الرئيسية » منوعات و رياضة » هزيمة المانيا .. العين تعلو على الحاجب احيانا!

هزيمة المانيا .. العين تعلو على الحاجب احيانا!

 

موسكو – “جورنال”

 

ودعت المانيا المونديال، فكفى الله اللبنانيين شر القتال في بيروت، وأنزلت الاعلام من أعلى شرفات المنازل مع اندحار مستعمري الرايخ من اراضي الارز، وبات عيد البرازيليين العرب عيدين، الاول تأهل نيمار ورفاقه والثاني الخروج المذل للمانشفات حامل اللقب من دور المجموعات للمرة الاولى في تاريخهم.

ومع انجلاء غبار معارك الدور الاول من المونديال، لايبدو اي منتخب بكعب اعلى عن البقية، فبطولة “الفار” ليست سوى نسخة واقعية تماما لحالة “العولمة الكروية” ان صحت تسميتها والتي فرضت نفسها على الفروقات الفنية بين المنتخبات المشاركة سواء التقليل في اغلب الاحيان او بزيادة الفوارق كما حال المنتخبات العربية. فاللاعب الافريقي او الاسيوي الذي يواجه ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وبقية نجوم الصف الاول من اللعبة طوال الموسم الكروي مع الاندية الاوروبية التي يلعبون ضمن صفوفها، لا يشعر بالرهبة اذا ما غير قميص ناديه وارتدى زي المنتخب الوطني وواجههم في كأس العالم.

كرة القدم الحديثه لاتعني الفوز بفرض ايقاع اللعب التقليدي لاي منتخب طيلة المباراة، هذا الامر عانى منه منتخب اسبانيا بطريقة الاستحواذ امام ايران ومن بعدها المغرب، في حين وجد منتخب الارجنتين نفسه مكبلا طيلة مبارياته في البطولة بعد ان اطبقت منتخبات مجموعته الحصار على نجمه ليونيل ميسي. كان يجب على المنتخبات الكبيرة في البطولة ان تلعب حسب طريقة المنتخبات الاقل منها خلال المباريات، تلك التي تعتمد في المقام الاول على ما يسمى بدفاع المنطقة عبر  تكتل اللاعبين في منتصف ملعبها، ولعل هذا الامر ناتج عن الفقر الفني لمدربي منتخبات البطولة الذي أثر كثيرا على حظوظ فرق النخبة، خصوصا ان تدريب المنتخبات لم يعد مغريا لمدربي الصف الاول عالم كرة القدم.

حتى بطل النسخة السابقة الالماني يواكيم لوف اظهر افلاسا كرويا كبيرا في هذه البطولة، وهو ما يعزي الى ان السبب الرئيس في احراز المانيا للبطولة في السابقة هو نوعية اللاعبين والمجموعة المتجانسة منذ مونديال٢٠٠٦ بوجود كلوزة وفيلب لام وسبستيان شفاينشتايغر.

وكان متوقعا بالجماهير الالمانية ان تتقبل مثل هذا الخروج القاسي لو انه اعتمد على نفس الاسماء الشابة التي حقق بها كأس القارات بدلا من اوزيل ومولر وغوميز.

ويبقى السؤال: لو ان مدربين مثل غوارديولا ومورينهو والارجنتيني بوتشيتينو كانوا على رأس الجهاز الفني لمنتخبات البطولة هل ستظهر بهذا المستوى؟ حتما ان الخيارات التكتيكية ستكون اكثر تنوعا بدلا من ان يطلب ميسي من سامبولي ان يشرك اغويرو في الدقائق الاخيرة من لقاء الارجنتيين الاخير امام نيجيريا، وحتى المنتخب الفرنسي المرشح الاوفر حظا بالنظر الى اسماء لاعبيه ظهر بصورة باهته وهو ما عزز مقولة ان نقطة ضعف الديوك تكمن بالمدرب دوشان.

ولهذا فان المنتخبات الكبيرة إن قدر لها حسم مواجهات الادوار الاقصائية سيكون عبر فردية لاعبيها وليس بسبب رسم تكتيكي معين، فمن المؤسف حقا ان يفشل مدرب المنتخب البلجيكي روبيرتو مارتينيز في استغلال قدرات كتيبة النجوم التي بحوزته على اكمل وجه، خصوصا في طريقة توظيفه للاعب بحجم كيفن دي بروين بشكل كما فعل غوارديولا وذلك باعطائه واجبات دفاعية حدت من خطورته كصانع لعب هجومي.

الادوار الاقصائية للبطولة ستكون بمثابة نزالات فردية بين اللاعبين، ان وجد ميسي مساحة للمراوغة فانه سيصنع الفارق للارجنتين وان  وجد رونالدو فرصة للتسديد فسيسجل للبرتغال في حين ستبقى اسبانيا مستحوذة على الكرة الى ان  يقضي الله امرا كان مفعولا.

 

 

 

عن جورنال