كتب طارق عبود :
فتح أمس رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور علي لاريجاني من بيروت الباب واسعًا لمساعدة لبنان، في الكهرباء والزراعة والدواء وأي موضوع يريده اللبنانيون، وتستطيع إيران تقديمه للبنان.
هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها الإيرانيون المساعدة، ولكن دائمًا كانت هناك إعاقتان تمنعان وصول الموضوع إلى نتيجة تحقق فائدة للشعب اللبناني:
الإعاقة الأولى تتمثل في الكيدية السياسية من الفريق المعادي لإيران، وهو الفريق المتآمر على الاقتصاد والشعب اللبناني، والمسهم الأكبر في انهيار الاقتصاد، ونهب المالية العامة، لأنّ مؤسسات الدولة تتمركز في أحضانه، إضافة إلى احتكاره الرؤية الاقتصادية التي دمرت لبنان، وما زالوا يدافعون عنها. هذا الفريق أيضًا، يمتلك الجرأة والقدرة والعزيمة للوقوف سدًا منيعًا في وجه أي مساعدة خارجية إيرانية كانت أم سورية أم روسية وصينية، في ظرف مصيري يعيشه الشعب اللبناني،وهو يحتاج أي دعم نستطيع عبره تفادي الانهيار والمجاعة والفوضى..
الإعاقة الثانية تتمثّل في الفريق الآخر حليف إيران وسوريا، الذي لا يريد الضغط المقنع والناجع في إقناع الفريق الأول، إما بقبول المساعدة الإيرانية وغيرها، أو بتقديم خيارات بديلة توازي ما تريد إيران تقديمه للبنان.
حان الوقت ليضرب أحدٌ يدَه على الطاولة لإطلاق صافرة البداية للخروج من الانهيار. المبالغة في مراعاة مشاعر المتآمرين ومصالحهم أدى بنا إلى الكارثة التي نعيشها حاليًا..
في نهاية رائعة غسان كنفاني “رجال في الشمس” يلوم أبو الخيزران الرجالَ الثلاثة الذين ماتوا في الخزان جراء الحرارة المرتفعة، والذي كان الوسيلة لتهريبهم من العراق إلى الكويت. ماتوا اختناقًا بسبب خوفهم من اعتقال قد لا يطول أشهرًا معدودة.
دكتور طارق عبود