بعد أيّام، وتحديدًا في 28 تموز/يوليو، تنفرج أسارير بنيامين نتنياهو، وتتحرّر يداه قليلًا. وصورته بالأمس على منصّة الخطابة أمام “نوّاب العار” في الكونغرس، تحمل الكثير من المعاني.
جو بايدن الذي كان حاول في بداية العام 2023، الضغط على نتنياهو محاولًا التخلّص منه بسبب قضيّة “الإصلاحات القضائيّة” في “إسرائيل” والّتي أثارت ضدّه موجة عارمة من الاحتجاجات والتظاهرات، هو من سيخرج الآن من البيت الأبيض، مكسورًا ومترنّحًا.
في المقابل، اعتلى نتنياهو منصّة الكونغرس “كضيف” مكرّم، برغم أكاذيبه اللانهائيّة وبصفته مجرم حرب بسبب حربه الدمويّة في غزّة والّتي قوّضت سمعة واشنطن عالميًّا، وسمعة إدارة بايدن نفسها، وألقى ما يشبه خطاب انتصاره السياسيّ على إدارة بايدن والمجتمع الدوليّ واحتقاره لهما.
ولهذا صفّق له النوّاب الأميركيّون بحرارة، في وصمة عار ستظلّ مرتبطة بتاريخ “الكابيتول هيل”.
“محور الشر” الأميركيّ-الإسرائيليّ يقتات من جرائمه. يؤجّل نتنياهو، ويعرقل صفقة الأسرى المحتملة، مستفيدًا من تفهّم بايدن و”صهيونيّته”، ويستفيد الآن من اختلال اللعبة السياسيّة في واشنطن، بخروج بايدن، وصعود كامالا هاريس، وإعادة مدّ خيوط التفاهم مع دونالد ترامب.
لم يسهّل نتنياهو الصفقة، قبل زيارته الأميركيّة هذه وهي الأولى منذ كانون الأوّل/ديسمبر 2022. “هآرتس” تشير إلى أنّ نتنياهو لن يسير بالصفقة قبل شهر آب/اغسطس، ويريد أن تتواصل مراحلها إلى بداية العام 2025 مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض.
الضغوط الداخليّة التي كان يتذرع بها نتنياهو، ويتفهّمها بايدن، لعدم التقدّم في التفاوض مع المقاومة الفلسطينيّة، قد تخفت قليلًا الأحد المقبل عندما يبدأ الكنيست عطلته التي تستمرّ 3 شهور ولا يعود باستطاعته إجراء تصويت بحجب الثقة عنه.
هناك خياران:
– إمّا إنّ نتنياهو سيصبح أكثر استعدادًا لـ”التنازل” لتسهيل الصفقة المؤجّلة
– أو أنّه، كما أظهرت عنجهيّته بالأمس، سيصبح أكثر تحررًّا في تصعيد الجبهات (غزّة والضفّة الغربيّة ولبنان واليمن)
يراهن نتنياهو الآن على ملاقاة ترامب في كانون الثاني/يناير المقبل عندما يتسلّم منصبه رسميًّا فيما لو فاز.
ألم يهدّد المرشّح الجمهوري لتوّه هؤلاء الذين يحتجزون “رهائن” أميركيّين في غزّة بضرورة تحريرهم قبل دخوله إلى البيت الأبيض؟
ألا يلاقي نتنياهو ترامب أيضًا بسياسة حافّة الهاوية مع إيران؟
ألم يلتقيا قبل نحو 5 أعوام، على “سيادة” إسرائيل وحقّها بالإبقاء على القدس والضفّة الغربيّة والجولان؟
لكن السؤال هو هل سيفعل العرب شيئًا؟
(عن موقع المرفأ)