الرئيسية » العالم والخليج » تهليل خليجي على ايقاع “تلات دقات” المملكة المغربية !
مقاتلات من جبهة البوليساريو

تهليل خليجي على ايقاع “تلات دقات” المملكة المغربية !

 

مفاجأة المغرب تحقق لها ثلاث ضربات دفعة واحدة. بخطوة واحدة، تعتقد حكومة “جلالة الملك” محمد السادس، انها اصابت الجزائر والبوليساريو وايران . ومن اجل هذه الاخيرة، كان اول المرحبين واكثرهم، من دول الخليج.

التهمة شائكة ومعقدة، ولا يحتملها المنطق. جبهة البوليساريو التي قامت في العام 1973 وتقاتل من اجل “قضيتها”، اي استقلال الصحراء الغربية، بدعم جزائري كامل، تنتظر الان ان يأتيها الدعم من “حزب الله”!

وتفيد البيانات الصادرة من المغرب، عن قطع علاقات مملكة المغرب مع ايران، وطرد سفيرها، اذ تبين ان قادة من “حزب الله” دعموا جبهة البوليساريو عن طريق سفارة إيران في الجزائر.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أعلن قطع العلاقات مع طهران، مشيرا الى ان المعلومات اظهرت وجود دعم مالي ولوجستي وعسكري قدمه “حزب الله” للبوليساريو، مضيفا ان من بين ذلك العمل لتشكيل قيادة عسكرية، وتدريب عناصر من الجبهة على الحرب، فضلا عن تسليمها أسلحة.

وقد غادر سفير المغرب طهران وطلب من من القائم بأعمال السفارة الإيرانية مغادرة أراضي المغرب.

وكانت العلاقات بين طهران والرباط قد عادت إلى طبيعتها أواخر العام 2016 بعد سبع سنوات من القطيعة على خلفية اتهام المغرب لإيران بنشر التشيّع في البلاد.

وتساءل الكاتب والصحافي اللبناني فيصل جلول “هل تحتاج بوليساريو إلى سلاح حزب الله وحاضنتها الجزائرية تملك ترسانات أسلحة متطورة ؟”. وتابع التساؤل قائلا “وهل تحتاج (البوليساريو) إلى حزب الله، والجزائر ترفض أي تدخل خارجي في قضايا تتعلق بها وبخاصة قضيه الصحراء؟”.

وبرغم هذه الاسئلة البديهية، فان حجم الابتهاج الخليجي بالقرار المغربي وسرعة تبني حيثياته، لا يخدم سوى تعزيز الاجواء المتوترة بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي، او ما تبقى منه، ومع “جارتهما” على الضفة الشرقية للخليج. كما ان التهليل الخليجي للقرار المغربي، لا يعني بالضرورة صلابة الاتهامات المغربية لكل من ايران والجزائر والبوليساريو. ويرتبط نظام الملك محمد السادس بعلاقات مصالح مع كل السعودية والامارات، وسبق ان توترت علاقته مع الدوحة. اما الكويت وسلطنة عمان فيحتفظات بعلاقات طيبة ومتوازنة مع المغرب.

وفي أول تعليق، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد على “تويتر” بعد دقائق “نقف مع المغرب في كل موجب كما يقف معنا دائما”. وتابع “نؤيد بقوة قراره الصائب بقطع العلاقات مع إيران، نتيجة دعمها لأعداء المغرب، بالتعاون مع حزب الله الإرهابي”.

اما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فقد قال ان “إيران تعمل على زعزعة أمن الدول العربية والاسلامية من خلال اشعال الفتن الطائفية وتدخلها في شؤونهم الداخلية ودعمها للإرهاب، وما فعلته ايران في المملكة المغربية الشقيقة عبر اداتها تنظيم حزب الله الإرهابي بتدريب ما تسمى بجماعة البوليساريو خير دليل على ذلك”.

وذكرت الخارجية السعودية في بيان “نؤكد وقوفنا إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يضمن أمنها واستقرارها بما في ذلك قرارها بقطع علاقاتها مع إيران .. ندين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها ميليشيا حزب الله الارهابية التي تقوم بتدريب عناصر ما يسمى بـجماعة البوليساريو بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية الشقيقة”.

ومن جهته، قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية: “نقف مع المغرب في حرصها على قضاياها الوطنية وضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية”، مضيفا “سياستنا وتوجهنا الداعم للمغرب، إرث تاريخي راسخ، أسس له الشيخ زايد والملك الحسن، رحمهما الله، وموقفنا ثابت في السراء والضراء”.

اما الاماراتي حمد المزروعي فكتب “خطوة موفقة للمغرب الشقيق ان شاءالله الخطوه التالية طرد السفير القطري من المغرب”.

ومن جهتها، اعلنت وزارة الخارجية القطرية تضامن قطر “العميق والكامل مع المملكة المغربية الشقيقة في المحافظة على سلامة ووحدة أراضيها في وجه أية محاولات تستهدف تقويض هذه الوحدة أو تستهدف أمن المملكة المغربية الشقيقة وسلامة مواطنيها”. وشددت قطر على “أهمية احترام المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول وفي مقدمتها احترام سيادة الدول، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، وحل الخلافات بالحوار ومن خلال الوسائل والطرق السلمية المتعارف عليها دوليا”.

الديبلوماسي السابق والاكاديمي الكويتي عبدالله الشايجي غرد قائلا “تستمر سياسات إيران العدوانية وتزداد عزلتها”.

وتتمسك الرباط بالسيادة على الصحراء العربية وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير. ودخل الطرفان في مواجهات عسكرية بين عامي 1975 و1991، بعد انتهاء الاحتلال الإسباني.

ومقابل الاتهام المغربي، اصدر “حزب الله” في لبنان البيان التالي :

“تعليقاً على القرار المغربي بقطع العلاقات الدبوماسية مع إيران وحول مزاعم وزير خارجيتها بقيام حزب الله بدعم وتدريب جبهة البوليساريو، ينفي حزب الله هذه المزاعم والاتهامات جملة وتفصيلاً، ويعتبر أنه من المؤسف أن يلجأ المغرب بفعل ضغوط أميركية وإسرائيلية وسعودية لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة، ويرى أنه كان حرياً بالخارجية المغربية أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا  لقطع علاقاتها مع إيران التي وقفت وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية وتساندها بكل قوة بدل اختراع هذه الحجج الواهية”.

 

(جورنال)

عن جورنال