الرئيسية » العالم والخليج » الامارت » حرب الاخوة الأعداء في عدن

حرب الاخوة الأعداء في عدن

“جورنال” – خاص من اليمن

 

دقت ساعة المواجهة في عدن، عشرات القتلى والجرحى خلال اليوم الاول من مواجهات قوات ما يسمى “الحزام الأمني” المقربة من “المجلس الانتقالي الجنوبي” بقيادة عيدروس الزبيدي من جهة، وقوات حكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي. الرجلان يمثلان الاذراع العسكرية في اليمن لما يسمى “التحالف العربي” حيث يحظى انفصاليو الجنوب بدعم اماراتي فيما تدعم السعودية قوات هادي.

واغلق مطار عدن، المدينة التي تتخذها حكومة هادي كعاصمة مؤقتة لها منذ 3 سنوات بعد أن سيطر الحوثيون وحزب المؤتمر على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة أخرى من الشمال اليمني.

وفي الوقت الذي دعا رئيس الحكومة أحمد بن دغر الامارات و”التحالف العربي” لوقف ما يحدث كون أنه يأتي في مصلحة الحوثيين وايران، اتهم “المجلس الانتقالي” الجنوبي حكومة بن دغر بانها المتسبب بهذه المواجهات التي أتت بعد استخدام السلاح على تظاهرة احتجاجية امام احد مقار الحكومة في عدن.

وجاءت تصريحات “التحالف العربي” مخالفة تماما للواقع على الأرض. فبعد ساعات على تصريح وزير الشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش بان مواقف بلاده و”التحالف العربي” واضحة ازاء الأحدث في عدن ولا عزاء لمن يسعى للفتنة، استقدمت قوات الانفصال الجنوبي تعزيزات عسكرية إلى مدينة عدن في مؤشر لا يدل على طول أمد المواجهة وحسب، بل يذهب بعيدا ليشكل أرضا خصبة لفرض انفصال الجنوب كواقع على كل الاطراف الداخلية والخارجية.

 

هيدروس الزبيدي

 

السعودية لا تبدو متهلفة على خوض غمار هذه المعركة لعدة اسباب من بينها الحفاظ على العلاقة مع الامارات في ابهى صورها خصوصا ان دعم ابوظبي للجنوبيين منذ عدة سنوات لا يعد خافيا على أحد، كذلك الدخول بمواجهات الجنوب يعني استنزافا مضاعفا غير الاستنزاف الذي تعاني منه في شمال اليمن خلال حربها مع الحوثيين. كما ان مراقبين يعتقدون ان اندلاع هذا النزاع في الجنوب قد يساعد على ابعاد الاضواء عن الحالة الانسانية التي يعاني منها اليمن وتظهر السعودية أمام العالم بأنها المتسبب الرئيسي له.

لكن في المقابل فان حدوث مثل هذا النزاع من شأنه إعادة توزيع أوراق التحالفات مجددا، ما قد يصب، بحسب الهواجس السعودية، لمصلحة الحوثيين، اذ قد يتعزز شرخ حلفاء الارض وتهدأ جبهات القتال مع الحوثيين، وهو ما تخشاه السعودية عند إنجلاء غبار الحرب في عدن.

صراع النيات في “التحالف العربي” بين الامارات والسعودية بات اليوم يسمع أزيز رصاصه كحرب بين الاخوة الأعداء. عدن تشكل النفوذ الاستراتيجي للامارات. رمت أبوظبي بثقلها العسكري والمالي فيها، وشكلت تحالفات متينة مع قادة الانفصال وحزب الاصلاح “اخوان مسلمين” الذي حاولت فيما مضى الترويج له سعوديا خلال الاجتماع الذي جمع قيادته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهي ترى في حرب الجنوب الآن فرصة ثمينة لشيء أقل من الانفصال وأكبر من تقاسم النفوذ مع حكومة الرئيس هادي.

الامارات كما يقول مراقبون لا تقطع بذلك “شعرة معاوية” مع السعودية المنشغله مع نفسها ومع الحوثيين، ولا تخلع أمام العالم رداء “دعم الشرعية” الذي أنطوت تحته منذ بداية الحرب على اليمن قبل 3 سنوات.

 

 

 

 

عن جورنال