جورنال – جريدة الكترونية
في إحدى خطب إمام جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان في الأعوام الماضية، قال إن “حب العترة الطاهرة من آل بيت النبوة، والوقوف على ذكرى الحسين وآل البيت رضوان الله تعالى عليهم، يكون في التأسي والاقتداء بهم في مقاومة الظلم والباطل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الإصلاح، والثبات على الحق”، يعكس حقيقة تفكير جلِّ المسلمين بمختلف مذاهبهم وإنتماءاتهم وميولهم وتوجهاتهم، بشأن قضية الإمام الحسين (ع).
في الجانب الآخر، هناك قلة قليلة جدّاً، همُّها وشغلها الشاغل إثارة الفتن الطائفية، وزرع الحقد والكره بين أبناء الوطن الواحد، وذلك من خلال تحريضهم المستمر على كل من يحاول أن يُحيي قضية الحسين بطريقته دون المساس بحق الآخرين.
القضية لا تكمن فقط في وجود “محرِّضين وحاقدين”، بل حتى في من يدعون “الاعتدال” تجدهم عند نقطة معينة يفقدون صوابهم ويعودون لأصول اعتقاداتهم وقناعاتهم في “تكفير” الآخرين.
ما الضير في أن يرفع أحد مَّا راية الحسين (ع) أن يصرخ باسمه أن يلعن قاتله، وهي قضية جُبل عليها شعب البحرين منذ عهد طويل، وكان الجميع يتعايش معها بكل حب، بل كان الجميع يشارك فيها، حتى ظهرت لنا فئة حاقدة سعت وتسعى إلى تغيير النفوس وزرع الضغائن.
الواجب على الجميع يقتضي أن نجعل من عاشوراء، مناسبة لوحدة الأمة والوطن، والتأكيد على التلاحم بين أبناء الأمة، إلا أن فئة قليلة تسعى إلى تعكير الأجواء، وشحن النفوس وتتربص بالأمة، وتعمل على إثارة الفتن في البلاد وبين العباد.
التسامح الديني يمكن أن نراه مع البوذي، اليهودي، المسيحي وغيرهم، لكن مع فئة تمثل جزءاً كبيراً من الشعب، ومع أجواء اعتادت عليها البحرين لأيام معدودة منذ عقود طويلة جدّاً، يكون الأمر صعباً، ولا يتقبله البعض.
إذا كانت البحرين بلد التسامح الديني والذي “قلما يوجد في أي بلد آخر”، فإن فئة كبيرة من أبناء هذا الوطن أولى به من غيرها، وأن على الجهات المعنية في الدولة أن تتحلى به (التسامح)، وألا تعطي فرصة لأولئك الحاقدين لإثارة الفتن الطائفية في هذا البلد.
يوم الخميس هو العاشر من محرم، يوم قتل فيه ابن بنت رسول الله، فعظم الله أجوركم شعب البحرين بطائفتيه السنة قبل الشيعة، فالحسين (ع) يجمعنا.
هاني الفردان في “صوت المنامة”
http://manamavoice.com/news/35506
