بيروت – “جورنال”
بعد أن كان تنظيم “داعش” الإرهابي يسيطر على ما يقارب ال50% من كامل مساحة سوريا، وبعد أن كان الجيش السوري وحلفائه لا يسيطرون على أكثر من 22% من مساحة البلاد، حدثت تغيرات عدة ساهمت في تبدّل المشهد بشكل كبير بعد نحو سبع سنوات من الحرب.
التدخل العسكري الروسي، والعمليّات العسكرية الكبيرة الّتي قادها الجيش مع حلفائه، جعلت خريطة السيطرة تتبدل بشكل ملحوظ، فبات الجيش السوري هو المسيطر الأول على المساحة السورية، بنسبة تقدّر ب40% من إجمالي مساحة البلاد.
الجيش السوري والحلفاء، يسيطرون على مراكز محافظات دمشق، حلب، حمص، حماة، السويداء، اللاذقية، طرطوس، دير الزور، درعا، فيما يشترك الجيش مع “وحدات حماية الشعب” الكردي السيطرة في محافظة الحسكة.
إضافةً إلى مراكز المدن هذه، يسيطر الجيش السوري على معظم محافظات ريف دمشق، حمص، حماة، السويداء، اللاذقية، وأجزاء من أرياف درعا، الرقة، القنيطرة، وجزء صغير من محافظة إدلب، يتمثل ببلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين.
بشكل إجمالي، يمكن القول أنّ الجيش السوري، القوّة الأكثر سيطرةً في عموم سوريا، تتواجد في مساحة جغرافية تقدّر ب71 ألف كيلومتر مربع من إجمالي مساحة البلاد، ألا وهي 185 ألف كيلومتر مربّع تقريباً.
بدوره، تقلّص وجود تنظيم “داعش”، بعد أن كان يسيطر في منتصف العام 2015 على ما يقارب ال90 ألف كيلومتر مربع من مساحات الأرض السورية، إلى 42 ألف كيلومتر مربع، ما يعادل 22.65%.
ويتركّز وجود التنظيم الإرهابي في معظم محافظة دير الزور، وأجزاء من محافظة الرقة، خصوصاً في الريف الشرقي والجنوبي الشرقي، كما يتواجد التنظيم في أجزاء صغيرة من ريف الحسكة الجنوبي، وبعض المناطق في البادية السورية، شرق حمص.
التنظيم يسيطر أيضاً على ناحية عقيربات شرق حماة، إضافة لعدد من قراها قرب مدينة سلمية، ويتواجد التنظيم في بعض الأحياء جنوب دمشق، وفي منطقة حوض اليرموك غربي محافظة درعا عبر “جيش خالد ابن الوليد” المبايع للتنظيم.
جدير بالذكر، أنّ الجيش السوري أنهى وجود تنظيم “داعش” في محافظة حلب منذ مؤخرا، حين سيطر على آخر نقاطه في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وأمّن بذلك طريق خناصر حلب.
أمّا “قوات سوريا الديموقراطية” والتي تشكل الوحدات الكردية عمادها، فقد تمكنت من توسيع نطاق سيطرتها بشكل ملحوظ بدعم جوي من قبل طيران التحالف الدولي، فباتت تسيطر على معظم محافظة الحسكة، وريف الرقة الشمالي، وأجزاء من ريف الرقة الغربي، والجنوبي، وأجزاء من محافظة دير الزور المتصلة بشرق الرقة، وناحية عفرين في ريف حلب الشمالي، إضافةً للمنطقة الممتدة بين دير جمال والشعالة في ريف حلب الشمالي الشرقي. كما تسيطر هذه القوات على مدينة منبج وعدد كبير من قراها.
ويمكن القول أنّ “قوات سوريا الديموقراطية” المعروفة ب”قسد”، تحتل المركز الثالث في نسبة السيطرة على الأرض السورية، بما يعادل 22% من مجمل مساحة البلاد.
أخيراً، تسيطر الفصائل الإسلامية مجتمعةً، “جبهة النصرة”، “أحرار الشام”، “الجيش الحر”، “الحزب الإسلامي التركستاني” وغيرها من الكتائب الإسلامية، إضافة لمسلحي “درع الفرات” المدعومين تركياً، على 16.57% من مساحة سوريا، ما يعادل 30700 كيلومتر مربع.
ويتركّز وجود هذه الفصائل المتناحرة في ما بينها، في معظم محافظة إدلب بإستثناء بلدتي كفريا والفوعة، وتسيطر على أجزاء من أرياف حلب الشمالية والغربية والجنوبية، وأجزاء صغيرة من جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وبعض الأماكن في أرياف حماة الشمالية والغربية والجنوبية، وصولا لريف حمص الشمالي.
اما في المنطقة الجنوبية، فتتواجد الفصائل في أجزاء واسعة من محافظات درعا، القنيطرة، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، مع تسجيل وجود هذه الفصائل في بعض جرود القلمون الغربي.
الفصائل هذه إنعدم وجودها في مدينة دمشق، ليقتصر على أجزاء من حي جوبر، والقدم.
وأخيراً، تسيطر فصائل إسلامية مدعومة من التحالف الدولي على المنطقة الممتدة من معبر التنف إلى شمال خبرة الزقف في البادية السورية على مساحة 3550 كلم2 من الأراضي السورية، ما يعادل 2 % من مساحة البلاد.