الرئيسية » العالم والخليج » البحرين » المخاوف تتحقق والدينار البحريني يتدهور ..ودعم خليجي عاجل

المخاوف تتحقق والدينار البحريني يتدهور ..ودعم خليجي عاجل

 

المنامة – “جورنال”

 

هبط سعر صرف الدينار البحريني الى ادنى مستوى له امام الدولار الاميركي منذ ١٧ سنة، في ظل ارتفاع مستوى التأمين على الديون البحرينية الى اعلى مستوى له في تاريخ المملكة الخليجية.

وكانت “جورنال” قد اشارت في تقرير سابق لها في ١٨ فبراير/شباط الماضي الى اقتراب البحرين من التحول الى “يونان خليجية” في اشارة الى ازمة الديون اليونانية والتي استدعت تدخلات واسعة من دول الاتحاد الاوروبي وادت الى اضطرابات سياسية اجتماعية كبيرة هناك، علما بأن الدين العام في البحرين بلغ 89 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وكانت وكالىة الانباء السعودية “واس” قد بثت في وقت متأخر من مساء امس خبرا عن اتصالات تجرى بين الرياض وابوظبي والكويت من اجل مساعدة البحرين للخروج من ازمتها الحالية، وذلك في امر مشابه لما حدث قبل ايام مع المملكة الاردنية.

وقال وزير المالية البحريني أحمد بن محمد آل خليفة الأربعاء إن بلاده والسعودية والإمارات والكويت ستعلن عن “برنامج لتعزيز استقرار الأوضاع المالية” في مملكة البحرين.

ومع تراجع اسعار النفط في السنوات الماضية، ودخول الحرب في اليمن عامها الرابع والتكلفة المالية الكبيرة التي قدرت بمليارات الدولارات التي يتحملها طرفا التحالف الخليجي الرئيسيين، السعودية والامارات، فإن المساعدات الشهرية الت كانت تقدمها هاتان الدولتان للمنامة قد انخفضت بشكل كبير، وسط تحذيرات اقتصادية مفادها عن قرب انكشاف البحرين ماليا وقد يصل الامر قريبا الى عجز الحكومة هناك عن الايفاء بالتزامتها مع المواطنيين.

وأثرت الاحتجاجات الشعبية هناك والتي انطلقت منذ فبراير/شباط العام ٢٠١١ في احوال المملكة الصغيرة بشكل كبير، ليس على الصعيد الاقتصادي وحسب بل ان الامر وصل الى كل جوانب الحياة الطبيعية هناك، في ظل مطالبات حقوقية دولية مستمرة للحكومة البحرينية من اجل انهاء حالة القمع التي تجرى والاسراع بتحريك عجلة المصالحة الوطنية التي يتم ترديدها كثيرا من قبل الاعلام الموالي للحكومة من دون اي وقائع على الارض.

ولم يعرف حتى الان الطرق التي ستسلكها السعودية والامارات والكويت لدعم البحرين خصوصا وان سياسة ضخ الاموال فقط، اثبتت فشلها في تجارب خليجية سابقة مثل التجربة مع مصر بعد احداث الاطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، في حين ايضا لا يبدو ان تقديم مشاريع انمائية مفيد للبحرين التي تسابق الزمن اصلا قبل الانهيار الكامل لاقتصادها، اي ان الدول الخليجية الثلاث تحتاج الى طريقين موازيين للعمل يتمثل في ضخ الاموال لتغطية انكشاف الدينار البحريني امام الدولار الاميركي، بالاضافة الى سلسلة من المشاريع الانمائية الاخرى، لكن الخطوة الاخيرة قد تجد تحفظا خليجيا لادارة بحرينية للمشاريع خصوصا ان شبهات فساد كثيرة قد رافقت اقامة مثل المبادرات في السنوات الاخيرة.

وكانت “جورنال” قد اشارت في تقريرها ب١٨ فبراير/ شباط الماضي الى بدء تفاقم الازمة التي تفجرت الان: “ويرى العديد من المراقبين الاقتصاديين ان الدينار البحريني يقف على حافة الانهيار امام الدولار الاميركي وهو الامر الذي سيولد ازمة اقتصادية خانقة للمملكة الصغيرة في ظل وصول معدلات الدين العام الى ٢٥ مليار دولار وهو اعلى معدل للبحرين من استقلالها وحتى الان”.

وتحولت البحرين مؤخرا الى سياسة “الطاعة العمياء” في مواقفها مع الدول الخليجية الداعمة لها وتحديدا الامارات والسعودية فيما يتعلق بالازمة الخليجية بينها وبين قطر، فيما لعبت ايضا على تقريب العلاقات مع اسرائيل في خضم التوجه الخليجي لهذا الخطوة.

 

عن جورنال