مسقط – سومر العلي
قبل أشهر قليلة انتقلت السفارة السورية في مسقط إلى مبنى جديد يقع بجوار أهم سفارات دول العالم في السلطنة وأكبرها، ليأتي وزير الخارجية السوري قبل أيام قليلة ويدشنه رسمياً بحضور سعادة السفير السوري الدكتور بسام الخطيب في زيارة هي الثانية له خلال ثلاث سنوات.
“معالي الوزير”، بهذه الكلمات تناقلت وكالة الأنباء العمانية ووسائل إعلام السلطنة خبر قدوم المعلم ولعله رسالة واضحة لقوة العلاقة بين البلدين العربيين والتي لم تعرف تراجعاً على مدى سنوات الحرب في سوريا، بل على العكس تماماً فان سلطنة عمان من اكثر الدول الداعمة للاستقرار في سوريا حيث ذكرت السلطنة ذلك على لسان وزير خارجيتها السيد يوسف بن علوي.
المسؤولون العمانيون جالوا بالوزير المعلم على أهم معالم السلطنة التي تشهد تطوراً كبيراً بحسب تصريحات المعلم الذيي يأمل من خلال زيارته الاستفادة مما وصل له الأشقاء هناك لتعزيز العلاقات بين البلدين، وهو ما يعكس وجهة النظر العمانية التي تؤكد على ضرورة تطور هذه العلاقة في وجه من يهدفون لزعزعة المصالح بين الدول العربية.
ظاهر الزيارة كباطنها على الصعيد السياسي في المنطقة خصوصاً بعد التطورات العسكرية الأخيرة لصالح الجيش السوري في الميدان وقرب إغلاقه ملف الغوطة الشرقية تماماً وإغلاق التهديدات حول العاصمة، حيث صرح المعلم أنه سيتناقش مع المسؤولين في السلطنة حول تطورات الملف السوري والمنطقة ولعلها رسالة لأهمية دور سلطنة عمان كوسيط للسلم في سوريا منذ اندلاع أزمتها قبل 7 سنوات، ومحاولة لتقريب وجهات النظر مع الدول التي تأخذ موقفاً معادياً للحكومة السورية، وهي رسالة أيضاً أن هذه الحكومة هي الممثل الشرعي الوحيد في سوريا والمعترف به دولياً ومن أهم الدول العربية تحديداً التي لطالما ساهمت في إخماد فتيل الصراعات بين الدول الشقيقة.
البعض قد يتساءل عن أهمية هذه الزيارة لبلد اعتمد سياسة الابتعاد عن مشاكل المنطقة لكنه في الوقت ذاته كان الاٌقرب لفهمها ومحاولة معالجتها، فالزيارة الأولى للمعلم في العام 2015 كانت بعد دور السلطنة الاساسي في الاتفاق النووي بين إيران والغرب وحملت مبادرات دبلوماسية لتقريب وجهات النظر في سوريا، ولعل التطورات الأخيرة قد تحمل مبادرة سلام جديدة في كما يتمنى مراقبون سياسيون للوضع في سوريا.
وإذا ما نظرنا لأبعاد الزيارة على المستوى الثنائي فسلطنة عمان تكاد تكون أهم دولة عربية تجاهر بعلاقتها القوية مع سوريا على الرغم من إبعادها عن الجامعة العربية والعلاقات مع الدول المحيطة بها، فمواقفها كانت دائما مؤيدة للشرعية في دمشق من خلال تصويتها المعادي لأي قرار يضر بشرعية الدولة السورية وهذا هو عنوان الزيارة الأساسي بالتوازي مع عودة القوة تدريجياً على الأرض وتثبيتها في الميدان.