الرئيسية » العالم والخليج » الخليجيون والعدوان الثلاثي : كل يغني على ليلاه !  

الخليجيون والعدوان الثلاثي : كل يغني على ليلاه !  

 

مجاهرة بالتأييد، غموض، وتسرع ينم عن خفة.. بهذه التوصيفات يمكن محاولة تحديد طبيعة المواقف التي صدرت عن العواصم الخليجية من العدوان الغربي الثلاثي على سوريا فجرا.

لكن بعد مرور نحو 12 ساعة على العدوان الثلاثي على سوريا، لم تكن الامارات قد ادلت بموقف. سلطنة عمان، ادلت ببيان مقتضب ومفاجئ حتى بالنسبة الى العديد من العمانيين، بسبب غموضه والتباسه. الكويت اصدرت بيانا مبكرا وردت فيه عبارة تتبنى بشكل متعجل تهمة استخدام السلاح الكيميائي من جانب السلطات السورية. السعودية والبحرين وقطر، اتخذت موقفا صريحا يؤيد دول العدوان الثلاثي، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وبحسب المعلومات المتداولة حتى الان، فان دولا مثل تركيا واسرائيل، تبلغت مسبقا بالعداون الثلاثي. ولم تعلق الدول الغربية الثلاث حول كيفية التعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وما اذا تبلغت مسبقا بالاعتداء. لكن الثابت ان قواعد عسكرية لهذه الدول في منطقة الخليج، كان لها اما ادوار تنسيق وقيادة، او منصات للانطلاق والانخراط في الهجوم الجوي-الصاروخي على سوريا.

كويتيا، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية بأن “دولة الكويت وقد تابعت باهتمام وقلق بالغين التطورات الخطيرة في سوريا والمتمثلة في العمليات العسكرية الأخيرة نتيجة استخدام السلطات السورية للاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، لتؤكد بأن هذه التطورات أتت نتيجة لتعطيل جهود المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن للوصول إلى حل سياسي للصراع الدامي في سوريا والذي امتد لاكثر من سبع سنوات وراح ضحيته مئات الآلاف وتشريد الملايين”.

وأضاف المصدر أن “دولة الكويت وهي تأسف لهذا التصعيد الخطير لتدعو مجلس الأمن إلى تجاوز خلافات أعضائه واظهار وحدة مواقفهم لتعزيز قدرتهم على تحمل مسؤولياتهم التاريخية في حفظ الأمن والسلم الدولي”.

وتابع المصدر “دولة الكويت وإدراكا منها لحجم المعاناة التي يكابدها الشعب السوري الشقيق والمخاطر التي يمثلها استمرار هذا الصراع فقد سعت من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن وبالتعاون مع مملكة السويد الصديقة إلى إصدار قرار مجلس الأمن رقم 2401 تحقق مع الاجماع يطالب بوقف فوري لاطلاق النار وتمكين فرق الاغاثة من تقديم مساعداتها الانسانية لمحتاجيها ولكنه وللأسف الشديد وبفعل أطراف على أرض الواقع لم يرى هذا القرار طريقه إلى التنفيذ”.

 

عمانيا، اصدرت وزارة الخارجية العمانية بيانا شديد الاقتضاب اكتفى بالقول “تعرب السلطنة عن تأييدها للاسباب التي أدت بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا للقيام بالإجراءات العسكرية ضد المنشآت العسكرية السورية”.

 

وسرعان ما اثار البيان الكثير من ردود الفعل بين مؤيد ومعارض. وحاول البعض قراءة ما بين سطور البيان، فاشار مغرددون الى انه يتجنب توجيه الاتهامات الى دمشق، ولا يتبنى الموقف الغربي بالكامل. لكن بعض المغردين، استغربوا صدورر هذا البيان عن سلطنة عمان التي كان يجب ان تعبر عن تضامنها مع دولة عربية شقيقة، او اقله تلتزم بحياد اكبر.

 

قطريا: اعربت وزارة الخارجية القطرية “عن تأييدها للعمليات العسكرية الاميركية والبريطانية والفرنسية على أهداف عسكرية محددة يستخدمها النظام السوري في شن هجماته على المدنيين الأبرياء”.

وتابع البيان “إن استمرار استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية والعشوائية ضد المدنيين، وعدم اكتراثه بالنتائج الإنسانية والقانونية المترتبة على تلك الجرائم، يتطلب قيام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وتجريد النظام من الأسلحة المحرمة دوليا”.

وذهب بيان الخارجية القطرية ابعد من ذلط قائلا ان الوزارة “تحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن الجريمة البشعة التي ارتكبها باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية وغيرها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي أودت بحياة أطفال ونساء ومدنيين طوال السنوات الماضية. كما تناشد مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته لوقف جرائم النظام واستخدامه الأسلحة المحرمة دولياً وتقديم مرتكبي تلك الجرائم للعدالة الدولية”.

ومن اجل موازنة البيان قليلا، قالت الخارجية القطرية “إن دولة قطر تدعم كافة الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي يستند إلى بيان جنيف لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق في الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية”.

 

سعوديا، لم يكن موقف الرياض بعيدا عن الحدة. مصدر باسم وزارة الخارجية السعودية قال “نحمل النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد النظام السوري”.

وتابع المسؤول ان “المملكة تؤيد العمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية على أهداف عسكرية في سوريا”، مضيفا ان “العمليات العسكرية جاءت ردا على استمرار النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا ضد المدنيين الأبرياء بما فيهم الأطفال والنساء، استمرارا لجرائمه البشعة التي يرتكبها منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق”.

 

بحرينيا، لم تبتعد حكومة المنامة عن الموقف السعودي كعادتها. فقد أعربت “مملكة البحرين” عن “تأييدها الكامل الضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا ضد مواقع عسكرية في سوريا”.

ووصفت الخارجية البحرينية الاعتداءات الغربية بأنها “كانت ضرورية لحماية المدنيين في جميع الأراضي السورية ومنع استخدام أي أسلحة محظورة من شأنها زيادة وتيرة العنف وتدهور الاوضاع الإنسانية”. وشددت على أهمية تضافر كافة الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السورية والتوصل لحل سياسي يقوم على مبادئ (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 وبما يحفظ سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها.

 

اماراتيا، كان الصمت سيد الموقف بعد مرور اكثر من 12 ساعة على العدوان. بعض المغردين الذين يمثلون بشكل كبير الموقف الرسمي، غابوا عن السمع. أنور قرقاش لم يظهر منذ الامس على وسائل التواصل الاجتماعي. الاكاديمي عبدالخالق عبدالله كان يغرد عن تسلق الجبال واكل السمك في طشقند، على الرغم من انه قبل يومين غرد بصورة لوزير الخارجية الايراني جواد ظريف، بعيد الغارات الاسرائيلية على سوريا، قائلا “لن تضحك طويلا بعد اليوم”!

ومهما يكن، فان الإمارات كانت اصدرت بيانا حول سوريا الاربعاء الماضي اكدت فيه على اهمية الحل السياسي كمخرج وحيد لانهاء الازمة السورية.

 

(جورنال)

عن جورنال