الرئيسية » العالم والخليج » ايران-اميركا: مفاوضات حول “ملحق” للاتفاق النووي
من لقاء كيري وظريف

ايران-اميركا: مفاوضات حول “ملحق” للاتفاق النووي

 

مسقط- “جورنال”

 

انعطف الرئيس الاميركي دونالد ترامب فجأة نحو ايران، معلنا عن استعداد بلاده للجلوس مع قادتها على طاولة مفاوضات من دون شروط مسبقة، من دون أن تلقى هذه الدعوة قبولا واسعا من ادارة الرئيس الايراني حسن روحاني. لكن أحدا في العالم لا يستطيع الجزم بأن الباب اغلق امام هذه الدعوة التي جاءت بعد ايام فقط على ارتفاع منسوب التهديدات الكلامية بين البلدين الى وضع لم يشهد له مثيل في السنوات الماضية.

ويتردد في الاوساط الدبلوماسية الخليجية ان الدعوة الاميركية كانت مستعجلة نوعا ما بالنظر الى الوساطة التي يقوم بها الغرب وعلى رأسهم فرنسا من جهة وسلطنة عمان من جهة أخرى والتي تشبه الى حد بعيد من الوساطة التي قامت بها سلطنة عمان خلال ما فترة قبل التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول ٥+١ ابان حكم الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، لكن ما يحدث اليوم يبدو اكثر صعوبة بالنظر الى ان المفاوضات تأتي على انقاض خسارة ذلك الاتفاق مع اصرار قوي من قبل الطرفين على حرب تكسير عظام اقتصادية.

عاملان رئيسان شكلا الارض الخصبة لصوت ثالث تفاوضي في ظل التصعيد الاميركي – الايراني وهو الرفض الاوروبي القوي لفسخ الاتفاق النووي مع عدم وصولها في الوقت نفسه لصيغة خروج شركاتها من تلويح واشنطن بالعقوبات متى ما تعاملت مع طهران، وهو ما عجل من التحرك الفرنسي – العماني نحو ايجاد قبول من الطرفين للجلوس على طاولة مفاوضات على مستوى فني يتطور الى  دبلوماسي متى ما سارت الامر بشكل توافقي بين الطرفين.

وتشير المصادر الى ان سلطنة عمان وعبر وزير خارجيتها يوسف بن علوي وجد صيغة متوافق عليها وهي الابقاء على الاتفاق النووي الحالي لكن مع التفاوض على ملحق له يشمل مراقبة اكثر تشدد على المفاعلات النووية الايرانية ويحد من تطوير الصواريخ البالستية القابلة لحمل الرؤوس النووية، في الوقت الذي اقترح الجانب الفرنسي مبادرة حسن نية تتمثل في ابقاء الحياة في الاتفاق الحالي من قبل الولايات المتحدة عبر عدم تطبيق وعود العقوبات على الشركات التي تتعامل مع ايران لحين الانتهاء من التفاوض حول هذا الملحق.

مشهد المصافحة الشهيرة بين ترامب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون لايبدو انه سيتكرر مع الرئيس روحاني اقلها في المستقبل القريب، فـ”الشيطان الاكبر” كما يصف الايرانيون الولايات المتحدة لا تنحصر الخلافات معه بالعقوبات الاقتصادية وحسب بل تشمل ملفات عديدة منها فلسطين وسوريا واليمن والبحرين، وحتى عندما كانت العلاقات بين البلدين في افضل وقت لها منذ قيام الثورة الاسلامية في طهران خلال فترة الرئيس الاميركي السابق اوباما اقتصر افضل لقاء بين البلدين على وزيري الخارجية فقط.

الانعطافة الاميركية نحو ايران وان اقتصرت على تصريحات انفتاحية، وضعت الخليج وبالتحديد السعودية والامارات ومعهما اسرائيل، بمصيدة “كشف التسلل” خصوصا ان آمال البعض كانت معلقة على ضربة اميركية لايران او اقلها خنق اقتصادي طويل الامد يعزز من احتمال انهيار النظام هناك، في ظل مئات المليارات من الدولارات التي دفعتها الرياض وابوظبي لشراء المعدات العسكرية استعداد لحرب اقليمية محتملة تلوح في الافق والتي صورت كأنها كانت على بعد قوسين او ادنى قبل فترة بسيطة.

وكان حريا بالدول الخليجية فهم الخلفية الاقتصادية التي قدم عليها ترامب لسدة الحكم في بلاده، فسعي الرجل لتعويض خسارة السوق العالمي للنفط الايراني عبر زيادة الانتاج السعودي لم تأت بثمارها في ظل بقاء الاسعار على مستويات عالية، مع العلم بأن اي فشل في الاتفاق بين ايران والدول الاوروبية على انعاش الاتفاق النووي سيؤدي الى استمرار صعود سعر النفط وهو ما لا ترغب به الولايات المتحدة، فضلا عن رغبة الشركات هناك بالحصول على حصص لها في الاستثمار بدلا من انفراد الشركات الفرنسية والالمانية ومن بينها مثلا شركة الطيران “بوينغ” التي وقعت عقودا تجارية لتزويد ايران بالطائرات بنحو ١٠٠ مليار دولار..

 

اقرأ ايضا https://journal-lb.com/article/2738

 

عن جورنال