الرئيسية » العالم والخليج » الامارت » الخليج وقرار ترامب الايراني : تأييد، وتفهم ومسقط الاكثر عقلانية

الخليج وقرار ترامب الايراني : تأييد، وتفهم ومسقط الاكثر عقلانية

 

خرجت سلطنة عمان بأكثر المواقف الخليجية تعقلا في ما يتعلق بانسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع ايران، بينما ذهبت الدول الخليجية الاخرى، بعد تعبير بعضها عن القلق على استقرار المنطقة، الى الاشادة بالموقف الاميركي الجديد، وهي السعودية والامارات والبحرين، بينما قالت الكويت انها “تتفهم”.

 

وكانت الرياض وابوظبي والمنامة، سارعت الى الترحيب بقرار ترامب، بمجرد اعلانه امس، على الرغم من ان السعودية كانت رحبت بالاتفاق النووي نفسه عندما ابرم قبل ثلاثة اعوام!

 

سلطنة عمان

 

من جهتها، انتظرت سلطنة عمان حتى اليوم الاربعاء، لتخرج بالبيان التالي:  “سلطنة عمان، التي تربطها علاقات صداقة وتعاون مع كل من الولايات المتحدة الاميركية وجمهورية إيران الإسلامية، سوف تستمر في متابعة التطورات وبذل الجهود الممكنة والمتاحة، للحفاظ على حالة الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأضافت “نعتقد بأن الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية معنيتين بتحقيق السلم والاستقرار في المنطقة، وأن خيار المواجهة ليس في مصلحة أي طرف”.

وأثنت سلطنة عمان على موقف الشركاء الخمسة الآخرين (روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) في الاتفاق النووي، لتمسكهم بهذا الاتفاق، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

 

السعودية .. أول المرحبين

 

من جهتها، كان السعودية اول دولة عربية مرحبة بحرارة بانسحاب ترامب. وذكرت المملكة في بيان إن “تأييد المملكة السعودية السابق للاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة ( 5 + 1 ) كان مبنياً على قناعتها التامة بضرورة العمل على كل ما من شأنه الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إلا أن ايران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة بما في ذلك حزب الله وميليشيا الحوثي، التي استخدمت القدرات التي نقلتها إليها إيران في استهداف المدنيين في المملكة واليمن والتعرض المتكرر لممرات الملاحة الدولية، وذلك في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن”.

واضاف البيان السعودي “إن المملكة إذ تؤكد مجددا تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية التي سبق أن أعلن عنها الرئيس الأميركي تجاه إيران، تأمل بأن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما وموحدا تجاه إيران وأعمالها العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها للجماعات الإرهابية، خاصة حزب الله وميليشيا الحوثي، ودعمها لنظام الأسد والذي ارتكب أبشع الجرائم ضد شعبه والتي أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون من المدنيين، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية”.

وتابع البيان السعودي “من هذا المنطلق تؤكد المملكـة استمرارها في العمـل مـع شركائها في الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي لتحقيـق الأهـداف المرجوة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، وضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية بما في ذلك تدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب، ويقطع كافة السبل، نهائيا، أمام إيران لحيازة أسلحة الدمار الشامل”.

 

الامارات تتبنى “اسباب ترامب”

 

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأييدها لقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي للأسباب التي أوردها في كلمته والتي لا تضمن عدم حصول إيران على السلاح النووي في المستقبل.

ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي “المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي إلى الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي”.

 

البحرين “دعم تام”

 

أعربت مملكة البحرين في بيان عن تأييدها قرار ترامب رئيس مؤكدة دعمها التام لهذا القرار الذي يعكس التزام الولايات المتحدة الأميركية بالتصدي للسياسات الإيرانية ومحاولاتها المستمرة لتصدير الإرهاب في المنطقة دون أدنى التزام بالقوانين والأعراف الدولية، وبما يثبت ان هذا الاتفاق قد حمل العديد من النواقص وأهمها عدم التطرق الى برنامج ايران للصواريخ الباليستية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة من خلال التدخل في شؤون دولها الداخلية ودعم الميليشيات الارهابية التابعة لإيران في هذه الدول.

