الرئيسية » العالم والخليج » “الجزيرة” تفجر قنبلة “انقلاب ال1996” في مياه الازمة مع دول الحصار

“الجزيرة” تفجر قنبلة “انقلاب ال1996” في مياه الازمة مع دول الحصار

 

الدوحة – “جورنال”

 

اثار الجزء الاول من الفيلم الوثائقي “ما خفي اعظم” والذي بثته شبكة قنوات “الجزيرة” القطرية، ردود فعل واسعة على كل الاصعدة، بعد ان تناول للمرة الاولى كواليس محاولة الانقلاب الفاشلة لنظام حكم الأمير حمد بن خليفة ال ثاني في العام 1996 والتي تم افشالها في اللحظات الاخيرة قبل ساعة الصفر.

ورغم معرفة الجميع بالمواقف المسبقة من عملية الانقلاب تلك، الا ان الكشف بالتفاصيل وعبر شهادات الانقلابيين عن ادوار مؤثرة لكل من السعودية والامارات والبحرين ومصر هي المفاجأة المدوية للجزء الاول، خصوصا في ما بتعليق بالتسهيلات العسكرية عبر الاسلحة المصرية وغرف العمليات المشتركة التي اقيمت في كل من البحرين والسعودية والامارات.

وبطبيعة الحال، اثار الفيلم المزيد من التوتر القائم حاليا في العلاقات بين الدوحة وبين “دول الحصار”، أي السعودية والبحرين والامارات ومصر.

ونفت اوساط كويتية ان يكون امير البلاد الشيخ صباح الاحمد يقوم بوساطة من اجل ايقاف عرض الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي المقرر مساء الاحد المقبل، مضيفة ان زيارة مبعوث امير الكويت الى الدوحة وتسليمه رسالة الى امير قطر الشيخ تميم غداة عرض البرنامج هي زيارة معدة مسبقا وذلك لتقديم الشكر الى قيادة وشعب قطر لمشاركتهم احتفالات الكويت بالاعياد الوطنية نهاية فبراير/شباط الماضي، وقد قام قبلها مبعوث الامير الشيخ محمد العبدالله بزيارة السعودية وبعدها بزيارة الامارات، في اطار جولة خليجية.

وتتمسك الدوحة وبقوة باستكمال عرض الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي، خصوصا انه ليس بالسابقة على مستوى اعلام المنطقة الذي يتحدث عن عمليات انقلاب تم الاعداد لها، فقد سبق وان اقام التلفزيون البحريني ببث فيلم وثائقي يتحدث عن دور رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق الشيخ حمد بن جاسم في تأجيج الاحتجاجات الشعبية في البحرين سنة 2011، وتم خلاله بث اتصال هاتفي له مع رئيس جمعية الوفاق البحرينية الشيخ علي سلمان، كذلك تم عرض اتصالات هاتفية لامير قطر السابق حمد بن خليفة مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي والذي تم التسويق له كمؤامرة قطرية لقلب نظام  حكم ال سعود في الرياض.

وبينت مصادر اعلامية قطرية ان من المفاجآت التي تحدث عنها فريق عمل “ما خفي اعظم” في  الجزء الثاني هي محاولة اغتيال امير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، هذا بالاضافة الى سعي الدول الاربعة الى عمل موجة أخرى من الانقلاب بعد فشل التجربة الاولى له، وايضا الوساطة السعودية للافراج عن المدانين في هذه العملية، كذلك انتزاع الدوحة لضمانات اميركية بعدم تكرار اي محاولة انقلاب  تدعمها اطراف خليجية.

وفي 27 يونيو/حزيران العام 1995 أعلن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني توليه الحكم في قطر، خلفا لوالده الذي كان خارج البلاد. وبعد أشهر من هذا الإعلان كان الأمير الجديد على موعد مع محاولة منظمة للانقلاب على نظام حكمه، وتشكلت سرا في عدة دول خليجية -إضافة إلى مصر- لجنة قيادية عليا لإدارة الانقلاب، بحسب الوثائقي الذي عرضته “الجزيرة”.

وبقي الملف منذ فبراير/شباط 1996 غامضا وصندوقا أسود لم يفتح من قبل، حتى جاءت السلسلة الوثائقية الاستقصائية “ما خفي أعظم” لتبث الأحد الماضي الجزء الأول بعنوان “قطر 96″، والذي يكشف ولأول مرة خبايا ما جرى.

وبحسب “الجزيرة، فانه في سبتمبر/أيلول 2017 انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خبر الإفراج عن فهد المالكي، وهو واحد من أهم المتهمين بالتخطيط والمشاركة في محاولة الانقلاب، وحاصل على الدكتوراه في السياسة الدولية من جامعة بريستول البريطانية وأحد أبرز أركان جهاز المخابرات القطرية سابقا.

وأمضى المالكي عشرين عاما في السجون القطرية بعد تخفيف حكم الإعدام بعفو أميري، وقد كشف عن بذرة المحاولة الانقلابية عبر تمكّن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من إقناع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني باستعادة السلطة عن طريق انقلاب عسكري، بحسب “الجزيرة”.

ويعدد المالكي في البرنامج أعضاء اللجنة العليا لتنظيم الانقلاب، وهم: من الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي كان رئيس هيئة الأركان، ومن البحرين الشيخ حمد بن عيسى الذي كان وليا للعهد، ومن قطر الشيخ حمد بن جاسم بن حمد قائد الشرطة سابقا، ومن السعودية جهاز المخابرات الذي تلقى التكليفات من الأمير سلطان بن عبد العزيز، إضافة إلى المخابرات المصرية بقيادة عمر سليمان.

