الرئيسية » Uncategorized » “بلومبيرغ”: مغامرة السعودية ضد “حزب الله”.. لن تنجح

“بلومبيرغ”: مغامرة السعودية ضد “حزب الله”.. لن تنجح

اعتبر موقع “بلومبيرغ” الاميركي ان المملكة السعودية تقوم بمغامرة اخرى في السياسة الخارجية للتدخل في التوازن الطائفي الحساس القائم في لبنان، من خلال قضية رئيس الحكومة سعد الحريري، بهدف تقويض “حزب الله”، وهي مغامرة لن يكتب لها النجاح.

ورأى “بلومبيرغ” انه حتى من خلال العمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل في محاولة عزل “حزب الله” ، فإن السعوديين قد لا ينتهي بهم المطاف سوى أن يكونوا مجرد إزعاج بسيط للحزب الذي اصبح بمثابة قوة اقليمية.

وبعد الاستقالة المفاجئة للحريري من الرياض في الرابع من تشرين الثاني، اثار ذلك مخاوف من ادخال لبنان مرة أخرى في الصراع بين المنافسين الإقليميين، إيران والمملكة السعودية.

ونقل “بلومبيرغ” عن المدير في مركز الشرق الاوسط في جامعة “نورث ايسترن” في بوسطن دنيس سوليفان قوله انه “إذا خرج الحزب من الأزمة سليما، سوف يعلن رئيسه حسن نصر الله الفوز”.

واتهمت السعودية “حزب الله” بالضلوع في صاروخ باليستي أطلق على الرياض. وفي خطاب استقالة الحريري الرياض، توعد بقطع ايدي ايران في المنطقة. وقالت السلطات اللبنانية ان الحريري محتجز في السعودية. وقبل عودة الحريري الى بيروت قبل أيام، قال السيد حسن نصرالله ان الحزب لا يزود اليمنيين بالصواريخ البالستية، ولا حتى بمسدس.

ودعت السعودية رعياها الى مغادرة لبنان، ما انذر بحملة ضغط على لبنان، وخصوصا عبر البوابة الاقتصادية. ويواصل السعوديون اتباع سياسة خارجية أكثر نشاطا تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بما في ذلك التورط في حرب على اليمن منذ العام 2015 وحملة الضغط على قطر. وتراجع الحريري مؤقتا عن استقالته بعد عودته الى بيروت، الا انه ربط ذلك بالسعي الى تثبيت فكرة “النأي بالنفس” عن الصراعات الإقليمية في محاولة للضغط على “حزب الله”.

ومع ذلك، فقد تحدث نصر الله مرتين عن استقالة الحريري، وفي كلا الخطابين كان سلوكه هادئا وتصالحيا، ما يبدد المخاوف من نزاع شامل مع السنة، وقد انضم إلى دعوات عودة الحريري من الاحتجاز السعودي.

وقبل أيام من استقالة الحريري، قال وزير الدولة للشؤون الخليجية ثامر السبهان في تغريدة على “تويتر” أنه فوجئ من الصمت اللبناني على مشاركة “حزب الله” في حرب ضد بلاده، مشيرا إلى الصراع في اليمن.

ونقل “بلومبيرغ” عن الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات الدولية في جامعة جون هوبكنز سانام فاكيل قوله إن الاستراتيجية السعودية تتمثل في محاولة إحداث ألم داخل لبنان، اقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا، ينتهي إلى تهميش “حزب الله”.

وأوضح فاكيل ان السعودية تراهن على “أن يكون هناك بعض الزخم والضغط العام”، لكن ذلك لن يفعل شيئا مع جماعة تأسست في الثمانينات وترسخت في نسيج لبنان السياسي والاجتماعي. وأضاف فاكيل ان “نصر الله سينجو، لذا فإن السؤال هو ما هي الأفكار التي يطبخونها للخروج من هذا الموقف أقوى”.

واعتبر الباحث “في معهد الشرق الأوسط” في واشنطن بلال صعب، ان الخيارات السعودية ضئيلة للاضرار مباشرة بايران و”حزب الله”، معلقا بالقول ان “أزمة الحريري كانت مجرد صداع لحزب الله”.

ونقل “بلومبيرغ” عن بشارة أبو رجيلي، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات، إن السنة والمسيحيين والدروز سيدفعون ثمنا أكثر من “حزب الله” إذا فرضت دول الخليج عقوبات على لبنان، مضيفا “إنهم يريدون تشديد الخناق علينا اقتصاديا حتى نثور ضد حزب الله، ولكن ذلك لن يحدث”.

 

(جورنال)

عن جورنال