ابوظبي- “جورنال”
في العام ٢٠٢٥ سيطلق الصينيون شمسهم الاصطناعية. الامر ليس وليد اللحظة، فهو نتاج نصف قرن من العمل ليس في بكين فقط بل في ١١ دولة أخرىسبقها التنين الصيني لذلك من بينها الولايات المتحدة وروسيا.
كلفة الشمس الصينية تجاوزت ٦٠٠مليون دولار و١٢ الف عالم من مختلف التخصصات وضعوا لبنات مشروع الطاقة الدائمة التي يراهن عليها الصينيون لتغيير مصادر الطاقة المتعارف عليها حاليا.
لا يعرف حتى الان من المشروع الصيني الذي انجز منه مرحلتان من اصل ثلاثة مراحل، ما اذا كانت شمسهم ستشبه شمسنا الطبيعية من حيث الشكل، لكن المعروف حاليا ان شمسا صينية أخرى بدأت بالظهور على الدول العربية وبالتحديد الخليجية، شمس اقتصادية واستراتيجية عززت من ظهورها توقيع الكويت مع بكين لاتفاقيات اقتصادية واستراتيجية مهمة قبل ان يحط الرئيس الصيني شي جين بينغ رحاله مؤخرا في الامارات في زيارة ذات طابع اقتصادي بحت.
ولعل من المفارقات ان يحل ضيف الشمس ان صحت تسميته على الامارات بعد تقرير صندوق النقد الدولي الذي حدد ما نسبته ٢٦% من الاقتصاد الاماراتي بأنه اقتصاد ظل.
ويندرج تحت مفهوم اقتصاد الظل كل الاعمال المالية الغير شرعية التي يقوم عليها اقتصاد بلد ما، وبالاخص عمليات غسيل الاموال والتعاملات المالية مع منظمات مشبوهة والتضخم في اسواق الاوراق المالية. ولطالما عانت الامارات من اتهامات تتعلق بعمليات غسيل اموال ليس على صعيد اقتصادها المحلي فحسب، بل في الاستثمارات التي تقوم بها في الدول الاوروبية وهو الامر الذي تنفيه ابوظبي بشكل قاطع، لكن الازمة المالية الخانقة التي عاشتها الامارات وبالتحديد دبي في العام ٢٠٠٩ ، عززت من هذه الاتهامات.
ويتردد في الامارات حاليا عن انكشاف مالي لعدد كبير من الشركات ذات الثقل الاقتصادي الكبير من بينها شركات بناء ومقاولات تعمل حاليا على تنفيذ عدد من المشاريع المهمة في ابوظبي ودبي، وهو الامر الذي أدى الى انتشار شائعات عن اوامر بيع عديدة لاسهم الشركات القيادية في اسواق المال الاماراتية مما يعني، بحسب محللين اقتصاديين، اقتراب حدوث ازمة مالية مشابهة للتي حدثت في العام ٢٠٠٩.
ولعل زيارة رئيس ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم الى الامارات هي الحل الامثل لتحول اقتصادها من الظل الى الشمس، عبر تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الصين للحفاظ على مكانة الامارات كثاني اهم بلد اقتصادي للصين حيث تستقبل موانئها ٧٠%من اجمالي السلع المصنعة في الصين قبل ان يعاد تصديرها الى اوروبا وافريقيا، فضل عن التبادل التجاري الذي يتعدى ٥٠ مليار دولار سنويا بين البلدين، وهذا ما يفسر الحفاوة الامارتية الكبيرة في استقبال الرئيس الصيني بوصف مراسيم واحتفالات استقباله بأنها الاضخم لأي رئيس اجنبي يزور البلد الخليجي.
ولا يوجد اي خطوات اماراتية على الارض لتحرر اقتصادها من الظل الذي ينهش ما مقداره اكثر من ربع التعاملات المالية في الدولة، وهو الامر الذي يعزز من مفهوم التساؤلات حول ما اذا كانت الامارات دولة بقوى اقتصادية حقيقة ام بقوى عمرانية فقط.
تقارير المنظمات الدولية التي تسلط الضوء على ما يمكن وصفه بأنه الجانب الخفي للامارات، بدأت في الازدياد مؤخرا، ليس اقتصاد الظل وحده، بل الامر تجاوزه بكثير الى عمليات تجارة بالبشر عبر الدعارة الممنهجة بالاضافة الى مشاركتها في حرب اليمن وما ترتب عليه من انتهكات صارخة لحقوق الانسان سواء بالقصف العشوائي او عبر تقارير التعذيب بالسجون السرية في مدينة عدن.