 

وأضاف البيان البحريني “واذ تشدد مملكة البحرين على تضامنها مع القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب ووقوفها إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية في جهودها الهادفة للقضاء على الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإنها تدعو كافة الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق للنظر بمسؤولية للأمن والسلم في المنطقة واتخاذ خطوات مشابهة لما اتخذته الولايات المتحدة الأميركية”.

 

وجددت البحرين “موقفها الداعم لجميع المساعي التي تهدف الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل وإلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، ومكافحة تمويل وإسناد إيران للميليشيات المتطرفة في المنطقة، والداعي إلى ضرورة احترام إيران لسيادة جيرانها وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية”.

 

قطر “لا للتصعيد”

 

أصدرت الخارجية القطرية بيانا بشأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، الموقع عام 2015 بين إيران ودول (5+1)، الذي أقره مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2231.

 

ودعت الدوحة، جميع الدول والقوى الفاعلة وشركاء الاتفاق النووي الإيراني إلى ضبط النفس وتسوية الخلافات بالحوار. وقالت الخارجية في بيانها إن “قطر مثل بقية دول الخليج العربي لم تكن طرفا في هذا الاتفاق ولكنها بحكم موقعها الجغرافي وعلاقاتها السياسية والتاريخية مع أطراف الاتفاق، معنية بشكل مباشر بأية تداعيات للقرارات التي تتخذها هذه الأطراف”.

 

‎وتابعت: “وعليه فإن دولة قطر تؤكد في هذا السياق أن الأولوية الأساسية هي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وتجنيب دخول القوى الإقليمية في سباق تسلح نووي لا تحمد عقباه”.

 

وبحسب البيان، “تذكر دولة قطر أن التحرك الجماعي في إطار المجتمع الدولي هو الضمان الأساسي لإيقاف سباق التسلح النووي المحتمل في حال دخلت الأطراف المختلفة في هذا السباق كنتيجة لفقدان الثقة بينها”. وأشارت إلى أن “عملية إخلاء المنطقة من السلاح النووي تستهدف بالدرجة الأولى إرساء أسس السلام والاستقرار بشكل يساهم في الحفاظ على الأرواح بل والدفع بعملية التنمية من أجل رخاء جميع شعوب المنطقة، وعليه فعلى جميع الفاعلين مراعاة ألا يكون ثمن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي هو التصعيد الذي لا تتحمله شعوب المنطقة المثقلة بالصراعات”.

 

وأكدت أن “قطر تثمن جهود جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين وشركاء الاتفاق الذين يسعون لنزع فتيل أي تصعيد محتمل والذين يسعون لحلول تضمن إخلاء المنطقة مِن السلاح النووي”، مضيفة أن “من مصلحة جميع الأطراف ضبط النفس والتعامل بحكمة وآناة مع الموقف ومحاولة تسوية الخلافات القائمة من خلال الحوار”.

 

الكويت “تحترم وتتفهم”

 

قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، بأن الكويت تتابع باهتمام بالغ إعلان الرئيس ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف المصدر في بيان صادر عن وزارة الخارجية الكويتية أن “الكويت تؤكد بأنها قد رحبت بهذا الاتفاق عندما أعلن عنه العام 2015، خاصة وأنه قد اعتمد من قبل مجلس الأمن الدولي بالقرار 2231، وأكدت في حينها ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الكاملة وفق معاهدة عدم الانتشار النووي، واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وأشار المصدر الكويتي إلى أن “الكويت قد أكدت في حينه أن هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، رغم إدراكها بأن هذا الاتفاق لا يلبي مشاغل وقلق دول المنطقة، جراء السلوك الإيراني السلبي في التعامل مع دولها، والذي كانت تؤكد دائما على ضرورة الالتزام في إطاره بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، وفق ما نصت عليه المواثيق والأعراف الدولية”.

وشدد على أنه “إذا كانت الولايات المتحدة قد اقترحت بعض التعديلات التي لم يتم اعتمادها، وقررت اتخاذ موقف من ذلك الاتفاق، فإن الكويت تحترم وتتفهم هذا الموقف الاميركي، خاصة في ظل سعي الجميع لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي عانت طويلًا من الاضطرابات والحروب، مع التأكيد على موقف الكويت الثابت والداعي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل”.

 

(جورنال)

 

 

 

 

 

عن جورنال