قبل 55 عاما، إرتقى شهيد اميركي-نيكاراغوي دفاعا عن القضية، قالت والدته انه ابلغها بان “على العالم أن يُصدم، ليعرف بوجود الفلسطينيين”.
ألم يكن هذا من أهداف “طوفان الاقصى”؟ فلسطين اعيدت بالدم لتصبح قضية عالمية، كما يجب ان تكون.
لا يعرف كثيرون قصة او وجه باتريك ارغويلو، المولود في كاليفورينا والمتخرج من جامعاتها. الهبت مشاعره 3 تطورات كبيرة بفترة زمنية قصيرة: انتخاب الرئيس التشيلي سلفادور الليندي العام 1970 (الذي هندس الاميركيون انقلابا عليه لاحقا وقتل)؛ مقتل الثائر الاممي تشي غيفارا العام 1967؛ ومقتل عدد كبير من مناضلي الحركة الساندينية ضد حكم الديكتاتور سوموزا في نيكاراغوا العام 1967 ايضا.
أخذ باتريك ارغويلو مكانه بين الساعين من الحركة الساندينية، لتلقي التدريب العسكري في معسكرات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الاردن، ثم في صفوف الجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش، لينخرط في تدريبات العمليات الخارجية التي كان يقودها وديع حداد.
في ايلول 1970، كانت الجبهة الشعبية تنفذ سلسلة عمليات لخطف طائرات للفت الانتباه لقضية فلسطين، هزت العالم، من بينها عملية خطف لطائرة من امستردام الى نيويورك، وشارك فيها باتريك ارغويلو الى جانب المناضلة ليلى خالد، وانتهت بمقتله خلال اشتباك مع احد عناصر أمن طائرة “العال”.
قالت عنه ليلى خالد لاحقا “موعدنا مع التاريخ كان يقترب.. كان على باتريك أرغويلو أن يكتبه بالدم، ولم أحصل انا على هذا الشرف”.

دُفن باتريك في بلدة تُدعى موموتومبو في نيكارغوا، حيث كان قد قال لشقيقه بأنه يود أن ترقد بقاياه فيها عندما يموت، فالناس هناك يحبونه لدرجة أنهم رغم فقرهم، جمعوا ما يلزم..أعدوّا له قبرا بسيطا.. وجميلا.
بعد 9 اعوام، تحققت احدى احلامه: حققت الثورة الساندينية نجاحًا واطاحت بديكتاتورية سوموزا في العام 1979، وانهت حكم سلالة سوموزا. حكومة رئيس نيكاراغوا الزعيم الساندينستي دانييل أورتيغا، كان من اوائل من قطعوا العلاقات مع دولة “ابن الشيطان” نتنياهو.
بعد 55 سنة، إنفجرت غزة ب”طوفان الاقصى”. تحققت نبوءته: “على العالم أن يُصدم، ليعرف بوجود الفلسطينيين”.
جورنال – جريدة الكترونية