الرئيسية » العالم والخليج » حنين غدار: للضغط على لبنان وملاحقة حزب الله وسوريا

حنين غدار: للضغط على لبنان وملاحقة حزب الله وسوريا

 

دعت الصحافية اللبنانية حنين غدار في تقرير اعدته ل”معهد واشنطن” الاميركية العالم الى الضغط على لبنان من خلال تأخير الاعتراف بالحكومة اللبنانية عندما تتشكل اذا كانت تتضمن “شخصيات من حزب الله”، مطالبة الولايات المتحدة والدول الاخرى الى “عدم التخوف من شبح عدم الاستقرار” في لبنان وعدم السماح للحزب بالافلات.

وجاءت هذه الدعوات في اطار تقرير حول مجريات “المحكمة الخاصة بلبنان”، خلصت فيها حنين غدار الى ضرورة التخلص من فكرة ان الرئيس السوري بشار الاسد، يمكن ان يكون جزءا من المستقبل السياسي لسوريا، ومحاسبته على تورطه في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وفي مقدمة تقريرها، قالت غدار انه “في وقت سابق من الأسبوع الثاني من أيلول/سبتمبر الحالي، وبعد مضي ثلاثة عشر عاماً على اغتيال الحريري في انفجار سيارة مفخخة في بيروت، قدم الادعاء العام أخيراً مرافعته الختامية في المحكمة الخاصة بلبنان، وأفصح عن أمرين هامين. أولاً، هناك أدلة وافرة تثبت العلاقة بين أعضاء قيادة «حزب الله» ومرتكبي جريمة القتل، من بينها تفاصيل تحركاتهم واتصالاتهم قبل الهجوم. ثانياً، كان النظام السوري في صلب المؤامرة أيضاً.

وبعدما استعرضت بعض ما جاء في المرافعات الختامية امام المحكمة، تحدثت غدار عما اسمته “الخطوات التالية” بعد ثبوت تورط “حزب الله” وسوريا في اغتيال الحريري.

وكتبت غدار انه “على الرغم من أنه من غير المتوقع صدور الحكم النهائي قبل مرور خمسة أو ستة أشهر أخرى، إلا أنه لا ينبغي على لبنان أو المجتمع الدولي الاستخفاف بما كشفه المدعي العام في مرافعته الختامية. وإذا ما وجدت المحكمة أن «حزب الله» مذنباً بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، فستعتبر دول العالم إن الحزب هو منظمة إجرامية. ويشمل ذلك الحكومات الأوروبية، التي ستجد صعوبة أكبر في التعامل مع “الجناح السياسي” لـ «حزب الله» إذا قررت محكمة دولية رسمياً أن منظمته الأم هي من نفّذت عملية الاغتيال. وفي الواقع، إن مثل هذه النتيجة يجب أن تحفزهم في النهاية على تصنيف «حزب الله» بكامله كمنظمة إرهابية بدلاً من إدامة نهج “الأجنحة” الذي لا يمكن الدفاع عنه”.

واعتبرت غدار ان “السيد نصر الله قد استشعر التقدم المحتمل على هذه الواجهات، فحذر المحكمة وداعميها من “اللعب بالنار” في خطابه في ٢٧ آب/أغسطس. وكلما لجأ «حزب الله» إلى مثل هذه التهديدات، يميل صانعو القرار داخل لبنان وخارجه إلى منح الحزب ما يريده خوفاً من التسبب في قيام عدم استقرار محلي. وهناك العديد من الأمثلة على هذا الاسترضاء، مثل القانون الانتخابي الذي سهّل انتصار معسكر «حزب الله» في الانتخابات البرلمانية هذا العام، أو أحداث أيار/مايو ٢٠٠٨، عندما استخدم الحزب أسلحته ضد مواطنين لبنانيين آخرين، بحيث انتهى الأمر بتشكيل حكومة وحدة وطنية واتفاق الدوحة”.

الا ان الصحافية اللبنانية كتبت “لكن هذه المرة، ستصدر الاتهامات ضد «حزب الله» من كيان دولي، وينبغي على الحكومات الأجنبية التعامل بصراحة مع هذه الاتهامات بدلاً من التملص منها. ولا ينبغي على الولايات المتحدة وبلدان أخرى التخوف من شبح عدم الاستقرار – بل على العكس من ذلك، فإن السماح لـ «حزب الله» بالإفلات من جريمة اغتيال الحريري لن يؤدي إلا إلى إثارة التوترات الطائفية، التي هي المحرك الحقيقي لعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة”.

وخلصت ايضا الى انه “يجب على واشنطن والحكومات الأوروبية أن تكون مستعدة لتأخير قبولها لأي حكومة لبنانية جديدة تتضمن شخصيات من «حزب الله»، لا سيما في المجال الأمني. كما ينبغي عليها مساءلة بيروت عن أي تأثير ملموس لـ «حزب الله» على هذه القرارات. ويحتاج رئيس الوزراء سعد الحريري إلى دعم دولي قوي وموحد لمقاومة تهديد الحزب. ومن أجل حماية مؤسسات الدولة اللبنانية، يجب إبعاد «حزب الله» عنها، وهذا يتطلب تنسيقاً وثيقاً”.

وختمت بالقول ان “الكشف عن دور سوريا في الاغتيال يجب أن يضع نهاية للفكرة القائلة بأن الأسد يمكن أن يكون جزءاً من المستقبل السياسي لبلاده. وحتى لو كانت الحكومات الغربية والعربية مستعدة للتغاضي عن أعماله الوحشية ضد شعبه، إلّا أنه يجب أن تكون هناك عواقب على التورط القانوني لنظامه في اغتيال زعيم سياسي أجنبي”.

 

حنين غدار في “معهد واشنطن” الاميركي

 

https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/prosecution-highlights-hezbollah-syrian-links-to-hariri-assassination

 

عن جورنال