في 23 ايار العام 1992، تم اغتيال المدعي العام جيوفاني فالكوني، احد ابرز من كرسوا حياتهم لمحاربة الجريمة في ايطاليا، من جانب المافيا الصقلية، وفي وضح النهار. يروى عنه، وهو المولود في مدينة بالميرو الصقلية، انه شاهد الكثير من فضائع الجريمة المنظمة في صقلية، وكرس حياته من اجل مواجهتها، على الرغم من انه كان يدرك ان المافيا ستلاحقه ولن تتركه حيا.
ومع ذلك، درس القانون في جامعة بالميرو وتخرج العام 1961 وتخرج بعد ثلاثة اعوام، ليصبح قاضيا في العام 1964. قاده عمله لاحقا الى الاصطدام بمصالح رجال المافيا، ودخل عرينهم عندما تعيينه في فرع التحقيق في مكتب الادعاء في بالميرو.
يروى ايضا انه امضى سنوات في ملجأ محصن في احد قصور العدل في بالميرو، ونادرا ما كان يخرج، واذا فعل فبصحبة موكب حراسة مصفحة. ونجح فالكوني في ضرب المافيا في الصميم من خلال الكشف عن وجود “مافيا كوزا نوسترا”، بل وملاحقة المئات من اعضائها، وسجنهم في العام 1987.
انتظرت المافيا خمسة اعوام، لتقتله. نقل عنه قوله لاحد اصدقائه “تم رسم خريطة لحياتي: من قدري ان اتلقى رصاصة من المافيا في يوم من الايام، الشيء الوحيد الذي لا اعرفه هو متى ؟”.
صبرت المافيا طويلا حتى العام 1992. تم ذلك بتفجير سيارة مفخخة بالمتفجرات على الطريق السريع لمطار بالميرو. احتفلت المافيا بمقتله. بقي مطار بالميرو يحمل اسم “جيوفاني فالكوني”.