وفي البرنامج الوثائقي يقول باتريك ثيروس السفير الأميركي في قطر بين عامي 1995 و1998 ، إن ثمة محاولتي انقلاب في نهاية 1995، الأولى عبر تجنيد مرتزقة من جنوب أفريقيا وتمت بطريقة سيئة مثيرة للسخرية كما يبيّن، والثانية اللجوء إلى مرتزقة فرنسيين لكن فرنسا أحبطت الخطة وأبلغت الجانب الأميركي بذلك.

ويتابع البرنامج ان الدول الضالعة لجأت في محاولة مستميتة إلى الخيار المحلي عبر قائد الشرطة حمد بن جاسم بن حمد الذي جند ضباطا كبارا منهم جابر حمد جلّاب المري.

وتحدث المري عن تفاصيل ضلوعه في المحاولة بدءا من لقائه قائد الشرطة في الغردقة في مصر، ثم الشيخ خليفة بن حمد في روما وصولا إلى اللقاء الذي عقد في وزارة الدفاع السعودية.

ويكشف المري أن عمليات التنسيق تمخضت عنها غرفتان للتحضير للانقلاب، واحدة في مدينة الخبر السعودية والثانية في العاصمة البحرينية المنامة، مضيفا أن الأسلحة المصرية دخلت عن طريق المنامة مرورا بجسر الملك فهد إلى الخبر، في نوفمبر/تشرين الثاني 1995 ثم إلى الأراضي القطرية.

وبحسب “الجزيرة” فقد قدم فيلم “قطر 96” جملة من الوثائق السرية، ومنها تعليمات الاستخبارات السعودية فرع الطائف، بتسهيل دخول 107 من المليشيات القبلية من المنفذ الحدودي مع قطر، إضافة إلى اسمي الضابطين المصريين برتبة لواء الموجودين في قطر والضالعين بترتيب ساعة الصفر.

ومن أبرز الوثائق خطاب يكشف موافقة أمير منطقة الرياض وقتذاك الملك الحالي للسعودية سلمان بن عبد العزيز، على نقل مليشيات قبلية بصورة سرية وصرف مستحقاتهم طوال العملية.

ويسلط الفيلم الضوء على العسكري السعودي وبران اليامي الذي كان له دور بارز في إدخال أربع شاحنات من الأسلحة.

ويبين العميد المتقاعد شاهين السليطي -أحد أعضاء فريق التحقيق مع الانقلابيين- أن اليامي كان مجندا لدى مسؤول المخابرات في منفذ سلوى الحدودي، وأنه بعد نجاحه في إدخال الأسلحة إلى قطر كوفئ بخمسين ألف ريال.

وكانت مشاركة العميد بخيت مرزوق العبد الله منعطفا مهما في المحاولة الانقلابية، فهو من قيادات القوات المسلحة القطرية، إضافة إلى المالكي الضابط في المخابرات الذي تلقى -كما يوضح- مكالمة من محمد بن زايد يشجعه ويطمئنه بأن المقاتلات الإماراتية ستسيطر على الأجواء القطرية.

ويشير البرنامج الى انه من دون سابق إنذار، جرى تقديم العملية إلى يوم الرابع عشر، ثم تقديم ساعة الصفر إلى الثالثة فجرا. وكانت الخطة تقضي بمحاصرة منزل أمير قطر والسيطرة على جميع الاتصالات وتجهيز إذاعة محمولة من البحرين تبث البيان رقم واحد.

غير أن ما لم يحسب حسابه هو أن شخصا برتبة عسكرية صغيرة كشف تفاصيل أدت إلى إعلان حالة الطوارئ واستدعاء كل العناصر العسكرية، وبالتالي فشل عنصر المفاجأة وبدأ اعتقال الضالعين في المحاولة.

واثار فيلم “الجزيرة” ردود فعل واسعة، ورد المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني قائلا أن ما تبثه “الجزيرة” عن دور السعودية في الانقلاب المزعوم مجرد أكاذيب بينما كشف رئيس المعارضة القطرية الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني عن تفاصيل هذه المسرحية التي تعرض فصولها الجزيرة تحت اسم “ما خفي أعظم” والتي تتحدث عن سيناريو انقلاب 1996، مؤكداً في الوقت ذاته أن النظام القطري مستعد للتحالف مع الشيطان نفسه طالما يخدم أجندته وأهدافه.

وقال القحطاني عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، “لم يتيسر لي حتى الآن إلا مشاهدة بعض اللقطات من برنامج قناة الجزيرة عن دور السعودية في الانقلاب المزعوم”. وأضاف “كل ما شاهدته حتى الآن مجرد أكاذيب”.

بدوره، قال ابن سحيم، عبر حسابه على “تويتر” ان “النظام القطري، لا يهتم بمعتقد أو دين، بل من يخدم أجندته وأهدافه، فلا غرابة لو تحالفوا مع الشيطان نفسه”.

وأضاف أن “سيناريو انقلاب 1996 المزعوم في قطر، هو نفس سيناريو انقلاب (تركيا الذي استهدف إطاحة الرئيس رجب طيّب أردوغان، وأجزم أن المخرج واحد وهو حمد بن خليفة”، مضيفا أن “من انقلب على والده في نفس العام ثم دبّر القصة للتخلص من القيادات السابقة لوالده، كما فعل أردوغان، عندما تخلص من المعارضة”.

 

 

 

عن جورنال