الرئيسية » العالم والخليج » السعودية » عن الاستهتار السعودي بقطر وبالازمة معها
عن صحيفة البيان

عن الاستهتار السعودي بقطر وبالازمة معها

 

 

لا يكاد يمر يوم من دون سجال سعودي – قطري. لكن ما يمكن التوقف عنده، ظاهرة الاستخفاف التي تتعامل بها المملكة السعودية، اقله في خطابها المعلن، مع الازمة المتعلقة بقطر، واحيانا كثيرة بما هو خارج عن الأعراف الديبلوماسية في التخاطب بين الدول، اذ وصلت الى حد ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال مؤخرا انه، ان جارته الصغيرة، لا تعادل شارعا في مصر !

ولعل الأكثر خطورة في ما يتعلق بالازمة، ان السعودية اشارت للمرة الأولى الى ان العقوبات والحصار المفروض على الدوحة سيظل قائما مثلما تعاملت الولايات المتحدة مع قضية حصار كوبا، لعشرات السنين… أي التجاهل الكامل.

كما ان الخطورة تكمن في ان الرياض، ومعها أبوظبي، ارسلتا إشارات غير رسمية، بلامبالاتهما إزاء تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء القمة الأميركية الخليجية المقترحة في كامب ديفيد في أيار/مايو المقبل، اذا لم تعمد الدول الخليجية الى حل الخلاف القائم مع قطر مسبقا.

ويتدنى السجال الى مستويات مثيرة. قبل يومين، غرد المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، معلقا على كلام بن سلمان فكرة الحصار على الطريقة الأميركية ضد كوبا، قائلا “خلافي بهذا التشبيه مع سمو سيدي بشيء واحد: أميركا حُرمت من السيكار الكوبي، نحن لم نحرم من شيء. وقطر حُرمت من كل شيء: بدءا من (منتجات ألبان) المراعي وانتهاءً بتحولها من شبه جزيرة إلى جزيرة معزولة”.

وكان بن سلمان قال في تصريحات للصحافيين خلال زيارته الى القاهرة، ان جماعة “الإخوان المسلمين” تمكنت من السيطرة على مفاصل الإمارة القطرية، واصفا “الإخوان” بأنهم أعداء للسعودية ومصر في آن واحد. وأضاف بن سلمان إن استثمارات المملكة في الولايات المتحدة حوالي 800 مليار دولار أي 4 أضعاف الدخل القطري، مؤكدًا أن “السعودية ستنظم القمة العربية، ولا تشغلنا قصة مشاركة قطر، وغبنا عن القمة الخليجية، لأننا كنا نعرف أن هناك ألاعيب تدبر في الخلف”.

وحول الأزمة مع قطر، قال ولي العهد السعوي “لا أشغل نفسي بها، وأقل من رتبة وزير من يتولى الملف، وعدد سكانها لا يساوي شارعا في مصر، وأي وزير عندنا يستطيع أن يحل أزمتها”، مضيفا ان “من يتولى الملف القطري هو زميل عزيز في الخارجية بالمرتبة 12 إضافة للمهام الموكلة له”.

واعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطع علاقاتها مع قطر في يونيو/حزيران الماضي، واتهمتها بـ”دعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى”، وهي اتهامات نفتها الدوحة. وتقوم الكويت منذ ذلك الحين بجهود وساطة للتقريب بين الجانبين.

وردا على تصريحات بن سلمان، استنكر وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن، تصريحات ولي العهد السعودي التي تضمنت محاولة للتقليل من شأن قطر. وقال بن عبدالرحمن “قد نكون دولة صغيرة، لكننا أصحاب عقول وقلوب كبيرة تهتم بمواطنيها والمقيمين بها. وتابع “هناك دولا كبيرة ولكن قلوبهم وعقولهم صغيرة وضيقة الأفق”، ومنشغلة بالتآمر وبث عدم الاستقرار في المنطقة.

وعلى خلاف الرسالة التي حاول ولي العهد السعودي تصديرها للإعلام حول عدم اهتمام بلاده بالأزمة الخليجية، اعتبر وزير الخارجية القطري، كما نقلت قناة “الجزيرة” عنه أن ما تحدث به بن سلمان عن الأزمة الخليجية مؤخرا يؤكد “انشغال المسؤولين السعوديين بهذه القضية بدليل تكرار ذكرها في لقاءاتهم وتصريحاتهم”.

 

(جورنال)

عن جورنال