الرئيسية » العالم والخليج » الباب الضيق لمونديال روسيا يتسع لخروج العرب !

الباب الضيق لمونديال روسيا يتسع لخروج العرب !

 

موسكو – “جورنال”

 

مع اطلاق حكم مباراة الافتتاح لمونديال روسيا ٢٠١٨ الارجنتيني نستور فابيان صافرة النهاية، كان سهلا توقع ما ستؤول إليه المشاركة الرباعية للمنتخبات العربية في البطولة، السعودية، مصر، المغرب وتونس والتي تتمكن من تحقيق سوى ٤ نقاط “بإنتظار مواجهة تونس الاخيرة امام بنما” علما بأن ٣ من هذه النقاط كانت خلال مواجهة عربية-عربية بين السعودية ومصر، مما عجل بخروج جماعي لهذه المنتخبات من الباب الضيق لمونديال القياصرة.

ويحق للاعبي المنتخب المغربي وبدرجة اقل منهم نظرائهم في تونس، التعايش مع هذا الخروج بالنظر الى المستوى الجيد الذي ظهر عليه “اسود الاطلس” في مبارياتهم الثلاث، فالخسارة امام ايران جاءت بنيران صديقة وبالوقت بدل الضائع عبر المدافع عزيز بوهدوز، قبل ان يعاني رفاق البرتغالي كرستيانو رونالدو الامرين لتحقيق الفوزعليهم بهدف يتيم، في حين حافظ المنتخب الاسباني، بطل النسخة ما قبل الماضية من المونديال، على ماء وجهه ونجح في اقتناص نقطة في الوقت القاتل من عمر المباراة، وهي مشاركة اعادت للاذهان مشاركة مصطفى حاجي ورفاقه في مونديال فرنسا ١٩٩٨ والتي فقدوا بها بطاقة التأهل للدور الثاني بعد ان خسر البرازيل من النروج في مباراة  مشكوك بمجرياتها.

على المنتخبات العربية ان لا تنظر بعيدا نحو اوروبا واميركا الجنوبية لمعرفة المستوى السيء التي وصلت اليه، عليهم فقط النظر الى منتخبات افريقيا واسيا، فمن غير المعقول ان تحقق منتخبات ايران واليابان والسنغال نفس ما حققته المنتخبات العربية مجتمعة، في حين حصدت نيجيريا ٦ نقاط اي اكثر منها بنقطتين، وهو امر يعكس مدى عقلية المسؤوليين الرياضيين العرب الذين لازالت طموحاتهم لا تتعدى طموح المشاركة من اجل المشاركة فقط.

ومن المهم جدا استذكار المشروع الياباني الذي تدشينه قبل سنوات قليلة والمبنى على اساسين وهما استضافة كأس العالم ٢٠٣٤ والفوز به ايضا، اي انهم اعتمدوا على لاعبين لم يولدوا بعد للظفر باللقب، ومن اجل هذا تم اختيار اشخاص من الجنسين يحملون جينات رياضية لانجاب هؤلاء اللاعبين، اما الاشقاء العرب فإلى الان يسعون فيما بينهم لسحب استضافة كأس العالم ٢٠٢٢ من قطر بسبب الازمة الخليجية بعد ان أفشلوا ملف المغرب لاستضافة مونديال العام ٢٠٢٦ على الرغم من تضمن البيان الختامي لقمة القادة العرب ٢٠١٨ في مدينة الظهران بالسعودية دعم ملف المغرب للاستضافة!

الاموال وحدها لا تصنع الانجاز الرياضي. والمواهب في ظل وجود مسؤولين بعقليات متخلفة لا يمكن ان تقدم ماهو مأمول منها، ففضيحة ما حدث في مقر اقامة المنتخب المصري خلال البطولة دليل على ضعف الكوادر الادارية المحترفة في الرياضة العربية، فتحول فندق المنتخب المصري الى ساحة عامة في ظل اختلاط الفنانين والجماهير باللاعبين طوال الوقت، هذا بالاضافة الى جعل بعض غرف اللاعبين لاستوديو يتم خلاله بث اللقاءات الاعلامية مقابل الاف الدولارات، في حين سلطت الصحافة الغربية الضوء على مقابلة الوفد المصري للرئيس الشيشاني رمضان قديروف الذي منح النجم محمد صلاح الجنسية الشيشاني، في محاولة بحسب الاتهام المتداول تحسين صورة قديروف المتهم بقضايا تتعلق بحقوق الانسا،  في حين طرح الاعلام المصري تساؤلا ما اذا كانت هذه الزيارة السياسية قد تم التنسيق لها مع السفارة المصرية في روسيا .

لايمكن على الاطلاق ان تصف المباريات الودية مع المنتخبات الاوروبية او اللاتينية بمثابة الاحتكاك الجيد للاعبين العرب طالما انها تأتي بمناسبة او اثنتين طوال العام ويخوض قبلها وبعدها اللاعب العربي العديد من المباريات ذات المستوى الفني الهزيل في الدوريات المحلي،  فالحل يمكنان يكون اولا بالسماح لاكبر عدد ممكن من اللاعبين العرب بخضوض تجربة الاحتراف الحقيقي وليس كما حدث مع اللاعبيين السعوديين مؤخرا، اضف الى هذا تطوير مستوى المنافسات المحلية والاهتمام اكثر باللاعبين الصغار عبر غرس الاحتراف بهم مبكرا .

عن جورنال