الرئيسية » اراء ودراسات » الحزب القومي … نهضة أم انهيار!!

الحزب القومي … نهضة أم انهيار!!

أين قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي الحالية من عقيدة وفكر مؤسس هذا الحزب أنطون سعاده؟؟!

سؤالٌ يجول بعقول المنتمين والمناصرين أكثر مما يخطر ببال البعض الذين ينتظرون سقوط هذا الحزب والاصطياد في المياه العكرة.

في هذه المرحلة غير المستقرة التي يعيشها البلد ما بين انتفاضة ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ والحالة الهستيرية التي تضرب الأنظمة الداخلية لبعض الأحزاب من تشرذم وتخابط بين الصفوف، سيعتبر البعض أن هذه المقالة ليست سوى مؤامرة مدبّرة مدفوعة الأجر مسبقاً، بينما انها تبتغي ان تكون صرخةُ حقٍ بوجه الفاسدين الذين انتقلوا من الانشغال بمصلحة المجتمع، إلى المصلحة الفردية، واهمين المقربين أنهم على خطى المبادئ والدستور سائرون.

الخطابات الوطنية الرنّانة والشعارات التي تنال إعجاب الكثيرين، كلها لا تُعزّي روح أُمٍّ ثَكلى، ولا تشفي غليلَ رفقاءٍ ارتقى رفيقهم شهيداً. فهل ذهبت دماء الشُّهداء سدىً أمام مصالح البعض الفردية؟!

هؤلاء الشُّهداء الذين آمنوا بوحدة البلاد، وقَسَموا يمين الوفاء للمؤسسة الحزبية، وقاتلوا بأرواحهم إيماناً بقضيةٍ تُساوي الوجود.

تساؤلاتٌ كثيرة تُطرح حول تراجع دور الحزب وأعضائه، ولم نعد نراهم إلا في احتفالِ تأسيسٍ أو ذكرى شهيدٍ! أين النشاطات والساحات الممتلئة؟

أين الأشبال والنسور؟ أين الرفقاء والمواطنون من وحدة الفكر والروحية القومية؟ واللوم… على من يقع؟!

حالة تفسُّخٍ ضربت المؤسسة وأصبحت كل فئةٍ تُغنّي على ليلاها إلّا فئةٌ انبطاحيةٌ فريدةٌ من نوعها تُغنّي على ألحان الاستزلام.

ان هذه الفئة قتل قواها النفسية داء الاستخفاف بالبيعة واستسهال الحنث باليمين، وقد أخذتْ محبَّة أحد الأفراد في القيادة أولوية مقابل أن يؤمّن لها مسؤولية مرموقة في هيكل هذا الحزب! أو على الأقل كي لا ينبذهم ويسلّط عليهم بعض جلاّديه الانبطاحيين..

حال هذه القيادة كَحالِ الحكومة اللبنانية: فالفسادٌ يضرب رأس الهرم، كسرطانٌ يتغلغل في النفوس ويتفشّى بسرعة البرق، وحاله مبنيةٌ على التبعية والمحاصصة.

استثمروا من خلال هذه المسؤوليات المكلفين بها، مناصب في ملعب السياسة والبلديات، وبمعنى أصح، استغلّوا هذه المؤسسة حدّ الاستنزاف.

وأمّا الذي يتمرّد على هذا السلوك التكتيكي، فيواجَه بالطرد أو بالأبواب المغلقة والتهميش..إلّا من كان منه منفعة حاولوا التفاوض معه بأقل مما يستحق، وإن صدّهم ونطق بالحق واجهوه بالردع المعتاد: الصمت مقابل الحياة.

قيادة لا تفسح مجالاً للتغيير أو التحسين لأنه يهدد مصالحها ويعطيها حجمها الطبيعي الصغير في الساحة. لذلك .. يستقيل رئيس .. يأتي رئيس، نلتقط أنفاسنا، ومن ثم يستقيل هو الآخر.

مما لا شك فيه ان استقالة الرئيس الرابع فارس سعد الذي لم يمضِ على انتخابه أكثر من سنة، ستشكل إرباكاً وفوضى داخلية خاصة عشيةَ انعقادِ المؤتمر القومي العام في حزيران المقبل من العام ٢٠٢٠.

ولكن ما الرابط بين استقالة سعد واستقالة الرؤساء السابقين؟!  ولماذا يشدد رئيس المجلس الأعلى على عدم تشكيل مجلس العُمَد؟ ولماذا يسيطر على عزل كل قرار تابع لرئيس ينطق بالحق ولماذا يحاول إظهاره ضعيفاً؟

هل للأربع سنوات خطة ممنهجة مسبقاً ريثما يحق لرئيس المجلس الأعلى الترشح عند مرور دورة كاملة بعد أن لغوا التعديل الدستوري؟

حسناً ومن بعد رئيس المجلس الأعلى أسعد حردان؟!  سؤالٌ بسيط بإجابةٍ أبسط: “حردانٌ آخر”!!

الأسئلة لا تنتهي …

وما على القوميين إلّا أن يسألوا قيادتهم إذ هل يحق لها التحكم والتلاعب بالمؤسسة الحزبية كما لو أنها ملكها الخاص؟

وقبل طرح الأسئلة، ابتعدوا كثيراً عن العاطفة والانبطاحية وعسى أن يكون الجواب مرضياً ومقنعاً، على الأقل كي تَطمَئنوا على النهضة وشهدائها.  

كل هذه المكائد والسيطرة والخوف الذي يسود وجوه بعض القوميين من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، لن يمنعنا من التساؤلات والإفصاح عن الحقيقة المريرة المؤلمة التي يخفيها هؤلاء الفاسدون تحت ثوب النظام العلني.

لن نسكت عن الحق ولو بعد حين، هذا الحزب هو حزب الزعيم العظيم أنطون سعاده، ولا يحق لأيٍّ كان بأن يعدم “سعاده” ألف مرةٍ في اليوم من خلال مطامعه الشخصية وفساده.

وكما قال الزعيم :

“وللحقّ يومٌ، فهو سيحاسبكم حساباً عنيفاً لا هوادة فيه ولا لين، للحقّ يومٌ أيّها المضلِّلون ويوم الحقّ قريب”…

نادر المقدسي

عن جورنال