الرئيسية » اراء ودراسات » ايران: انتخابات برلمانية تحت ظلال الأزمات

ايران: انتخابات برلمانية تحت ظلال الأزمات

علي هاشم :

تريد الجمهورية الإسلامية الإيرانية توظيف هذه الانتخابات في مواجهتها مع الولايات المتحدة، هي رغبة مضادة لرغبة التوظيف الخارجي للانتخابات في سبيل ايجاد فجوة بين النظام الإسلامي والإيرانيين، كما يقول المرشد آية الله علي خامنئي.

المشروعية سلاح بين غريمين لدودين، نظام يريد التأكيد على أن الاستفتاء على مشروعيته تم في احلك الظروف ووسط عملية جراحية داخلية لتصدير برلمان بهوية ثورية، وواشنطن التي تبذل كل ما بوسعها ليكون الْيَوْم الذي يلي الانتخابات يوما للاحتفال بحضور خجول يسحب من الولي الفقيه ورجاله ورقة الالتفاف الشعبي التي لطالما تغنوا بها.

ليست انتخابات فحسب، هكذا يقول كثر في طهران، هي عملية تحضير للساحة السياسية لتحولات على مستوى الخطاب الرسمي ستبدأ بالبرلمان وبعد عام ونيف ستطال الرئاسة التي ستجد نفسها ربما أمام تحدٍ سبق للجمهورية الإسلامية أن واجهته في سنواتها الماضية، امتحان الضغوطات المتزايدة المتوازية مع ضغط شعبي داخلي بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي لا أفق جدي أمام تحسنها، اللهم الا اذا حصلت المعجزة وعادت المياه الى المجاري المصطنعة التي أوجدت لها في أعقاب الاتفاق النووي عام ٢٠١٥.

في زمن البرلمان المتعدد الألوان، كان الاتفاق النووي محل تجاذب بين الكتل، كذلك مفاعيله بما في ذلك القرارات المالية كاتفاقية الحد من تبييض الأموال ودعم الاٍرهاب. اختلف البرلمان مع صيانة الدستور مرارا وكان الحسم في يد مجمع تشخيص مصلحة النظام. قد لا يتكرر كثيرا هذا في ظل برلمان يتوقع أن يغلب على أعضائه الاتجاه الاصولي، المنافسة الحقيقية ستكون بين مكونات التيار الاصولي، بين متشدد وأكثر تشددا وبين محافظ وأكثر محافظة وبين ثوري وأكثر ثورية.

مجزرة مجلس صيانة الدستور بحق المرشحين الاصلاحيين قد تبعث على انكفاء الجمهور الإصلاحي عن الاقتراع، فهو في المبدأ أقل اهتماما بإعطاء المشروعية للنظام بدون مقابل حقيقي، لكن المرشد أخذ الأمر باتجاه آخر، نحو توظيف المشهد الانتخابي واتساع رقعة المواجهة في قلب المواجهة المستمرة، فيما دماء قاسم سليماني لا تزال حارة، وماء وجه ايران الدولة والقومية والمذهب والدين على المحك.

يقول الاصلاحيون إنهم الآن عالقون حرفيا بين مطرقة وسندان، وإنهم واقعا بين خيارين احلاهما مر، مقاطعتهم لها ثمن ستدفعه البلاد كلها مزيدا من الضغط الاميركي، ومشاركتهم لن تقدم لهم شيئا حقيقيا وسط تشرذمهم الموزع بين إحباطات مرحلة حسن روحاني وإقصاء النظام لمرشحيهم، لكنها ستعطي للبلاد نقطة إضافية في السباق المحموم مع واشنطن.

علي هاشم

عن موقع “جادة ايران”

عن جورنال