الرئيسية » العالم والخليج » استنفار استخباراتي اسرائيلي في حرب اليمن

استنفار استخباراتي اسرائيلي في حرب اليمن

 

جورنال –  أبوظبي

 

دخلت الحرب في اليمن منعطفا جديدا لا يمكن التكهن بعواقبه ليس على الاراضي اليمينة وحسب،  بل في جميع الدول المشاركة في الحرب وخصوصا السعودية والامارات. فبعد الاعلان عن استهداف ناقلتي نفط سعوديتين من قبل “انصار الله “على مسافة قريبة من مضيق باب المندب، ساد الغموض حول حقيقة استهداف مدارج مطار ابوظبي من قبل طائرة مسيرة .

ردة الفعل التي جاءت من قبل الامارات والسعودية عبر استهداف ميناء الحديدة بقصف جوي عنيف يشير بما لا يدع مجالا للشك الى رغبة مشتركة من قبل البلدين لتوجهيه رسالتين الى الحوثيين اولها التهديد بالرد بالمثل، متى ما تكررت مثل هذه الحوادث، وثانيا سحب البساط اعلاميا عن حادثتي مطار ابوظبي وناقلتي باب المندب.

وفي تفاصيل حصرية حصل عليها “جورنال “على هاتين الحادثتين تشير المعلومات الى ان عملية باب المندب كانت اكبر من توقعات “انصار الله” خصوصا وانها  شهدت استهداف بارجة حربية سعودية وناقلة نفط وليس كما روج الاعلام السعودي،  وذلك خوفا من تسجيل نقاط عسكرية لصالح الحوثيين اذا ما كنت القطعة الحربية البحرية ضمن بنك الاهداف التي نالتها الالغام في البحر الاحمر.

وتشير التقارير الى استنفار استخباراتي اسرائيلي من جراء حادثة البحر الاحمر لمعرفة حجم اللغم المستخدم وكيفية وضعه على عمق بحري صعب الاكتشاف ، وهو الامر الذي وضع الجانب الاسرائيلي في صورة الموقف عبر البيانات الاولية التي تم استخلاصها من قبل قوات التحالف السعودي لهذه العملية ، علما انها ليست المرة الاولى خلال حرب اليمن التي تطلب بها اسرائيل بيانات عن بعض العمليات العسكرية التي يقوم بها” انصار الله” ، مع وجود يقين لدى القادة العسكريين الاسرائيليين بأن القوة العسكرية للمقاومة اليمينة هي جزء بسيط من التي بحوزة “حزب الله” وايران ، مع الاخذ بالاعتبار ان استهداف البارجة ” ساعر” خلال حرب تموز/يوليو 2006، كشفت عن فشل استخباراتي اسرائيل حول القدر الحربية البحرية ل”حزب الله “، لذلك حازت هذه الحادثة على كل هذا الاهتمام في تل ابيب لمعرفة خطوط عريضة مما قد تمتلكه المقاومة في لبنان من اسلحة بحرية رادعة .

ومنذ اعلان السعودية عن عاصفة الحزم في مارس/اذار العام ٢٠١٥،  نشطت الاستخبارات الاسرائيلية في الاراضي اليمينة بشكل لافت عبر تجنيد عدد من العملاء وارسال عملاء من فئة النخبة لبعض الامور الطارئة ، فضلا عن تبادل المعلومات الاستخبارية مع السعودية والامارات بشكل مباشر وغير مباشر. وتشير المصادر لـ”جورنال “ان تسجيلات الفيديو التي تم بثها عبر القنوات السعودية بداية حرب اليمن عن تدريب بعض عناصر “حزب الله”  لجماعة” انصار الله”  تم ارسالها من تل ابيب الى الرياض من  دون ان تبثها الاخيرة من  دون التأكيد من صحتها.

وعملت الاستخبارات الاسرائيلية منذ سنوات على تكثيف تواجدها في  كل من سوريا واليمن والعراق ولذلك كي تكون بمقربة على رصد تواجد عناصر” حزب الله “وتنفيذ بعض عمليات الاغتيال متى ما تطلبت الحاجة ، مستغلة بذلك التواجد العسكري الاميركي في العراق ودعمها لبعض الفصائل المسلحة في سوريا وبالتحديد ما يسمى “الجيش السوري الحر”  وجبهة النصرة ، في حين كان لها تواجد مسبق في اليمن حتى من قبل” الربيع العربي”  بسنوات عديدة  تحت ذريعة حماية اليمنيين  اليهود، والذين تم اجلاء العشرات منهم الى اسرائيل ، لذلك لا تبدو الاراضي اليمينة غريبة عنها .

وفي حادثة مدرج مطار ابوظبي فان من المستبعد جدا ان تكون بقدرة طائرة مسيرة قطع مئات الكيلومترات من اليمن الى ابوظبي وتنفيذ عملية بهذا الشكل، لكن هذا الامر لا ينفي بشكل قاطع وقوعها لكن بشكل مختلف عبر تسيير الطائرة ربما من داخل الاراضي الاماراتية لتنفيذ العملية، في حادثة شبيهة تماما لما حصل شهر ابريل/ابريل الماضي من اطلاق النار على طائرة مسيرة في قصر حي الخزامي في العاصمة السعودية الرياض.

وتتكتم” انصار الله” عن اعلان وجود اي خلايا لها في الاراضي السعودية او الإماراتية.

 

 

عن جورنال