الرئيسية » العالم والخليج » مسقط .. على خط نار اليمن

مسقط .. على خط نار اليمن

 

مسقط – “جورنال”

 

شهدت محافظة المهرة اليمنية اشتباكات عنيفة بين مسلحين مجهولين وقوات الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، وسط انباء عن قيام السعودية، مؤسس “التحالف العربي” في حرب اليمن، بتوجيه مساعدات عسكرية الى حلفائها في المحافظة من أجل بسط السيطرة عليها في ظل توتر بين قيادة التحالف ومجلس الحكم والقبائل هناك.

وتعتبر محافظة المهرة التي تقع شرق اليمن بمثابة العمق الاستراتيجي لسلطنة عمان، التي لعبت دورا كبيرا في ابعادها قدر الامكان عن الحرب في اليمن وهو ما عزز من العلاقة بين مسقط وشيوخ القبائل فيها، وأتى هذا الأمر جليا عبر الرفض الشعبي هناك في انضمام محافظتهم التي تعتبر ثاني أكبر المحافظات اليمنية بعد حضرموت، الى مجلس الحكم الانتقالي المدعوم اماراتيا في عدن، قبل أن تقوم الحكومة اليمنية بإيعاز سعودي بتغير محافظ المهرة اواخر العام الماضي.

عمان التي لعبت دور الوسيط في اليمن منذ العام 2011 رفضت الانضمام الى “التحالف العربي” في حربه ضد اليمن، وحافظت في الوقت ذاته على علاقات مميزة مع جميع الفرقاء اليمنيين بما فيهم “انصار الله”، الامر الذي جعلها تحت طائلة اتهامات سعودية واماراتية بالتساهل في عملية تهريب الاسلحة الى الحوثيين عبر الحدود بين السلطنة ومحافظة المهرة، وهو ما استدعى عقد مباحثات بين قادة امنيين في “التحالف العربي” ونظرائهم العمانيين في مسقط في نشرين الأول/اكتوبر الماضي لمواجهة هذه الادعاءات.

وتأخذ عمان منذ فترة خطوة الى الخلف عن بقية الركب الخليجي في العديد من القرارات المهمة ابرزها عدم المشاركة ضمن قوات “درع الجزيرة” في قمع الاحتجاجات في البحرين 2011، قبل ان يعلن لاحقا وزير خارجيتها يوسف بن علوي من المنامة في العام 2013 عن رفض بلاده لفكرة اتحاد دول الخليج، وصولا الى قرار عدم مقاطعة قطر خلال الازمة الخليجية الحالية وهو الامر الذي شاطرتها به الكويت هذه المرة.

ومنذ اعلان عمان عبر تلفزيونها الرسمي في العام 2009، القاء القبض على خلية تجسس اماراتية، شهدت العلاقة بين مسقط وابوظبي فتورا كبيرا بين البلدين استدعى في فترات سابقة تدخل امير الكويت الشيخ صباح الاحمد للتوسط بينهما. ويرى بعض الخبراء ان ذلك هو سبب بقاء عمان خارج القرارات الخليجية التي تقف الامارات من خلفها خصوصا في ما يتعلق بمقاطعة قطر وحرب اليمن.

التوتر في الشرق اليمني لا يعني جر عمان الى الحرب في اليمن، فمسقط لن تقف في الخندق الاخر ضد السعودية والامارات وان تباينت المواقف السياسية بينهما، لكن ايضا لن تبيع قبائل المهرة التي تربطها علاقات وثيقة معها لشراء رضى “التحالف العربي”.

 

عن جورنال