الرئيسية » اراء ودراسات » المحلل عادل محمود ل”جورنال”: الاردن محاصر لحين ترتيب المنطقة وغرقه مرفوض خليجيا

المحلل عادل محمود ل”جورنال”: الاردن محاصر لحين ترتيب المنطقة وغرقه مرفوض خليجيا

 

عمان – “جورنال”

 

هل خمد الغليان في الشارع الاردني؟ هل تساهم قمة مكة الاحد الماضي، في ايجاد متنفس للاردنيين من الازمة الاقتصادية التي تعصف بهم؟ هل استشعر البعض في الخليج، خطورة انهيار الاردن؟ هل تتحمل حكومة هاني الملقي وحدها مسؤولية الازمة، وماذا بامكان الرئيس المكلف عمر الرزاز القيام به في ظل محدودية الموارد الاردنية، والازمات الاقليمية التي تضغط على المملكة؟

رفعت اسعار الوقود والضريبة على الدخل. كثر يقولون ان ذلك من متطلبات صندوق النقد الدولي، والخيارات تبدو محدودة امام الملك عبدالله الثاني. ثلاثون في المئة من سكان الاردن من اللاجئين، والديون تراكمت لتصل الى نحو 30 مليار دولار. بعض المنح والقروض الخليجية تراجعت في السنوات الماضية لاسباب عدة، منها تراجع مداخيل النفط لدى الدول الخليجية. ومن بينها ايضا ما يربطه محللون بالتحولات السياسية الكبرى في المنطقة، بما يشمل فلسطين. فما هي خيارات الاردنيين ؟

 “جورنال” اجرت الحوار التالي مع المحلل السياسي الاردني عادل محمود :

 

ما هي طبيعة الازمة الاقتصادية في الاردن ؟ اسبابها الحقيقية، داخليا وخارجيا ؟

 

-الازمة الاقتصادية في الاردن قديمة – جديدة وذلك بسبب شح الموارد والاعتماد على المساعدات الخارجية. لكن تصاعد الازمات الاقتصادية الخانقة مؤخرا في عمقها سياسي بسبب فشل نهج الحكومات الاخيرة والتي اعتمدت سياسة الحلول الاقتصادية على حساب جيب المواطن. خروج الشارع العفوي ضد مشروع قانون ضريبة الدخل كان اشبه “بالقشة التي قصمت ظهر البعير” مما وضع الاردن فعلا على مفترق طرق. الاطاحة بحكومة الملقي والوعود بسحب القانون الضريبي لا اعتقد ينهي الازمة الاقتصادية المتراكمة منذ سنوات طويلة . لا شك البعد الخارجي عامل رئيسي في تفاقم الازمة في الاردن ولا ننسى انه عمليا قاب قوسين التحالفات الاستراتيجية التقليدية في المنطقة في طريقها نحو الانتهاء وبدء مرحلة تبلور تشكل ملامح تحالفات جديدة تناسب مقاسات نتائج الصراعات الداخلية للدول المحيطة بالاردن، والتي افرزت متغييرات ادت الى تفكيك مكونات المجتمعات. ان كانت المتغيرات الديموغرافية أو بروز هويات الاقليات أو الولاء للطائفة على حساب الدولة الجامعة. هذه التطورات انشأت بيئة سلبية مؤثر على خيارات الاردن الخارجية وتحديدا بعد بروز النفوذ الايراني والتركي على حساب الامن القومي العربي. مما وضع الاردن تحت مجهر الى اين المسير في خضم بدء ولادة تحالفات تاريخية ترسم للمنطقة ضمن سياق الخطة الدولية. ارى الازمة التي تواجه الاردن، باتت داخلية وخارجية معا.

