الرئيسية » العالم والخليج » حرب نفط …تصعيد ايراني اميركي في مياه الخليج

حرب نفط …تصعيد ايراني اميركي في مياه الخليج

 

ارتفع سقف التهديدات والتهديدات المضادة بين كل من ايران والولايات المتحد، فبعد ان هدد الرئيس الايراني حسن روحاني بان دول المنطقة (الخليج) لن تتمكن من تصدير نفطها، اذا ما تم منع النفط الايراني من التصدير، ردت القيادة المركزية للقوات البحرية الاميركية بأنها مستعدة لضمان تدفق حركة الملاحة في مضق هرمز بشكل يحفظ النظام الدولي.

لا طبول حرب تقرع حتى الان، وإن كانت التهديدات هذه المرة بين طهران وواشنطن قد وصلت لمستوى غير مسبوق. حرب النفط لن تقع بعد قليل، وقد لا تقع على الاطلاق، خصوصا اذا ما نجحت طهران في الحفاظ على زبائن نفطها في اوروبا واسيا، خصوصا في ظل الرفض الدولي لفسخ الاتفاق النووي مع ايران والذي بموجبه عادت الاخيرة الى نشاط التصدير بشكل متصاعد بحسب الاتفاق.

ومن المتوقع ان تخرج تصريحات خليجية “اماراتية وسعودية” من تحت عباءة بيان البحرية الاميركية للتنديد بالتهديد الايراني، خصوصا ان الرياض سبق وان اعلنت عن زيادة في حصتها النفطية لتغطية العجز بمنع النفط الايراني، وهي زيادة جاءت بناء على اتصال بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وهو ما تراه طهران استمرارا للتحريض السعودي على عودة العقوبات الاقتصادية عليها منذ توقيع اتفاق ٥+١.

يرى مراقبون ان التصريحات الايرانية للرئيس روحاني والتي عززتها رسالة قائد فيلق القدس في الحرس الجمهوري الجنرال قاسم سليماني، ليست سوى استراتيجية ايرانية لكسب نقاط قوة خلال تفاوضها الحالي مع الاتحاد الاوروبي، هذا بالاضافة الى رغبتها بخوض “حرب تصريحات وتهديدات” من اجل زيادة اسعار النفط عالميا وهو الامر الذي يأتي ضد رغبات الادارة الاميركية وبقية مستوردي النفط حتى وان اعلن عن سد فراغ الصادرات الايرانية منه.

لكن السؤال الاهم ماذا سيحدث لو ان طهران لم تتوصل لاتفاق مع الاتحاد الاوروبي؟ حينها فقط يمكن توقع سماع طبول الحرب في المنطقة.

ولا تعتبر قضية مضيق هرمز بمنع ناقلات النفط الخليجي من العبور منه، سابقة اقليمية، فخلال الحرب العراقية الايرانية قامت قوات الاخيرة بتدمير اكثر من بارجة نفط خليجية ومنع جزء كبير منها من عبور المضيق الحيوي، فما كان من دول الخليج الا الاستعانة بالقوات الاميركية التي قامت بانزال الاعلام الخليجية من تلك النقالات ورفع العلم الاميركي بدلا منها، فنجحت سياسية واشنطن انذاك في تأمين خروج آمن لهذه الناقلات من الخليج الى الاسواق العالمية، لكن الوضع يبدو مختلفا عن ماهو عليه حاليا، فطهران في تلك الفترة كانت دولة فتية بعد الثورة الاسلامية وخوض غمار حرب طاحنة مع نظام صدام حسين في العراق، لذلك عمدت الى تجنب فتح جبهة اخرى لها في تلك الفترة، في حين تبدو ايران اليوم اكثر استعدادا اكثر من اي وقت مضى للمضي بتنفيذ تهديداتها وان كانت بوجه الولايات المتحدة نفسها، الامر الذي تعرفه واشنطن جيدا ومن قبلها اسرائيل وهو ما منعهما من كبح جماح طهران النووية، عسكريا حتى الان.

 

(جورنال)

عن جورنال