الرئيسية » العالم والخليج » إقالة تيلرسون : قطر “عارية” امام ادارة ترامب

إقالة تيلرسون : قطر “عارية” امام ادارة ترامب

 

الدوحة – “جورنال”

 

الازمة التي تعصف بالعلاقات الخليجية-الخليجية، وما افضت عنه من مقاطعة السعودية والامارات والبحرين ومعهم مصر لقطر، ولدت انشقاقا ليس على الصعيد العربي وحسب، بل حتى في داخل ادارة  دونالد ترامب، احد اكثر الرؤساء الاميركيين اثارة للجدل في التاريخ.

ففي الوقت الذي الذي كان فيه الرئيس ترامب يغرد على حسابه الشخصي في “تويتر” مؤيدا للاجراءات التي اتخذت ضد الدوحة واصفا اياها بخطوة ضد مكافحة تمويل الارهاب، كان رئيس الديبلوماسية الاميركي وزير الخارجية ريكس تيلرسون يعلن، كما فعلت وزارة الدفاع الأميركية، عن تأييده للموقف القطري خلال هذه الازمة مما أوحى بخلافات استراتيجية عميقة في الادارة الاميركية، وهو الامر الذي انسحب على ملفات أخرى ككوريا الشمالية والاتفاق النووي مع ايران.

وقد أظهرت هذه المواقف تيلرسون بالرجل الذي يخلق التوازنات في سياسة الادارة الاميركية، خصوصا على صعيد ملف الازمة الخليجية.

الملفت في الأمر أن اقالة تيلرسون جاءت بعد ايام قليلة على تسريب صحافي مثير للجدل، كشف عن سعي الامارات لإقالة تيلرسون وذلك خلال لقاء رجل الاعمال الاميركي المقرب منها اليوت برويدي، أحد أكبر الداعمين لحملة الرئيس ترامب الانتخابية، وذلك من خلال حثه لترامب على اقالة وزير خارجيته بسبب موقفه المؤيد لقطر والمتناقض مع سياسة الرئيس.

واشارت التسريبات حينها إلى دور بارز للسفير الاماراتي يوسف العتيبة في حملة السعي لإقالة تيلرسون، وهو الامر الذي دفع بالمحقق الخاص في قضية علاقة حملة ترامب بروسيا روبرت مولر الى طلب ملفات تتعلق بأعمال السفير العتيبة، الامر الذي يجعل امكانية ضمه الى ملف التحقيقات وارد جدا.

ومما لاشك فيه ان اقالة تيلرسون نفست كل التكهنات بشان إقامة “كامب ديفيد” خليجي في شهر يوليو/تموز المقبل لحل الازمة الخليجية، بعد ان كان الوزير المقال هو “عراب” هذه الفكرة خصوصا بعد توقف الوساطة الكويتية عند نقطة “مبهمة” في الوقت الذي روج فيه بعض المقربين من الامارات والسعودية عن موقف كويتي اقرب منه الى قطر من الحياد.

“كما ترى سيدي الرئيس، ليس لدي اي شيء اخفيه على رئيس الولايات المتحدة الاميركية” تلك كانت الجملة التي استطاع بها رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرتشل ان يتلافى بها الحرج الذي وقع بسبب خطأ برتوكولي جعله عاريا امام الرئيس الاميركي السابق فرانكلين روزفلت.

قطر الان تبدو “عارية” امام الادارة الاميركية، وورقة التوت الوحيدة التي لاتزال تحتفظ بها هي قاعدة “العديد” الاميركية على اراضيها، هذا الامر يعطيها بعدا عسكريا فقط في ما يتعلق بأي تحرك على حدودها، لكنه لا يمنع من استمرار الحصار المفروض عليها.

السياسة القطرية خلال الأزمة لم تتوقف عند لوبي مؤيد لها داخل الادارة الاميركية بخلاف موقف الرئيس ترامب، بل هي نجحت في تسويق بلادها بالدولة “المظلومة” وانتزعت مواقف مؤيدة من دول غربية ذات ثقل سياسي وعسكري كفرنسا والمانيا، لكنها بالنهاية تعلم أن الموقف الاكثر تأثيرا يأتي من اميركا او روسيا، الامر الذي قد يجعلها ربما أكثر انفتاحا نحو الشرق، أي إلى موسكو اذا ما اظهر وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو مواقف مبكرة لصالح الدول المقاطعة لها.

 

 

 

عن جورنال