الرئيسية » العالم والخليج » هل باركت لاخوانك الكويتيين المسيحيين؟

هل باركت لاخوانك الكويتيين المسيحيين؟

بيروت – ملاك خليل

بهدوء، يأتي صوت رجل الدين وسيدة: نزف خبرا رائعا … سيكون لنا برنامج خاص “اشراقة الكويت”.. نشارك أهلنا السلام والفرح والخلاص التي اعطانا إياها الرب”.

المتحدثان رجل يرتدي الملابس التقليدية للكويت وسيدة تتحدث عن الرب يسوع. والبرنامج سيكون على قناة “الحياة”، وهو يتضمن الى جانب الصلاة المسيحة، فيديو حول “عاداتنا القديمة وترنيمة خليجية خاصة بنا”.

كثيرون يعرفون ان المجتمعات الخليجية يعيش فيها العديد من الوافدين من المسيحيين، من أبناء كنائس مختلفة. لكن قلة من الناس تدرك ان هناك كويتيين مسيحيين، مثلهم مثل أي مواطن كويتي، ولهم عاداتهم وتقاليدهم وكنائسهم.

وتعرض قناة “الحياة” الفضائية، وهي قناة عربية مسيحية، برنامجا مخصصا للمسيحيين في الكويت، للحديث عن عاداتهم وطقوسهم، ويتخذ من “إشراقة الكويت” عنواناً له.

ولطالما ساد اعتقاد ان مواطني دول الخليج هم بغالبيتهم العظمى من المسلمين، وهي حقيقة. وباستثناء اقلية صغيرة من اليهود في البحرين، فان مسيحيي الكويت والبحرين يشكلون استثناء. لا بل ان دول الخليج تعتمد في دساتيرها ان الإسلام هو الديانة الرئيسية والرسمية للدولة.

وعلى سبيل المثال، تضمنت المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم في السعودية، على كون المملكة “دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”.

أما الكويت، فقد نصت المادة الثانية من دستورها على أن دين الدولة هو الإسلام، وعلى أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.

ومع هذه العوامل وغيرها، بات التفكير بوجود ديانات أخرى في الخليج مرتبط حصراً باعتناقها من قبل الجاليات الأجنبية في هذه الدول، التي تعرف باستقبالها آلاف الوافدين الأجانب من مختلف أنحاء العالم.

 

http://https://www.youtube.com/watch?v=KAAZm51QK1Q

 

وعلى الرغم من هذا الاعتقاد السائد، إلا أن هذه الفكرة يدحضها اعتناق مواطنين خليجيين للمسيحية، التي تصنّف الديانة الثانية في الكويت، بعد الإسلام، وهو وجود طبيعي معترف به من قبل الدولة، التي لا يتضمن برلمانها نوابا من الديانة المسيحية، لكن قوانينها التعليمية تسمح بإعفاء غير المسلمين من حضور الدروس الإسلامية في المدارس الحكومية والخاصة، كما أنها تسمح للمسيحيين، على مختلف طوائفهم، بممارسة طقوسهم في كنائس موزّعة على الأراضي الكويتية.

ويعتقد على نطاق واسع ان مسيحيي الكويت، يتحدرون من أصول تركية وعراقية وفلسطينية، هاجروا الى الكويت قبل عشرات السنين، وناولا جنسية الدولة على مراحل. لكن هناك مخاوف من تراجع اعداهم على مر السنوات.

ويتوزع المسيحيون في الكويت على الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية، التي يتجاوز عددها الثمانية، بينها مجمع في قلب العاصمة، وهي التي وفرت للمسيحيين، سواء من الكويتيين أو الأجانب، فرصة ممارسة كافة الشعائر الدينية على مدى عقود، بعد أن شهد العام 1931 تأسيس أول كنيسة في الكويت سميت بالـ”الإنجيلية الوطنية”، والتي انضمت في العام 1999 إلى مجلس كنائس الشرق الأوسط، كما شهد العام نفسه ترسيم القس عمانوئيل غريب راعياً للكنيسة، ليصبح بذلك أول قس كويتي.

يتباهى غريب عندما يقول “نفخر جميعا بكوننا كويتيين. فلقد كنا من أولئك الذين لم يغادروا الكويت ساعة الغزو العراقي في 1990”.

وجرى تشييد كنيسة “سيدة الجزيرة العربية”، في مدينة الأحمدي الكويتية، ثم كنيسة “العائلة المقدسة” في العاصمة، والتي تأسست العام 1961، وهي عبارة عن كاتدرائية رومانية كاثوليكية، إضافة إلى كنائس “القلب المقدس”، و”سانت كريستوفر”، و”سانت ماري”، وغيرها.

ويقول غريب “دستورنا يشدد بوضوح على أن كل مسيحي كويتي حرّ في ترشيح نفسه أو نفسها أو غيرهما للانتخابات المحلية. ولو حدث يوما ما أنّ المجموعة العامة قبلت بأن تنتخب أحدنا فسيكون ذلك أمرا جيدا. ولكننا لا نريد تعزيز التمثيلية من دون أي انتخاب (أي الكوتا)”.

وعلى الرغم من أن عدد الكويتيين المسيحيين نحو 200، ينتمون إلى عائلات عربية أهمها شماس وشحيبر ودبدوب، إلا أن وجود بعض هذه العائلات يعود تاريخياً إلى مئات السنين، إذ تجمع معظم المصادر على أن تاريخ الوجود المسيحي في الكويت، يعود لاكتشاف آثار كنيسة في منطقة القصور التابعة لجزيرة فيلكا الكويتية التي تقع على بعد حوالي عشرين كيلومتراً من سواحل العاصمة، إضافة إلى أن هذه الآثار تعود الى الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس للميلاد، ويعتقد ان جنود الاسكندر الأكبر شيدوها هناك.

قد يبدو الحضور المسيحي في الكويت مستغرباً بالنسبة الى البعض، إلا أن الوقائع تشير إلى أنه يتخطى الكويت ليشمل البحرين أيضاً، بحيث تتحدث الأرقام عن المئات من المواطنين البحرينيين الذين يعتنقون الديانة المسيحية، وهم متواجدون في محافظة العاصمة وفي منطقة المخارقة، كما لديهم كنائس معظمها في العاصمة المنامة.

 

(جورنال)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن جورنال