جورنال – جريدة الكترونية
البيان الصادر حول اجتماع آليّة “الميكانيزم”، وهي لجنة الإشراف على وقف الأعمال العسكريّة، يبدو بالشكل، طبيعيًّا ولا غبار عليه.
لكنّه ليس كذلك.
بالتدقيق هذه بعض الملاحظات:
– هو الاجتماع الـ12 للجنة، على الرغم من مرور أكثر من 11 شهرًا على وقف إطلاق النار، وهو رقم يبدو خجولًا، بالنظر إلى حجم الانتهاكات الإسرائيليّة منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
– يشيد البيان في مقدّمته، بالتقدّم الذي حقّقه الجيش اللبناني في “الحفاظ على ترتيبات وقف الأعمال العدائيّة، وتعزيز جهود نزع السلاح في لبنان”، وكأنّ اللجنة تولي أهمّيّة حصريّة بدور لبنان فقط. لا إشارة لإسرائيل هنا.
– يقول البيان: “أكّد جميع الأعضاء التزامهم المشترك بدعم الاستقرار في لبنان”. وبما أنّ اسرائيل أحد هؤلاء الأعضاء، فإنّ هذه العبارة تبدو مثيرة للسخرية.
– يشيد الجنرال الأميركي جوزف كليرفيلد، وهو رئيس اللجنة، بـ”احترافيّة الجيش اللبناني والتزامه الجديران بالملاحظة”. كلام جميل، لكنّه يظهر وكأنّ دور اللجنة لبناني الطابع فقط، وكأنّ المطلوب والمتوقّع هو ما يجب على لبنان (وليس إسرائيل)، أن يفعله.
– من غير المفهوم لماذا يجب على اللجنة أن تستخدم تعبير “جهات خبيثة” عند حديثها عن تنفيذ الجيش عملّيّات معقّدة لتحديد منشأة تحت الأرض، وتفكيكها وتحييدها، وهي إشارة واضحة إلى نفق تستخدمه المقـ ـاومة اللبنانيّة. كان بإمكان اللجنة إذا لم ترغب باستخدام اسم “حـ ـز ب الله”، أن تقول فصيلًا مسلّحًا، مسلّحين، جهة غير نظاميّة….
– يتحدّث البيان عن تقديم “الجيش اللبناني تحديثًا عملانيًّا مفصّلًا”، لكنّه لا يستعرض أيّ إشارة توحي أو تظهر أيّ تحديث مشابه من جانب إسرائيل، بما في ذلك استمرار احتـ ـلالها أو وقف مهمات طيرانها واغتـ ـيالاتها في مختلف الأراضي اللبنانيّة.
– لا تتجرّأ اللجنة على تسمية إسرائيل، ولا جرائمها وانتهاكاتها. وعندما تتحدّث عن “انتهاكات”، فإنّها تستخدمها في إطار فضفاض وتقول إنّها “بحثت أيضًا فرص التخفيف المستمرّ من انتهاكات ترتيبات وقف الأعمال العدائيّة”، علمًا بأنّ انتهاكات إسرائيل بالآلاف.
ولوضع النقاط على الحروف، تدلي المبعوثة الأميركيّة مورغن أورتاغوس بدلوها: “نرحّب بقرار الحكومة وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة بحلول نهاية العام. ويتعيّن على الجيش اللبناني الآن تنفيذ خطّته بشكل كامل”.
إسرائيل في “الميكانيزم”، تبدو كأنّها سويسرا!!
