الرئيسية » العالم والخليج » أكبر من شبهة “منطاد” بين اميركا والصين

أكبر من شبهة “منطاد” بين اميركا والصين

مع دخول المنطاد الصيني الأجواء الأميركية، ثم اسقاطه، هل أصبحنا في مرحلة جديدة من الصراع بين بكين وواشنطن، تضاف إلى الملفات المعقدة والمتشابكة بينهما، وكيف سيكون الرد المتبادل، مع نفي الصين لاتهامها بالتجسس عبر المنطاد من جهة، ونشر وسائل إعلام أميركية لتقارير تحذر من إمكانية حدوت عمليات مشابهة من جهة آخرى.  

وسام عبدالله  

وقد أعلن الجيش الأميركي تنفيذ خطته لإسقاط المنطاد الصيني فوق المحيط الأطلسي قبالة سواحل كارولينا الجنوبية، وأوضحت وسائل إعلام أميركية أن العملية نفذتها طائرة مقاتلة وتم انتشال حطام المنطاد لتحليل تقنياته، وذلك بالغرم من التأكيدات الصينية بان المنطاد مخصص لاغراض علمية.

وكانت إدارة الطيران الفيدرالية أغلقت المجال الجوي في أجزاء من ولاية كارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية، لدعم وزارة الدفاع في ” جهد يتعلق بالأمن القومي”، حيث تم إيقاف جميع العمليات في مطارات تشارلستون وميرتل بيتش وويلمنغتون مؤقتا، وأعلن عن وقف رحلات الطيران المدني في حدود 100 ميل مربع فوق الأطلسي وحول ساحل كارولينا الجنوبي. ورفضت حينها وزراة الدفاع الأميركية التعليق على بيان إدارة الطيران، مؤكدة أنها لا تزال تقوم بتتبع المنطاد الصيني.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس”، في وقت سابق، عن أربعة مسؤوليين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وضعة خطة لإسقاط منطاد صيني يشتبه في قيامه بالتجسس على الجيش الاميركي، على أن التنفيذ سيتم بمجرد وصوله فوق المحيط الاطلسي حيث يمكن استعادة الحطام.  

ورصد المنطاد الصيني، فوق أجزاء من شارلوت بولاية نورث كارولينا ومقاطعة شمال غرينفيل في ساوث كارولينا. وفي حين وصفته واشنطن بأنه “منطاد تجسس” على الجيش الاميركي، اكدن الصين أنه منطاد مخصص لأبحاث الطقس خرج عن مساره، وأبدت أسفها لهذا العمل غير المقصود.

واستنكرت الخارجية الصينية اسقاط المنطاد “المدني” واصفة اياه بانه “ردّ فعل مبالغ فيه بوضوح، كما يعدّ انتهاكا خطيرا لممارسة دولية”، وان الخطوة الاميركية قد تستدعي “ردودا صينية ضرورية”.

وكان من المخطط أن يقوم وزير الخارجية الاميركي أنتوني لبينكن بزيارة إلى بكين، ليأتي الحدث وتلغى زيارة المسؤول الاميركي. وأبلغ بلينكن، في اتصال مع نظيره الصيني وانغ يي، أن تحليق منطاد مراقبة صيني فوق الولايات المتحدة هو عمل غير مسؤول، بحسب وصفه. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان ، نقلا عن بلينكن إنه “أخذ علما بمشاعر الأسف التي أعربت عنها الصين، لكنه أشار إلى أن هذا عمل غير مسؤول وانتهاك واضح لسيادة الولايات المتحدة وللقانون الدولي يقوض الغرض من الزيارة التي كان مقررا القيام بها الأحد والإثنين”، وأكد بلينكن على أمل بلاده أن تبقى قنوات الاتصال مفتوحة مع بكين وأنه قد يتمكن من زيارة الصين مجددا حين تسمع الظروف، ولكن بسبب ما حصل لن يكون ملائما التوجه إلى بكين حاليا.

لكن الخارجية الصينية تصدرت بيانا، صباح السبت، أوضحت خلاله أنها  “في الواقع، لم تعلن الولايات المتحدة والصين مطلقا عن أي زيارة، وقيام الولايات المتحدة بأي إعلان من هذا القبيل هو شيء يخصها، ونحن نحترم ذلك”.

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن أزمة المنطاد الصيني جاءت في أعقاب “تقرير سري” رفع للكونغرس، الشهر الماضي، وأشار إلى إمكانية وقوع حوادث محتملة لاستخدام “أعداء أميركا” لتكنولوجيا جوية متقدمة للتجسس على البلاد.

واعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن رصدها منطاد “تجسس صيني” ثاني يحلق فوق أميركا اللاتينية، بعد رصد منطاد أول في أجواء الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر في بيان ” نحن على علم بتقارير عن منطاد يحلق فوق أميركا اللاتينية. نعتبر أن الأمر يتعلق بمنطاد تجسس صيني آخر”.

للصراع بين البلدين وجوه متعددة، منها محاولة سرقة البيانات الرسمية لكل منهما، والحرب على الشرائح الإلكترونية، والسيطرة هلى منصات التواصل الاجتماعي، وصولا إلى التوتر في بحر الصين الجنوبي ودعم واشنطن لتايوان فيما تعتبرها بكين تدخلا في الشؤون الصينية.

عن جورنال