جورنال – جريدة الكترونية
مشهد دونالد ترامب مكتف اليدين ومستخفا بزعماء دول مجموعة السبع وهو يجهض قمتهم، لم يكتمل سوى بتغريدة من مستشاره للامن القومي جون بولتون: “مجرد قمة اخرى لمجموعة السبع حيثي تتوقع دول اخرى من اميركا ان تكون مصرفهم. الرئيس اوضح.. لا مزيد”.
وفوجئ العالم بانهيار قمة مجموعة السبع التي انعقدت في كندا، بعدما رفض ترامب التراجع عن قرارات تتعلق بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والالمنيوم، من الاتحاد الاوروبي وكندا والمكسيك، ما فجر ايضا سجالا لاذعا بين الطرفين الاميركي والكندي.
وخرجت على العالم صورة تحكي الكثير عن طبيعة الجو المحتقين في القمة، نشرتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وتظهر ميركل في الصورة تقف أمام ترامب وهو جالس إلى الجهة المقابلة من الطاولة مكتف اليدين، ومن حولهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ونظيرها الياباني شينزو آبي.
وبينما غادر ترامب القمة في كندا، الى سنغافورة ليعقد قمة تاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، كانت علامات الشقاق الغربي مع الولايات المتحدة تتفاقم. الرئاسة الفرنسية قالت ان من يتخلى عن بيان قمة السبع يظهر عدم تجانسه مع المجموعة. واتهمت ألمانيا ترامب بتدمير الثقة بتغريداته حول مجموعة السبع. ومستشار للرئيس الاميركي يتهم رئيس وزراء كندا ب”طعننا في الظهر”. اكتملت الصورة بتغريدة بولتون الذي يعرف عنه احتقاره للعالم.
وكان ترامب سحب فجأة موافقته على البيان الختامي لقمة السبع الكبرى، وذلك عبر موقع “تويتر”، ما عزز المخاوف من انفجار حرب تجارية بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين وكندا.
وكان الوفد الأميركي وترامب نفسه، وافقوا على وثيقة البيان الختامي التي تتضمن 28 نقطة طرحت لإقرارها عقب مفاوضات شاقة. وبرر ترامب ضربته هذه التي وجهها الى حلفاء الولايات المتحدة، بتصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي يستضيف القمة.
واكد رئيس الوزراء الكندي الذي فرضت واشنطن رسوما جمركية على وارداتها من بلده ومن أوروبا من الالمنيوم والفولاذ، في المؤتمر الصحافي ان هذه الرسوم “مهينة”. وكما فعل الاتحاد الاوروبي، أكد ترودو أن اجراءات انتقامية ستتخذ في تموز/يوليو.
وبعد ساعات، أعلن ترامب الذي اغضبته تصريحات ترودو في تغريدة من الطائرة الرئاسية، انه أمَر ممثليه بسحب الموافقة الأميركية على البيان الختامي للقمة.
ووصف ترامب ترودو بانه رجل “غير نزيه وضعيف”، على الرغم من ان الرئيس الاميركي نفسه صرح قبل يوم واحد أن العلاقة الثنائية لم تكن يوما أفضل مما هي عليه اليوم في تاريخ البلدين.
ولوح ترامب بفرض رسوم جمركية على السيارات الأوروبية والأجنبية المستوردة الى الولايات المتحدة، وهو قطاع أهم من الألمنيوم والفولاذ الذي طالته الاجراءات الاميركية. الأمرالذي يعد جرس انذار مقلق لألمانيا على وجه الخصوص، إذ تتجاوز حصة السيارات الألمانية الفاخرة في السوق الأمريكية الأربعين في المئة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المطرودة بلاده من المجموعة منذ نحو اربعة اعوام بسبب احداث القرم، علق من بعيد، وببرود على ما جرى في القمة، وحث زعماء “السبع الكبرى”، على معالجة الخلافات بهدوء قائلا: “يعد الاختلاف في مثل هذه المجموعات ممارسة شائعة، ويجب على المرء التعامل معها بهدوء ودون أي سخرية”.
(جورنال)
