موسكو- “جورنال”
حافظت بطولة كأس العالم ٢٠١٨ في روسيا على زخمها، رغم خروج البطل المانيا من الدور التمهيدي وارجنتين ليونيل ميسي وبرتغال كريستيانو رونالدو من دور ثمن النهائي، وهو خروج ربما يفضي الى نهاية “الحرب الباردة” بين اللاعبين اللذين تنافسا خلال العقد الاخير على جائزة افضل لاعب في العالم، وانتزعت اوروبا ٦ مقاعد من أصل ٨ في دور ربع النهائي وذلك للمرة الاولى منذ مونديال ٢٠٠٦ عندما نالت هذا الكم من المنتخبات في هذا الدور المتقدم من البطولة.
مفاجأة الادوار الاقصائية تمثلت في خروج اسبانيا على يد المنتخب الروسي، وذلك بركلات الترجيح التي ابتسمت اخيرا للانكليز بعد محاولات فاشلة في أخر ٦ مناسبات احتكمت بها لنقطة الترجيح في بطولتي كأس العالم وكأس امم اوروبا، وبخلاف هدف التعادل الذي احرزه المدافع ياري مينا في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة، فإن منتخب كولمبيا لم يقدم الاداء الذي يشفع له نيل بطاقة التأهل على حساب انكلترا، وظهر الفريق من دون حلول هجومية بعد ان غاب نجمع الاول خاميس رودريغوز بداعي الاصابة.
الابطال هم من يعرفون كيف يفوزون بالنهاية، هذا ما ينطبق على منتخبي فرنسا والبرازيل فقط في مباريات ثمن النهائي، وان كانت شخصية البطل قد ظهرت اكثر في اداء المنتخب الفرنسي الذي وجد نفسه متأخرا بالنتيجة بعد ان كان متقدما في الشوط الاول، قبل ان يقلب الطاولة على الارجنتين، بعد ان عرف لاعبوه متى وكيف يهاجمون مرمى منتخب التانغو، اما نيمار ورفاقه فتخطوا عقبة المكسيك بانتصار مريح بهدفين مقابل لا شيء ، فكانوا المنتخب الوحيد الذي فاز بفارق اكثر من هدف بمواجهات هذا الدور، الا انهم سيجدون انفسهم في اول اختبار حقيقي بالمونديال بدء من ربع النهائي عندما يواجهون منتخب بلجيكا القوي والذي كان قد نجا من كمين اليابان بعد ان قلب خسارته الى فوز متأخر بثلاثة اهداف لهدفين.
وإن كان منتخب الاوروغواي يتشارك مع بلجيكا بالفوز في كل مبارياته في البطولة، الا ان مهمته في الدور القادم امام فرنسا تبدو صعبة للغاية، لذا فمن المتوقع ان يعمد رفاق كافالي على اللعب بنهج دفاعي بحت والاعتماد على ثنائية كافالي “ان قدر له ان يلعب” ولويس سواريز في الهجمات المرتدة، بيد أنه من المتوقع ان تكون مباراة بلجيكا والبرازيل هي الاجمل في البطولة بالنظر الى النهج الهجومي الذي يعتمده المنتخبان.
وعلى الملقب الأخر من ربعه النهائي، فان الانكليز امام فرصة ذهبية للوصول الى قبل النهائي للمرة الاولى منذ مونديال ١٩٩٠ عندما يواجهون منتخب السويد الطامح الى تكرار انجازه في ١٩٩٤ بعد ان نال المركز الثالث، فيما سيدخل الروس مباراتهم امام كرواتيا بمعنويات عالية بعد اطاحتهم ببطل النسخة ما قبل الماضية، متسلحين بعاملي الارض والجمهور.
وبعد أن عزز قائد انكلترا هاري كين صدارته لترتيب هدافي البطولة ب٦ اهداف متقدما على اقرب منافسيه المستمرين في المونديال البلجيكي لوكاكو صاحب الاهداف الاربعة، سيكون الدور المقبل مفصليا في تحديد ملامح من سيظفر بجازة افضل لاعب بالبطولة، فأسهم كل من كين ونيمار والفرنسي مبابي والكرواتي مودريتش ستكون مرتفعه اذا ما استطاعوا قيادة منتخباتهم الى الدور نصف النهائي، وإن كان الاتحاد الدولي للكرة “فيفا” قد عمد في اغلب النسخ الاخيرة من كؤوس العالم على جعلها كجائزة “ترصية” تذهب الى احد لاعبين المنتخب الخاسر في المباراة النهائية.
ولا يمكن لأحد التكهن بعدم استمرار المفاجآت في الادوار المقبلة من عمر البطولة، ولربما كانت هذه النسخة من كؤوس العالم فرصة لن تتكرر على المدى القريب بان يحقق منتخب من خارج سرب التوقعات الكأس الذهبية.