 

ما تقييمك لقمة مكة وقراراتها حول الدعم … وتأثيرها المتوقع؟

 

-قرارات مكة محاولة خليجية لانقاذ الاردن من الغرق في مستنقع المجهول. هذا الغرق مرفوض خليجيا لاعتبارات استراتيجية . اولا : السعودية تعتبر الاردن عمقها الجغرافي الحساس اضافة للعلاقة التاريخية بين البلدين . ثانيا : امتداد الفوضى للاردن يعني انتقالها لدول الجوار. وهذا سيناريو غير مطروح في الخطة الدولية في الوقت الراهن والتي قسمت المقسم في العراق وسوريا واليمن، وفلسطين تتجه نحو ذلك. ارى ان سقف الدعم الذي صدر من قمة مكة هو اعلى الممكن كون دعم للمشاريع التنموية للاردن لم تتوقف بعكس ما يشاع ان المساعدات للاردن توقفت. هناك حزم مشاريع لم تنجز بعد من المنحة المالية السعودية للاردن بسبب تأخر تنفيذ المشاريع من قبل نهج الحكومات المتعاقبة.

 

بتقديرك هناك ابعاد سياسة لالتئام قمة مكة؟ اقليميا؟ ما هي ؟

 

اجتماع مكة اقتصادي وجاء نتيجة ازمة اقتصادية اربكت الاردن وحلفاءه حين خرجت احتجاجات غير مسيسة كادت تؤدي بالبلاد الى فوضى عارمة رغم سلميتها وشرعيتها بحسب الدستور الاردني . استبعد توظيف قمة مكة سياسيا كون الحدث طارئ في الاردن والرد طارئ ولكن ربما يحمل رسائل سياسية لايران وتركيا بأن الاردن حليف استراتيجي لا يترك وحيدا .

 

الحكومات المتعاقبة ام السياسات المعتمدة تاريخيا تتحمل مسؤوليات اساسية في الازمة؟

 

-الاردن يحتاج خطابا سياسيا جديدا. اضافة لنهج حكومي واقعي يغلق ابواب اخطاء السياسات ونهج الحكومات المتعاقبة معا. ارى ان المزاج الشعبي وتحديدا للقبائل الاردنية والتي تعتبر احدى ركائز عماد الحكم قد بدأ يتغير . في حال لم يتم التغيير في السياسات والنهج، سيعود الشارع بقوة وسقف مطالبه اعلى .

 

هل تتوقع نجاح الرزاز باستيعاب الازمة.. بأي خطوات وكيف ؟

 

-نجاح الحكومة الجديدة يعتمد اولا على الغاء هوامش المناورات مع الشارع المتحفز لاي اخلال بالاتفاقات الشفوية التي وعد بها رئيس الحكومة واقصد هنا الغاء قانون مشروع الضريبة  خطوة حقيقية وليس سحب المشروع للحوار لكسب الوقت لغاية في نفس يعقوب . في حال جاءت حكومة ضمن سياق تغيير النهج اعتقد سوف تصطدم بالبرلمان التقليدي نتاج عقد اجتماعي ولى بعد خروج الشباب وقادوا الشارع نتج عنه طلاق ثقة تم ما بين الشارع والبرلمان .

 

كيف اثرت حرب سوريا على الوضع الاقتصادي؟ وكيف يمكن ان تساهم نهايتها والحل السياسي في انعاش اقتصاد الاردن؟

 

-الازمة السورية من الازمات الكبرى التي واجهت الاردن منذ عقود. بديهي اي انفراج حدودي مع سوريا أو العراق يعيد للاقتصاد الاردني احدى اضلاعه المفقود. من الناحية العملية المطلوب وان لا يعلن ذلك ان يبقى الاردن محاصرا بشكل أو باخر لحين اتمام ترتيب المنطقة. الازمة السورية لم تنتهي بعد . لذلك من المبكر الرهان على خروج الاردن من عنق الزجاجة وان تجمد القتال التقليدي بين النظام والمعارضة. ما زالت الحدود الشمالية الاردنية على قلق. والقلق بالنسبة لي كمراقب ان المخاوف اكبر من الوجود الايراني حين وضعت روسيا كدولة عظمى لها قدما على الحدود السورية – الاردنية ضمن اطار الاتفاق الثلاثي الاميركي – الروسي – الاردني .

 

 

عن جورنال