الرئيسية » منوعات و رياضة » لهذه الأسباب ينقسم جمهور كرة القدم في لبنان

لهذه الأسباب ينقسم جمهور كرة القدم في لبنان

ينقسم الجمهور اللبناني بين مؤيد لفريق على آخر، انحيازه هذا ناتج عن عوامل نفسية وإجتماعية بحتة لها علاقة بحياته العامة وبيئته الحاضنة، الأمر ليس غريبا على بلد تتعدد فيه الطوائف والأحزاب وتتنوع الرغبات السياسية.

لا شك بان فشل الكرة اللبنانية على كل المستويات دفع الجمهور الى إختيار فرقهم ومنتخبهم على الصعيدين المحلي الخارجي تنفيسا للإحتقان المعيشي في الدرجة الأولى، ومن ثم الطائفي في الدرجة الثانية.

نحن نعلم انه على الصعيد العالمي ينحاز اللبنانيون الى منتخبات تشاركهم عواطفهم وإنتماءاتهم، البعض يرى في منتخب البرازيل على سبيل المثال قدوتهم ومثالهم الأعلى، لذلك سبب وجيه في تعلق هؤلاء بالبرازيليين على إعتبار ان قسما كبيرا من الأهل والأقرباء والأصدقاء هاجروا الى هذا البلد وبات موطنا اخرا لهم، أصبح موطن رزق وسبيلا اخر للعيش.

ثانيا ان البرازيل مهد كرة القدم وبلد الأباطرة أمثال غارينشا والجوهرة السوداء بيليه وزيكو ورونالدو ورونالدينيو، اسلوب الكرة البرازيلية يتناغم مع أسلوب الكرة اللبنانية وفيها شيء من التطابق، لكن اين الثري من الثرى؟.

قسم اخر ينحاز بشكل كبير الى المنتخب الألماني، المغتربون اللبنانيون في إلمانيا على مختلف طوائفهم وخصوصا أولئك الفقراء وجدوا ملجأ مهما لتدبير حياتهم وإنخرطوا إجتماعيا ومعيشيا مع الناس وباتوا جزءا لا يتجزأ من هؤلاء.

لا يخفى احد ان هذا البلد المنافس الشرعي للبرازيليين كان بدوره مهدا لكرة القدم منها خرج أباطرة أخرين أمثال بيكنباور وغيرد مولر ورومينيغه وكلينسمان وسيب ماير وغيرهم، لاعبون أغنوا العالم بمهاراتهم وإسلوبهم الفريد من نوعه.

يتغنى البعض الآخر بالكرة الايطالية وبباولو روسي ومالديني وتوتي وغيرهم وبالكرة الأرجنتينية وعمالقتها اخرهم ميسي.

ينعكس الأمر على الكرة المحلية، يمثل الإنقسام فيها نوعا من التباين العقائدي والمذهبي، نعلم ان جمهور النجمة يجتاح المدرجات عن بكرة أبيها، الإنحياز يمثل طائفة من الفقراء الذين عاصروا الفريق وزحفوا خلفه كتعبير عن نقمة خاصة ضد الإهمال والتهميش والفوارق الإجتماعية المتعددة، معظم المناصرين من فئات معدومة معيشيا تعيش في ضواحي بيروت معظم هؤلاء أو الأكثرية منهم ينتمون الى طائفة واحدة، إنقسمت على نفسها في الآونة الأخيرة بسبب العقيدة والإنتماء فذهب المناصرون  الاخرون باتجاه فريق العهد.

من لم يتمكن بالتعبير عن رأيه في السياسة ، وجد كرة القدم للتنفيس عبرها.. انقسام عامودي بين مكونات اخرى من الفقراء ايضا مكانها في الطريق الجديدة وتدين بالولاء والثقة الى نادي الأنصار، يعتبر هؤلاء ان فريقهم صورة أخرى لنزاعهم الطوائفي المختلف، هم من طائفة اخرى بالتأكيد حتى لو ان المعاناة واحدة في تأمين لقمة العيش.

عندما تشتعل المدرجات في مباريات القمة تنهال الشتائم على الزعماء، كل جمهور ينفس عن غضبه  بطريقة عشوائية لها خصوصياتها، وتنم عن حالة معينة وسخط على النهج والدولة والحالة العامة.

باختصار فان كرة القدم اللبنانية لم تشف يوما غليل جمهورها الا عندما حقق العهد الإنجاز الاسيوي التاريخي، شعر اللبنانيون يومها برمتهم ان الفوز بكاس الاتحاد الاسيوي كان له مدلولات نفسية كبيرة تعبر عن حاجة الناس الى الخروج من نفق الإخفاقات الى النور والفرح والانجازات…

عن إسماعيل حيدر