الرئيسية » العالم والخليج » تركيا..المسمار قبل الاخير في نعش “مجلس التعاون الخليجي”؟

تركيا..المسمار قبل الاخير في نعش “مجلس التعاون الخليجي”؟

 

تصاعدت لجهة التصريحات الاماراتية السعودية ازاء تركيا. فبعد “مثلث الشر” الذي وضعها بجانب ايران والجماعات الارهابية بحسب تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للاعلام المصري مؤخرا، طلب الوزير الاماراتي الشؤون الخارجية انور قرقاش تركيا بالتوقف عن التدخل في شؤون الدول العربية من دون ان يسمي هذه الدول، وهو موقف يتماهى مع مواقفه السابقة من ادانة التدخل التركي في مدينة عفرين السورية، وكذلك قرار مقاطعة “المسلسلات التركية” من قبل شبكة قنوات “ام بي سي” السعودية.

التضامن الخليجي الذي طالما تغنى به الساسة الخليجيون كنموذج يحتذي به، يبدو الان في اضعف احواله، ليس بسبب الازمة الخليجية بين السعودية والامارات والبحرين ومعهم مصر ضد قطر، ولكن بسبب انعدام الرؤية نحو توحيد المواقف فيما يتعلق بالشأن الخارجي.

فبعد أن كان الموقف ضد ايران والرئيس السوري بشار الاسد يمثل قمة هذا التعاون بشأن سياسة خارجية موحدة، جاء الانشقاق العماني وما تلاه من تراجع كويتي وانعطاف بالعلاقة القطرية الايرانية، لتجد السعودية والامارات نفسيهما وحيدتين امام التوتر المتزايد مع تركيا.

ويعتبر مراقبون ان انقرة استطاعت اختراق عقد الدول الخليجية عبر البوابة القطرية اولا، وذلك لتطابق سياسة دعم جماعة “الاخوان” القطرية مع مؤسسة الحكم في تركيا، قبل ان يتحول هذا التطابق في السياسة الى تعاون عسكري سمح بانشاء قاعدة عسكرية تركية هي الاولى من نوعها في المنطقة، قبل أن تضع انقرة لها موضع قدم راسخ في العلاقة مع الكويت تمثلت اولا بتعاون تجاري لافت عبر ايكال مهمة تجديد مطار الكويت لشركة تركية وهو المشروع الذي شهد في تدشينه حضور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شخصيا الى الكويت، فيما يتم التداول عبر نطاق ضيق انباءء عن توقيع اتفاقيات تعاون عسكرية بين البلدين وهو الامر الذي عززته الزيارة الثانية لاردوغان الى الكويت خلال فترة 3 اشهر فقط، مصطحبا معه وزير الدفاع ورئيس الاركان فقط.

من جانبها، تشهد العلاقات العمانية التركية تطورا لافتا على صعيد التبادل التجاري بين البلدين، ويعرف عن مسقط منذ فترة سلوكها لمسار منعزل عن الركب الخليجي في سياستها الخارجية سواء مع سوريا وقبلها ايران، وحتى في الحفاظ على حد ادنى من التواصل مع اسرائيل.

وتتعامل تركيا بمكيالين تجاه التصعيد السعودي الاماراتي، ففي الوقت الذي تدخل به الرئيس اردوغان بنفسه على ما وصفها لبعض الاساءات الاماراتية المتمثلة بإعادة وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد لتغريدة منتقدة للقائد العثماني فخر الدين باشا، وما تلاه من تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه السفارة الاماراتية ليحمل اسمه، الا انها على المقلب الاخر تحاول ان لا تنجر الى اصطدام ديبلوماسي مع السعودية، حتى بعد ان وضعها ولي العهد محمد بن سلمان ضمن “مثلث الشر” على حد وصفه.

اردوغان يعلم قبل غيره ان خسارة العلاقات مع الرياض ليست كمثلها مع ابوظبي، قبلها كان قد خسر سوريا ومن ثم مصر، حينها  سيجد نفسه معزولا عن مصانع القرار العربي المؤثر، حتى وان احتفظ بقاعدة عسكرية في الدوحة او بحجر الاساس في مطار الكويت الجديد.

 

(جورنال)

 

عن جورنال