الرياض –”جورنال”
خرج رجل الدين السعودي عبدالعزيز الريس في درس ديني له في الحرم النبوي في المدينة المنورة بخلاصة جديدة لطاعة ولي الامر، تتمثل في عدم الخروج عليه وعدم انتقاده حتى لو شرب الخمر ومارس الزنا، معتبرا انه يجب على الشخص بهذه الحالة عدم التأليب ومحاولة التماس العذر له وتقريب الناس منه.
ليست هذه المرة الاولى التي يتلاعب بها رجال الدين السعوديين النصوص الشرعية حسب حاجة الاسرة الحاكمة هناك، لكنها الاولى من حيث الدعوة الصريحة بالتزام الطاعة للحكام الفاسد اخلاقيا، وهو الامر الذي لاقى استنكارا واسعا بين اوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة الخليجية.
وليست هذه سابقة في فتاوي الريس الحائز على شهادة الدكتوراة في الشريعة الاسلامية، ففي مقابلة له على قناة “روتانا خليجية”، قال ان الانتخابات النيابية غير جائزة شرعيا وان الاصل في الاسلام يكمن في السمع والطاعة المطلقة لولي الامر اي الحاكم وذلك رأفة بحال الشعب، معللا فتواه هذه بأن الانتخابات تعتمد على الكم وليس الكفاءة .
ومنذ أن استحوذ ولي العهد محمد بن سلمان على مفاصل الحكم في البلاد بعد الاطاحة بأبن عم ولي العهد السابق محمد بن نايف، شهدت السعودية ما يعرف بإنفتاح عن طريق هيئة الترفيه باعادة اقامة الحفلات الغنائية التي تشهد دخول الجنسين، فضلا عن فتح دور سينما للمرة الاولى منذ أكثر من ٣٠ سنة، أضف الى ذلك السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات. وقد شهدت كل تلك الاحداث تقلبات بالتفاوي لرجال الدين هناك بعد ان اصدروا فتاوي جديدة تبيح كل تلك الامور بعد الفتاوي السابقة بتحريمها.
وكان بن سلمان قد اعلن في لقاء تلفزوني مع احدى المحطات الغربية أن بلاده تأثرت بما يعرف بالصحوة الدينية خلال سبعينيات وثمانينات القرن الماضي وهي التي جعلت من المجتمع السعودي مجتمعا مغلقا وحرمت المرأة من حقوق عديدة، مؤكدا عزمه على اعادة تلك الحقوق لها وللمجتمع بما يتوافق مع الضوابط الاجتماعية والاسلامية.
لكن الزائر الى سعودية حاليا سيشهد انفتاحا كبيرا عن ما كان عليه الوضع قبل اقل من سنتين، ففي المدن الكبرى كالرياض وجدة والدمام، اصبح بمقدور النساء الجلوس في المقاهي وشرب “النرجيلة” بأماكن شبه مختلطة بعد ان كانت النساء بالسابق يجبرن على ذلك في منازلهن فقط،هذا بالاضافة الى الحفلات الغنائية التي تقام في الفنادق بشكل مختلط، وصولا الى عدم الالتزام الصارم بارتداء العباءة.
ولعل كبح جماح هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحصر مهامها بالتبليغ عن المخالفات فقط وليس القاء القبض على المخالفين هو ما اتاح مساحة من الحرية للنساء بارتداء ملابس غر معتادة في السعودية .
الا ان الغريب في الامر كان اطلاق حملة اعتقالات لعدد من الناشطات السعوديات المطالبات بالحقوق المدنية للمرأة السعودية من بينهن لجين الهذلول وعزيزة اليوسف ونسمة السادة وسمر بدوي، وقد سميت حملة الاعتقالات هذه بـ “جواسيس السفارات” بعد ان وجه الاعلام المقرب من السلطات السعودية تهم التجسس لهن لصالح السفارات الاجنبية.
اقرأ ايضا https://journal-lb.com/article/2288
ويعلق أحدهم على هذا الانفتاح: لن نضطر بعد الان الى الذهاب الى البحرين او الامارات للاستمتاع بحياة الليل.
ويرى بعض المنتقدين لسياسة محمد بن سلمان ان مشروع “نيوم” على ساحل البحر الاحمر سيشكل تحولا كبيرا للمجتمع السعودي من مجتمع محافظ الى نسخة من مدينتي دبي الاماراتية وشرم الشيخ المصرية، لكن حتى الان وعلى الرغم من انجاز ما يقارب ٢٠% من ذلك المشروع، لم تصرح السلطات السعودية اذا ما كانت منطقة نيوم التي تستهدف استقطاب السياح سيسمح بها تقديم المشروبات الروحية بشكل رسمي وعلني.