الرئيسية » اراء ودراسات » حسابات فوق الأنقاض: كيف تعاملات التنظيمات الإرهابية في إدلب مع زلزال سوريا ؟

حسابات فوق الأنقاض: كيف تعاملات التنظيمات الإرهابية في إدلب مع زلزال سوريا ؟

كتب أحمد كامل البحيري

لم تنته بعد جهود الإنقاذ للبحث عن ناجين في المناطق التركية والسورية التي تعرضت للزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير/شباط الجاري (2023).

وقد وقعت أغلب الوفيات والإصابات في مناطق شمال غرب سوريا وخصوصاً إدلب وريف حلب، وهي المناطق التي تقع تحت سيطرة العديد من التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة، حيث تضم تلك المناطق ما يقرب من 27 تنظيماً إرهابياً، منها ما هو محسوب على تنظيم القاعدة، وما وهو محسوب على تنظيمات منشقة عن تنظيم داعش، بالإضافة لأكبر التنظيمات الإرهابية ذات النفوذ والسيطرة بشمال غرب سوريا، وهو تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، فضلاً عن تنظيم داعش نفسه الذي يتمركز على مقربة من الشمال الشرقي مع تواجد بعض خلاياه في شمال غرب سوريا، وهو ما يطرح تساؤلات حول كيف تعاملت هذه التنظيمات الإرهابية المتمركزة في شمال غرب سوريا مع الزلزال وتداعياته؟.

يمكن القول إن ثمة مسارات رئيسية ثلاثة اتجهت إليها تلك التنظيمات في التعامل مع الزلزال، تتمثل في:

1- الهدوء المؤقت: منذ أن ضرب الزلزال سوريا يوم الإثنين 6 فبراير/شباط وحتى يوم الخميس 9 فبراير، توقفت العمليات الإرهابية لتنظيم داعش في الداخل السوري. ومع وقوع الزلزال، بدأ التنظيم الإرهابي من خلال منصاته المختلفة في استغلال الحدث عبر مسارين: الأول، توجيه خطابات ورسائل بأن “شدة الكارثة كانت نتيجة تعاون المواطنين في مواجهة التنظيم”، وأن ما حدث هو “عقاب إلهي” لهجرة المواطنين ما يطلق عليه التنظيم “الخلافة”. والثاني، دعوة المواطنين في شمال غرب سوريا إلى الانتقال لمناطق ارتكاز التنظيم والانضمام إليه.

2- تصفية الحسابات: تضم مناطق إدلب وريف حلب العديد من التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة وأبرزها (حراس الدين – أنصار الدين – أنصار الإسلام- كتيبة أبو بكر). وقد اتهمت التنظيمات القاعدية تنظيم هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” بالمسؤولية عن ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات.

3- المقايضة والابتزاز: سعى تنظيم هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني إلى استغلال الزلزال بشمال غرب سوريا لتحقيق العديد من الأهداف التي تخدم مشروعه الإرهابي، وهو ما يمكن تناوله على النحو التالي:

  • تسويق سياسي: بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال وارتفاع أعداد الوفيات والمصابين في شمال غرب سوريا، خرج الإرهابي أبو محمد الجولاني زعيم التنظيم في مؤتمر صحفي عقدة بإدلب مساء يوم الأربعاء 8 فبراير، للحديث عن “جهود” التنظيم الإرهابي في عمليات الإنقاذ.
  • ابتزاز النظام السوري: سعى الجولاني وتنظيم هيئة تحرير الشام إلى تحميل الحكومة المركزية في دمشق المسؤولية عن ارتفاع أعداد الضحايا، في الوقت نفسه الذي يرفض التنظيم الإرهابي فتح المعابر مع النظام ومع قوات سوريا الديمقراطية لإدخال المساعدات.
  • مقايضة التنظيمات الإرهابية الأخرى: قبل وقوع الزلزال بيومين، حاولت هيئة تحرير الشام إعادة رسم خريطة التنظيمات     الإرهابية الفاعلة في شمال غرب سوريا، لا سيما مع توتر العلاقات مع تركيا بعد اجتماع وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا في العاصمة الروسية موسكو في 28 ديسمبر الماضي، والذي اعتبرته الهيئة مساراً جديداً تسعى أنقرة إلى تبنيه، ما يشكل تهديداً لنفوذ وسيطرة التنظيم في شمال غرب سوريا.

لقراءة المزيد على موقع مركز الأهرام للدراسات والاستراتيجية:

https://acpss.ahram.org.eg/News/17766.aspx

عن جورنال