جورنال – جريدة الكترونية
قرر قاضي التحقيق الأَول في بيروت غسان عويدات اليوم بعدم السير بالشكوى المقدمة من الأسير المحرر نبيه حسين عواضة بواسطة وكيله المحامي حسن بزِّي بحق وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان لانتفاء صفة المدعي للإدعاء لتضاربها مع المصلحة العليا وسياسة الدولة ولعدم اختصاص المحاكم النوعي للنظر في النزاعات والعلاقات الدولية.
كما اعتبر القاضي عويدات ان تغريدات السبهان تعبر عن “رأي سياسي يفرضه عليه منصبه السياسي” لا اكثر.
وكان نبيه عواضة تقدم قبل ايام بدعوى ضد ثامر السبهان بجرم اثارة النعرات بين اللبنانيين ودعوتهم إلى الاقتتال وتعكير علاقات لبنان بدولة أجنبية. الان، قرر قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات قبول الشكوى والنظر فيها.
نبيه عواضة، وهو اسير محرر من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، تحدث ل “جورنال” عن الأسباب التي دفعته الى هذه الخطوة ضد السبهان، وعلى ماذا يراهن في حال نجاحها، متوجها الى السبهان بالقول انه “لا يختلف عن الطائرات الاسرائيلية التي كانت تخترق جدار الصوت فوق القرى والمدن اللبنانية كي تنشر الخوف والرعب في قلوب الأطفال”.
وردا على سؤال عما سيحصل الان في مسار الدعوى، قال عواضة ل”جورنال” ان “الدعوى سلكت مسارها الطبيعي ومن المنتظر ان يحدد قاضي التحقيق جلسة لبدء عملية التحقيق والاستجواب وبالتالي فمن المفترض وفق الاجراءات العادية ان يتم استدعاء الوزير السعودي للتحقيق معه والاستماع الى افادته”.
وقال عواضة “نحن نعتبر هذه الخطوة بمثابة اشارة لجدية تعامل القضاء اللبناني مع الدعوى المقدمة وهو بالتالي امام اختبار السير في الامور الى النهاية”، موضحا انه “بموجب القانون اللبناني خاصة قانون العقوبات والمادة 288 والمادة 317 لقد ارتكب الوزير السعودي جريمة بحق لبنان تتمثل في تحريض اللبنانيين ضد بعضهم البعض وفي دعوتهم للتقاتل وطلب في الاقتصاص من احد المكونات الاساسية في لبنان وهو حزب الله “، مذكرا بان “هذا الحزب لديه نوابه ووزرائه وهو يخضع للقانون اللبناني ولا يحق لوزير دولة اجنية التدخل في تصنيف اللبنانيين “.
وأضاف “كذلك الامر بالنسبة لدعوة اللبنانيين لمحاربة ايران وهي دولة لدينا علاقات دبلوماسية بيننا وبينهم … بل ابعد من ذلك لقد حرض السبهان ضد رئيس حكومة لبنان وادى ذلك الى احتجاز رئيس الحكومة واجباره على الاستقالة وهو ما خلق مشكلة كبيرة في لبنان … ان هذه الارتكابات دفعتني لتقديم دعوى ضد الوزير السعودي عبر المحامي الاستاذ حسن بزي”.
وردا على سؤال من “جورنال” حول هدفه من هذه الخطوة ضد السبهان، قال عواضة ان “الدعوى تهدف الى وضع محاكمة الوزير السعودي واخضاعه الى العدالة اذا لا يجوز لرجل يمثل دولة اجنية ان يحرض بهذا الشكل على دولة ذات سيادة ..انا اتطلع الى رؤية تامر السبهان يجلس خلف قفص الاتهام ومحاكمته بالسجن وفق القوانين والانظمة المعمول بها في لبنان”.
وفي رد على سؤال اخر حول ما يمكن ان تقود اليه إجراءات قانونية بمنع تدخلات خارجية بالشؤون اللبنانية مثلما فعلا السبهان في الملف اللبناني مؤخرا، اعتبر عواضة “لا بد ان يشكل ذلك بداية وضع حد للتدخل السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية واذا اقتضى الامر فنحن على استعداد لملاحقة السبهان في المحافل الدولية في حال تقاعس القضاء اللبناني عن القيام بواجبه”.
وأوضح عواضة “اهمية قبول الشكوى ان القضاء اللبناني يمكن ان يلعب دورا مهما في حفاظة وصيانة السيادة الوطنية وهو يفتح المجال لنفسه لان يكون ليس فقط حامي الدستور والساهر على تطبيق القوانين، انما ايضا في الحفاظ على السلم الأهلي”.
وعما اذا كانت هذه الدعوى يمكن ان تفتح الباب قانونيا امام مبادرات أخرى لرفع دعاوى ضد شخصيات او أحزاب او دول أخرى بتهم التدخل والإساءة الى الاستقرار اللبناني، قال عواضة “امل ذلك . واتمنى ان يبادر كل مواطن لبناني للتقدم بشكوى امام القضاء اللبناني كي يكون السبهان عبرة لمن اعتبر. وكلي ثقة بان التفاف اللبنانيين ووقوفهم خلف القضاء يعطي القضاء اللبناني الحصانة والمناعة للسير بهكذا نوع من القضايا الى الاخير والوصول الى الخاتمة السعيدة المرجوة”.
واعتبر ان “الدعوى اليوم ضد السبهان تمثل ردا على عدوان مارسه الاخير ضد لبنان ضد سيادة لبنان ونصب نفسه شرطيا وقاضيا وحاكما على وطن هزم العدو الاسرائيلي وانتصر عليه وهزم التنظيمات الارهابية وانتصر عليها”.
ووجه عواضة “كلمة أخيرة” للسبهان عبر “جورنال”، قال فيها “انت بالنسبة لي لا تختلف عن الطائرات الاسرائيلية التي كانت تخترق جدار الصوت فوق القرى والمدن اللبنانية كي تنشر الخوف والرعب في قلوب الاطفال .. بل اكثر من ذلك انت مشروع قاتل ومحتل ومجرم مع وقف التنفيذ لذا يجب ان تحاكم .. واتمنى ان اراك نزيلا في سجن رومية لا في فنادق بيروت”.
