الرئيسية » افتتاحية » النار خلف المونديال

النار خلف المونديال

اما بعد..

بعد انتهاء المونديال..

لطيفة “حركات” كوفية البرغوثي وتساؤلاته، و”بشت” الامير تميم ل”الشيخ” ميسي. هناك شيء يبدو عفويا وفي الوقت نفسه، محبوكا بعمق. قطر نجحت في تقديم صورة طيبة عن نفسها. لكن بالتأكيد شوهتها حركات ومشاعر بان المونديال واجب وفرصة لنشر الاسلام، ودعوة الجماهير للدين الحنيف، وتوصيل رسائل سياسية ودينية الطابع. بالمناسبة، بمراسم الحج في الدين الحنيف نفسه، في المملكة المجاورة، كل تعبير سياسي (او طائفي مغاير)، ممنوع، وبسببه شهدت اروقة الكعبة، مجزرة فيما مضى.

وبالمناسبة، مهم ولافت حضور الامير محمد بن سلمان مراسم الافتتاح، للتأكيد طي صفحة صراعه مع الامير تميم، لكن الاهم تطلعه لتنظيم مونديال 2030 ليتزامن مع “رؤية السعودية 2030” فقط لا غير.  

واين كان ملك مملكة البحرين الواقعة على مرمى حجر من الدوحة حيث لم يحضر لا افتتاحا ولا اختتاما؟ لماذا بدت الامارات غائبة تماما عن الاحتفالية القطرية الاستثنائية؟ وداخليا، لماذا لم يكن “الامير الوالد” والشيخة موزة حاضرين في الاختتام؟

هل كانت هناك “هدنة مونديالية” غير معلنة؟ هل كانت صدفة بحتة تفاهمات وقف اطلاق النار في اليمن قبل شهور قليلة من المونديال القطري؟ هل كانت أمنية قطرية نقلت الى بن سلمان فاستجاب؟ الم نلاحظ شكلا من التهدئة في مواجهات الكر والفر بين الاميركيين والايرانيين في العراق (باستثناء الغارة الاسرائيلية على قافلة الوقود في الشهر الماضي). لماذا ظلت اسرائيل خارج “الهدنة المونديالية” وواصلت ضرباتها في سوريا؟ ولماذا لم ينفذ اردوغان وعيده بتوغل بري عميق داخل الشمال السوري وبتوسيعه في الشمال العراقي؟ واكتفى بسلسلة ضربات جوية؟ هل حضوره افتتاح المونديال، كان موافقة ضمنية كرمى للقطريين بالتأجيل فقط؟

وبالتالي، هل يعني اختتام المونديال، عودة هذه المنطقة البائسة الى جبهاتها الساخنة والمتلهبة، من قاعدة العديد الى القائم وتل رفعت، بحيث لا تصبح هناك قيمة لا لقصيدة البرغوثي ولا ل”بشت” ميسي.

ودمتم بخير

عن خليل حرب

خليل حرب، صحافي لبناني، مدير تحرير في جريدة "السفير" سابقا. يشغل اليوم منصب رئيس تحرير موقع "جورنال".