الرئيسية » اراء ودراسات » مونديال تركي ال الشيخ: العزاء في خروج ايران!

مونديال تركي ال الشيخ: العزاء في خروج ايران!

 

الرياض – “جورنال”

 

يبسط علماء علم النفس مرض الشهرة بأنه اضطراب ثنائي القطب بين الهوس والاكتئاب. وبرواية اخرى، هي الحالة النفسية لتركي ال الشيخ رئيس هيئة الرياضة ومستشار ولي العهد السعودي. فالرجل الذي قدم الى روسيا حيث كأس العالم قدوم الفاتحين، خرج ومن حوله الحماية الشخصية ليهرب بعدها في سيارة الشرطة من ازدحام المعجبين به بساحات موسكو، قبل ان يصف لاعبي منتخب بلاده بأنهم “سودوا وجهه” امام  ولي العهد محمد بن سلمان اثر الخسارة بخماسية نظيفة في مباراة افتتاح المونديال.

“شوال الرز” كما اطلقت عليه الجماهير المصرية قد مني خلال كأس العالم بهزائم تبدو مفضوحة اكثر من تلك التي نالها منتخب بلاده، فبعد ان أنكر الاتحاد الاوروبي معرفة رئيسه بشخص يحمل هذا الاسم قام قبل مباراة منتخب بلاده امام مصر بالتوقيع مع لاعبي المنتخب لمصري علي جبر وطارق حامد،  للانضمام الى نادي الاهرام “الاسيوطي سابقا” وهو النادي الذي كان ال الشيخ هم بشرائه نكاية بجماهير وادارة النادي الاهلي المصري ،علما بأن هذه الخطوة وتبعاتها خلال المباراة التي خسرتها مصر امام السعودية ١-٢ قد فتحت سخطا جماهيريا مصريا كبيرا في ظل انباء عن محاولات فتح تحقيق فيما يتعلق باللعب النظيف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ازاء هذه المباراة.

الفضائح لم تقف عند هذا الحد ،بعد ان فتح الاتحاد الدولي “الفيفا” تحقيقا رسميا ازاء قرصنة قنوات “بي اوت كيو “لبث مباريات البطولة وهي القنوات التي وقف خلفها  تركي ال الشيخ والمستشار الاخر سعود القحطاني خلال ازمة بلادهم مع قطر مما حدا بالسلطات السعودية الى الاعلان عن سحب عشرات الالاف من الاجهزة المقرصنة، ليعود ال الشيخ مجددا بالتهديد العلني هذه المرة للعمل على سحب استضافة كأس العالم ٢٠٢٢ من قطر.

ومن المؤسف حقا ان يتعامل الاعلام العربي بشكل ساذج مع حادثة التصويت العربي الواسع بقيادة السعودية للملف الاميركي المشترك مع كندا المكسيك لاستضافة كأس العالم ٢٠٢٦ على حساب ملف المغرب ،ويبدوا ان منحى سياسيا “غبيا” كان وراء هذا التصويت الموجه اساسا للدوحة المتهمة بالوقوف مع ايران التي كان المغرب قطع علاقاته السياسية معها كرمى لعيون الخليج الذي قام بالتصويت ضد المغرب!

وفي حين كانت ايران اكثر عقلانية من كل هذه الزوبعة بعد ان امتنعت عن التصويت للملفين الاميركي والمغربي ، فان تركي ال الشيخ نفسه قد اعلن قبل  وقت سابق عن عدم التصويت لملف المغرب وهو الاعلان  الذي جاء بعد  ايام قليلة فقط من قمة الظهران في السعودية للقادة العرب والتي نص بيانها الختامي على دعم استضافة المغرب للحدث العالمي.

يعبث تركي ال الشيخ بالرياضة العربية ليس بحكم منصبه كرئيس للاتحاد العربي لكرة القدم ولكن بحكم الاموال التي يبعثرها يمينا وشمالا حتى انه لا يعرف سبب جلوسه عند توقيع عقد انضمام الاعلامي المصري عمرو اديب لقنوات “ام بي سي” السعودية، لربما كان هو اكثر من غيره بحاجة الى شخص يتفاخر بأنه خلال مسيرته بتحدثه لاكثر من الف ساعة على الهواء مباشرة من دون انقطاع.

تركي ال الشيخ هو ببساطة اضطراب ثنائي نجم عن شخصية جمعت كل من عدي صدام حسين والساعدي القذافي ،بالنظر الى ما صنعه  الاثنان من دمار للرياضة في العراق وليبيا، فالحكم  الدولي  فهد المرداسي غيب في السجون السعودية قبل مشاركته في ادارة مباريات كأس العالم ٢٠١٨ باسابيع قليلة فقط لانه اتهم من قبل ال الشيخ بالتلاعب في قضية لم يتم الكشف عن  تفاصيلها بعد ،في حادثه مشابهة لما كان يعاني منه اللاعبون العراقيون خلال حكم النظام العراقي السابق، في حين لم يكن يجرؤ الساعدي القذافي على فعل ما يفعله ال الشيخ بالرياضة السعودية من اقالة رؤساء ونقل لاعبين وتهديد بالطرد على طريقة كلمة الشهيرة “حيوحشنا”.

يبسط المقربون من ال الشيخ كل تلك الفضائح خلال مونديال روسيا فقط بمباركة خروج منتخب ايران من البطولة بعد ان حصد ٤ نقاط في مجموعته وكان قريبا جدا من تحقيق المفاجأة بالتأهل لولا سوء التحكيم في مباراتهم الاخيرة امام البرتغال، تبسيط يشبه الى حد بعيد المسرحية السمجة عبر ضرب مصارعيين سعوديين للمصارع الايراني خلال بطولة المصارعة العالمية التي اقيمت في جدة مؤخرا، فكانت هذه الحلبة الوحيدة التي “انتصرت” فيها السعودية على ايران !

 

 

عن جورنال