خطاب 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، قد يكون بأهمية “خطاب النصر” في 22 أيلول/سبتمبر 2006، لا في مضامينه فقط، وإنما الأهم، فيما يتعلق بحتمية تعامل “السيد” مع الآمال الفلسطينية العالية، وربما المبالغ فيها أحياناً، من جانب الجمهور اللبناني خصوصاً والعربي عموماً.
كان خطاب 2006، برغم عناوينه السياسية والأمنية والعسكرية المهمة، إحتفالياً بالصمود الأسطوري للبنان والمقاومة، في وجه أعتى حرب يخوضها العدو خلال تاريخه ضد بلد عربي بشكل منفرد، إلا أن خطاب الجمعة 3 تشرين الثاني/نوفمبر، يلقي على صاحبه أعباء ومسؤوليات كبيرة جداً، ويُمثل أيضاً فرصة للمساهمة في الدفع المتراكم باتجاه تغيير معادلات المنطقة.
لكن المعادلة قد تغيّرت بالفعل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بانكسار لا رجعة فيه، لهيبة إسرائيل وتوازن بقائها. ومع ذلك، فإن “السيد” يُدرك، كما يُدرك كثيرون أن قرارات الحروب لا تتخذ على مواقع التواصل الإجتماعي، وإنما يمكن أن تكون مساعدة ورافدة خصوصاً في التأثير على الرأي العام المحلي والعربي والعالمي.
كما يُدرك “السيد”، مثلما هو ماثل أمام ملايين الناس، أن هناك “حرباً حقيقية” جارية بالفعل على أرض الجنوب اللبناني، على طول جبهة ممتدة من الناقورة غرباً بمسافة 100 كيلومتر نحو مزارع شبعا بمحاذاة هضبة الجولان السورية المحتلة شرقاً، وأن أكثر من 100 هجوم نُفذ على مواقع شديدة التحصين والتسليح، بالإضافة إلى المستوطنات التي أُجبر ما يزيد على 70 ألفاً من مستعمريها على الهروب من الشمال نحو الداخل، ما يضرب في الصميم فكرة “الكيان الآمن”.
اقرأ المزيد على موقع