية، وحصوله على جائزة مؤسسة “هيليوس” للتميز في الإبداع والابتكار.

في قاعة التشريفات ومع تسلل أشعة الشمس المنبعثة من أمواج البحر، حيث الهدوء البعيد عن صغب الحياة الغزّية المهدّدة بالوهن والمعيشة المتعذرة، صحيفة “جورنال” التقت مجلّي خلال زيارته الى غزّة.

مجلّي ظهر على الساحة الفلسطينية منذ عدة سنوات من خلال فكرة تأسيس الكونغرس الاقتصادي الفلسطيني، الذي يهدف للتحرر من التبعية الاقتصاديّة، والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني وتشغيل الفكر الإبداعي لدى الشباب.

التفاصيل في نص الحوار:

مجلّي أعلنت عن انطلاق تأسيس الكونغرس الاقتصادي الفلسطيني، فما هو الكونغرس الاقتصادي؟

الكونغرس الاقتصادي الفلسطيني العالمي، هو عبارة عن شبكة عالميّة الكترونيّة، تأصيلها من فلسطين، هدفها جمع الفكر الفلسطيني أي كان وفي أي دولة أوروبية أو عربيّة، بالإضافة للضفة الغربيّة وإسرائيل وعرب48 ، لاستثمار الافكار الفلسطينيّة وتشغيلها من خلال إنشاء مشاريع واستراتيجيات مع رجال الأعمال والمستثمرين، لتكوين اقتصاد فلسطيني مرتبط مع الاقتصاد العالمي بعيدًا عن الاستغلال الفردي للأفكار الفلسطينيّة التي تبنى على مبدأ التبعية لشخص أو مسؤول.

لماذا استخدمتم مصطلح الكونغرس على التجمع؟ هل لوجودكم في اميركا علاقة بذلك؟

مصطلح الكونغرس ليس له أي علاقة بوجودي أو جنسيتي الاميركية، لكن في ظل ما يعيشه الفلسطينيون من خيبات للآمال في التجمعات الفلسطينية، ارتأيت لإطلاق هذا المصطلح الذي يحمل العديد من المعاني الموحدة للجهود ، فنحن الفلسطينيون لا تجمعنا السياسة في ظل التضارب الفكري الذي يتبناه كل فصيل على حدى، لكن استطيع التأكيد أنّ ما عجزت السياسة عن تحقيقه سينجزه الكونغرس الاقتصادي الفلسطيني العالمي (القدس وحق اللاجئين والأراضي المحتلة).

ما هو الهدف العملي من الكونغرس الفلسطيني؟

سيعمل الكونغرس الفلسطيني على جمع  الثروات الفكريّة والرياديّة والاقتصاديّة في ايقونة واحدة عبر المنصة الالكترونيّة، ودراسة المشاريع الشبابيّة وأفكار العمال والمبدعين، بحيث تكون قابلة للإنتاج عبر مشاريع يتم تمويلها من قبل المستثمرين أصحاب رؤوس الأموال، تكون وفق ضمانات لحقوق الملكية، ويتم من خلال ذلك تسويق المشروع على المستوى الدولي، ولا يخفى علينا قوة الفكر الفلسطيني في الإنتاج على كافة الأصعدة.

كيف سيتم لم الشمل الفلسطيني من خلال الكونغرس؟

سيتم من خلال الكونغرس إحصاء أعداد الفلسطينيين حول العالم، وفق البيانات المحدثة، وتحديد أعمارهم وتبين أصولهم الفلسطينية – القرى والمدن التي ينحدرون منها-  لتجسيد الهوية الفلسطينية، وبذلك يسعى الكونغرس الفلسطيني لتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني المميت في كافة المجالات التكنولوجية والطبية والمهنية والتعليمية والزراعية والصناعية، وبهذه الفكرة الناضجة يمكن للفلسطينيين أن لا يعتمدوا على الهيئات الداعمة سواء كانت الولايات المتحدة من خلال وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين وغيرها، وأوكد أنّه لا يمكن بناء اقتصاد من خلال جهات داعمة دون الاعتماد على الذات الداخلي الفلسطيني ولا يمكن للاقتصادي الفلسطيني أن يبنى عن طريق الهبات والصدقات المتقطعة.

