الرئيسية » منوعات و رياضة » بورتريه:”أبو صلاح “الطريق الشاق الى “الانفليد”

بورتريه:”أبو صلاح “الطريق الشاق الى “الانفليد”

تلتوي الطرقات وتتحول الى أزقة ترابية ضيقة ، تعبق برائحة الريف المصري المميزة يقودك الأمر الى إكتشاف الذات..  نجريج في دلتا النيل، بيوت من نسيج الطين وسواعد أولئك المنسيين البسطاء.

 لا يختلف الواقع بين شخص وأخر.. يجتمع القهر والشقاء في حياة الناس اليومية.. دليل ساطع على معاناتهم ووضعهم الإقتصادي المخيف.

محمد صلاح أحدهم.. ابن اسرة فقيرة طالما عانى مع عائلته من الظروف المادية الصعبة، لم يولد وفي فمه ملعقة من الذهب، كان من العامة المعدمة المحرومة من أبسط المقومات.

النجومية تصنعها الأقدام، لكن بين قرية نجريج ومدينة ليفربول الاف الكيلومترات لا مقياس للتطور او الإبداع..

الإنجاز في حياة صلاح، هو التأقلم في شخصيته الفذة ونهمه للتنفيس عن مكامنه..

من ملعب ترابي تحيط به القمامة من كل جانب الى البساط الأخضر والمدرجات الرحبة في الإنفليد.. محطات تاريخية في حياة اللاعب تعبر عن أهمية النجاح والشهرة..

لا يمكن ان تجد في محمد صلاح عيبا فنيا مؤثرا، يمكن ان تراوغك الكلمات، عندما تريد التعبير عن إمكانياته تجد في ملامح اللاعب عشقه لكرة القدم، وفي شخصيته المهارة والإبداع في ان معا..

المصري اللامع يشغل العالم ويسلب إعجابهم. هذا الوجوم الدائم على محياه، علامة تدعو أبو صلاح للتفكير بالأنسب وتدفعه الى الإجادة في كل المناسبات.

ليس المهم كيف وصل أبو صلاح الى إنكلترا.. الأهم انه يشبه كرة الثلج التي كبرت وتطورت وباتت  حديث العالم.

من الملعب الترابي الضيق الملتصق بمنزله في نجريج الى مدينة بسيون ومنها الى طنطا حيث لعب واظهر ميوله الكروية.. الى ان دخل عتبات القاهرة وفريق المقاولون العرب.. أكثر من اربع ساعات من القهر اليومي المتواصل بين قريته والمدينة اوصلت اللاعب الى المجد والشهرة..

كانت ملاعب سويسرا قبلته في البداية مع فريق بازل ثم إنتقل الى إيطاليا وبعدها قصد تشلي في إنكلترا ليعود الى روما ومنه الى الإنفليد مع ليفربول.. بدايات مؤثرة لنجم قرر ان يكون الأفضل في العالم..

رغب صلاح  المولود يوم 22 حزيران 1992 في أن يكون مهندسا إلكترونيا او ضالعا في العلم، ميله الى كرة القدم وظروفه المعدمة خطفته من مدرسته الإبتدائية فاكتفى بالشهادة الثانوية العامة قبل ان يطور نفسه باللغات الإيطالية والإنكليزية وكذلك الفرنسية.

أبو صلاح اللقب الأحب الى الجماهير، اسم الدلع الذي  إقتبسه من زوجته “ام مكة” مديرة أعماله الضليعة بالتكنولوجيا والقادرة على تمييز الأمور بدقة عالية.

إختزل جيلا ذهبيا بالكامل ساهم بشكل فعال في وصول المنتخب المصري الى  نهائيات كاس العالم فتحول حلمه الى حقيقة ساطعة.

هداف الدوري الإنكليزي وافضل لاعب في إفريقيا ومنافس حقيقي لرونالدو وميسي على لقب افضل لاعب في أوروبا والعالم.

اليوم يبدو صلاح امام منعطفات كبيرة، ويطرح علامات إستفهام كثيرة حول بقائه مع ليفربول من عدمه، تعلقه بهذا المكان قد يجعله في حيرة، ما يرجح تمسكه بناديه، خصوصا في ظل هبوط القيمة التسويقية للاعبين بسبب فيروس كورونا.

 ويأتي صلاح في المرتبة الرابعة بعد مبابي (180 مليون يورو) ونيمار (128) وسترلينغ نفس القيمة بينما تبلغ قيمة اللاعب المصري 120 مليون يورو.

لا يتأخر صلاح عن عمل الخير قام بدعم أبناء قريته وأنشاء جمعية خيرية لمساعدة الناس وقدم ملايين الدولارات لدعم مرضى الفيروس في بلده ليبقى على رأس الداعمين في هذا المجال.

تحب صلاح او لا تحبه فهو إنسان يشعر بظلم المحتاجين وبمعاناتهم ..يمتعك رغم أنفك ويؤكد انه العربي الوحيد الذي من الصعب ان يتكرر..

اقرأ ايضا :

عن إسماعيل حيدر