الرئيسية » افتتاحية » يا نبيل .. لماذا لا يحتملك ملك ؟
نبيل رجب معتقل من جديد

يا نبيل .. لماذا لا يحتملك ملك ؟

اذا كان من هو مثله يدخل السجن، فمن يبقى خارجه في هذه المملكة التائهة عن وئامها وسلامها منذ سنوات.

لم يحمل رصاصة ولا خنجرا… ولم يحرض أحدا على ذلك. نادى بالتغيير الهادئ في بلاده منذ التسعينات. ما تعدى على سلطة او جهة او فرد. لا بل انه قال بملكية دستورية، كتلك التي وعد بها الملك نفسه، واخلف.

انتقد السماح بترويج افكار التكفيريين على وسائل التواصل، وتغاضي أجهزة الامن عنهم، والتسهيل لهم أحيانا، فحبسوه. انتقد التعذيب الذي يتعرض له سجناء، فحسبوه. طالب بحراك سلمي فحبسوه. أيد التظاهر السلمين فحبسوه. انتقد مشاركة بلاده في الحرب على اليمن، فحبسوه. كتب مقالا في جريدة أميركية فأضافوا تهمة جديدة إلى لائحة الاتهام ضده، وهي “نشر عمود في صحيفة أجنبية يتضمن أخبارا وبيانات وإشاعات كاذبة كفيلة بالإساءة لسمعة المملكة”. قال فليبق الملك، وليكن لاهلنا حقوقهم بالتعبير والتمثيل البرلماني وللاعلام رأيه وحريته، فحبسوه. غرد على”تويتر”، فحبسوه.

 

لم تعد تعرف عدد المرات التي اعتقل فيها. هناك من يقول 20 مرة. لكن الثابت انه ما ان يخرج من سجن، حتى يقتاد اليه مجددا. وأحيانا تأتيه عقوبة سجن جديدة وهو يخضع لعقوبة حبس الان. جرى هذا بالأمس. خمس سنوات إضافية بسبب تغريدات ضد حرب اليمن، وتلميحات تمس السعودية.

لا يداهن ولا يخادع. يقول في بلاده ما يقوله خارجها. الرجل حاضر إعلاميا، ومن اشهر المغردين العرب منذ سنوات. يحاضر ويناقش في دول العرب والغرب، حول حقوق مواطنيه. ويعود الى بلده، ويكرر بلا وجل او خوف ما قاله في الخارج. الكلام صريح ولا يحتاج مداهنة او تأويلا. الحراك في بلاده ليس مذهبيا. الحراك شعبي. وليس جديدا كما يرددون، وليس عميلا للخارج كما يقولون. الحراك عمره في هذه البلاد عشرات السنين. عواصم المنافي تشهد على مئات، ان لم يكن الالاف، من رجال ونساء بلاده شردتهم السلطات منذ عشرات السنين، من كل الاطياف والألوان السياسية. ليسوا طائفة ولا مذهبا ولا جماعة دينية. مواطنون، يقولون ان بإمكان بلادنا ان تكون جميلة وحرة.

نبيل رجب، لماذا لا تحتملك أجهزة الملك؟

.. ويا لبؤس البحرين ان كان ملكها لا يطيق من هو مثلك.

 

خليل حرب

 

 

 

عن خليل حرب

خليل حرب، صحافي لبناني، مدير تحرير في جريدة "السفير" سابقا. يشغل اليوم منصب رئيس تحرير موقع "جورنال".