من خلال شرحك لآلية عمل الكونغرس الاقتصادي يمكن القول إنّ الكونغرس يعتمد على الاستثمار الخارجي لصالح الداخل؟

نحن نعلم جيدًا أن الفلسطيني يعد من أكثر الشعوب حملًا للجنسيات الأجنبيّة المتنوعة، فلا بدّ من استثمار ذلك لصالح قضيتنا الفلسطينيّة، الأمر الذي سيشكل منظومة اقتصاديّة ماليّة محميّة دوليًا، يتمثل ذلك من خلال وجود 16)مليون)فلسطيني حول العالم، وما يزيد عن 3) مليون) فلسطيني في الضفة الغربيّة وغزّة، وحوالي 1.4) مليون فلسطيني) في إسرائيل، نستطيع القول إنّ الثروة المالية الفلسطينيّة الخارجية كبيرة، لو استثمرت داخل فلسطين سيتم إنهاء كافة العقبات التي تهدّد الشأن الفلسطيني، وبالمقابل ستعود بأرباح كبيرة على المستثمرين الفلسطينيين،  وسيكون الفلسطيني  محمي من قبل الدولة التي يحمل جنسيها إلى جانب حقيقته الفلسطينيّة.

خلال حديثك بيّنت لنا أنّ جذور الكونغرس سيكون من فلسطين، وأنت تعلم مدى سيطرة إسرائيل على أغلب النفوذ، ما هي العقبات التي قد تواجه عمل الكونغرس؟

نعم، وهذا هو الهاجس الأكبر الذي يسيطر على تلك العمليّة، لكنّنا نستطيع مواجهة ذلك من خلال التالي… المستثمر الفلسطيني الذي يحمل جنسيّة روسيّة، سيشتري المنتج من قطاع غزّة ويمنعه الاحتلال، لكن في أرض الواقع نعلم جيدًا أنّ الذي يحمل الجنسية الروسية سيكون مدرج ضمن رعايا الدولة الحامل لجنسيتها،  في هذا الموقف ستقوم روسيا على حماية رعاياها الداعمين لاقتصادها… وهذا ينطبق على كل من حمل جنسية لدولة أوروبيّة، وبهذه الطريقة القانونية نستطيع تمكين صناعة لوبي اقتصادي فلسطيني دولي.

كيف سيتمكن صاحب الفكرة من الحصول على التمويل لمشرعه؟

الشخص المعني سيتم تسجيل دخوله للمنصة الالكترونية وطرح فكرة مشروعه، تلقائيًا ستعرض على الهيئة المختصة بدراسة المشاريع التي بدورها ستعمل على توفير ممول للفكرة وبناء خطة للتسويق وآلية التصدير، خلال ذلك يتم طرح المشروع على هيئة السياسة العامة من أجل الحصول على الموافقة النهائية للتنفيذ، والتي من خلالها يتم بحث سبل تسهيل تسويق وترويج المشروع والتغلب على أيّ إعاقات قد تواجه المنتج، بعد ذلك يتم التواصل بشكل مباشر مع الريادي للمشروع، لتسليمة المبلغ المالي الذي يمكّنه من البدء بمشروعه ونبقى على تواصل واشراف معه لحين الوصول لمرحلة الانتاج والتسويق، ويكون الممول شريكًا في الفكرة، وبهذا نستطيع أن نقول إنّ الكونغرس سيحيي الوضع الاقتصادي الفلسطيني المتهالك، وسيعمل على تحرير الاقتصاد من التبعية  للأسواق الإسرائيلية، وسيبني قاعدة أساسية للقضية الفلسطينيّة.

عبدالله أبو كميل

عن جورنال