تتابع مراكز الدراسات الغربية عامة والاميركية خاصة، التغييرات التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتحاول هذه الدراسات، الصادرة عن محللين وصحافيين وسفراء، أن تقرأ ما هو مستقبل المملكة السعودية وما مدى تأثير هذه التغييرات على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي.
السفير الاميركي دنيس روس، المساعد السابق للرئيس الاميركي باراك اوباما، يكتب باعجاب عن ولي العهد السعودي ويقول عنه “إنّ الأمير محمد بن سلمان سعودي ثوري، ولن يقتصر أثر نجاح سياساته في المملكة السعودية فقط”.
يعتبر روس في مقال نشرت في صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية، ان “حملة التغيير في المملكة السعودية أكثر مصداقية لأنها محلية، وليس ردة فعل على ضغوط خارجية”.
ويضيف واصفا وضع المملكة من الداخل خلال زيارته الاخيرة لها ولقائه لمسؤولين وناشطين من الشباب السعوديين قائلا “عرِضت عليّ استطلاعات واسعة النطاق حول المواقف داخل المملكة، وكيف تشهد الآراء التقليدية حول دور الحكومة والمؤسسات الدينية والنساء بعض التغيرات. وليس من المستغرب أن يكون الشباب السعوديون أكثر انفتاحا من ثلث السكان الذين تزيد أعمارهم على 30 عاما”.
ويعتبر روس بأنه من مصلحة أميركا أن تدعم خطة وتوجهات بن سلمان وخاصة مع الطلاب السعوديين الذي يكملون دراساتهم العليا في الولايات المتحدة فهؤلاء سيكون لهم دور أساسي في التغييرات داخل المملكة في المستقبل. ويستند السفير الاميركي إلى قول ولي العهد بأنه سيعيد المملكة إلى ما قبل سنة 1979 أي الى الاسلام المعتدل، وهو تاريخ فيه إشارة وانتقاد غير مباشر إلى توقيت إنطلاق الثورة الاسلامية في إيران.
من جهة أخرى، يعتبر المحلل الاميركي سيمون هندرسون، مدير برنامج “الخليج وسياسات الطاقة” في “معهد واشنطن”، بأن الاستناد إلى سنة 1979 فيها تضليل ومغالطة تاريخية من قبل ولي العهد السعودي، موضحا “لدي مشكلة حقيقية في هذا التوصيف، لأن التركيز على العام 1979 مضلل من الناحية التاريخية، ومعظم المحللين يختارون هذا التاريخ لاتصاله بالثورة الإيرانية”.
لكنه يتابع في مقال له على موقع “ذا هيل” الأميركي “أعتقد أن العام 1973، هو العام المفصلي والأكثر أهمية بالنسبة للسعودية، وهذا ليس بسبب حرب أكتوبر/تشرين، التي هاجمت فيها مصر وسوريا إسرائيل، ولكن لسبب أكبر، وهو ارتفاع أسعار النفط 4 أضعاف”.
ويضيف هندرسون “استخدمت السعودية، أكبر مُصدِّر للنفط في العالم، تدفق الإيرادات بشكل جزئي لصقل سمعتها الإسلامية، فضلاً عن تمويل صفقات أسلحة بمليارات الدولارات وبعض القصور الكبرى”.
ويعتبر المحلل الاميركي بان سنة 1979 هي “كارثة على السعودية” كونها السنة التي بدأ في المملكة بتقديم الدعم “للمجاهدين الافغان” في حربهم مع الاتحاد السوفيتي، والتي كانت سببا لظهور تنظيم “القاعدة” و”داعش”، بحسب توصيفه.
ويعتبر هندرسون أن هناك صعوبات ستواجه بن سلمان في الداخل في عملية التغيير التي يقودها، وخاصة من قبل رجال الدين السعوديين.
(جورنال)