الرئيسية » العالم والخليج » السعودية » “الغارديان” عن “جنون عظمة” محمد بن سلمان

“الغارديان” عن “جنون عظمة” محمد بن سلمان

اعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية ان صعود محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد في السعودية، في يونيو/حزيران الماضي، طرح العديد من التساؤلات بين المراقبين عما اذا كان اصلاحيا مستعدا لتحديث مملكته؟ أم انه آت بنظام قمعي؟ أم هو من هذا النوع من الزعماء الذي يؤدي صعوده إلى السلطة إلى زعزعة استقرار المنطقة؟

وأشارت الصحيفة البريطانية الى أن ولي العهد هو أيضا مهندس المستنقع الدموي للحرب اليمنية، وهو محور أساسي في الصدع الحالي الذي أصاب الصف الخليجي من خلال الأزمة مع قطر.

ورأت الصحيفة انه إذا كانت الأشهر القليلة الأولى دليلا على ما هو آت، فإن بشائر المستقبل ليست جيدة. وأشارت الى ان انقلاب القصر الذي قاده محمد بن سلمان كان غير دموي، وفي لعبة العروش التي جرت في الصيف، تم إسكات أعمامه ومنافسيه الأقوياء أو تم وضعهم قيد الإقامة الجبرية.

وتابعت انه يمكن استخلاص المشهد داخل البلاط الملكي السعودي من خلال التقارير الصادرة من داخل الديوان، حين تم الادعاء بأن المنافس الرئيسي الآخر على العرش وولي العهد المبعد محمد بن نايف كان لديه مشكلة مع المخدرات.

وفي الأسبوع الماضي، شنت السلطات السعودية حملة ضد المعارضة، واستهدفت المفكرين الإسلاميين، ومنتقدين من العامة، ومنافسين سياسيين، وتم احتجاز اثنين من رجال الدين البارزين لعدم إعلانهما تأييدا علنيا لموقف ولي العهد تجاه قطر، وكلاهما مشهور لدى الجمهور السعودي، مع ملايين من المتابعين على “تويتر”.

كما تم منع صحافي آخر من كتابة أعمدة الرأي، في حين تعرض ناشطون في مجال حقوق الإنسان لعقوبات بالسجن لمدة 8 أعوام بسبب حملات سلمية، وأيا كان عنوان العام، فإن هذا التعصب ضد المعارضة يكاد يشي بـ”جنون العظمة”.

وعلى الساحة العالمية، اضطرت المملكة إلى التراجع بسبب الأحداث، وكذلك لعدم تمتعها بالكفاءة اللازمة. وأشارت الصحيفة الى ان الحرب في اليمن التي كلفت المئات من أرواح المدنيين، والحصار المفروض على قطر، تعد نتيجة لقرارين استنزافيين؛ محاولة الحد من نفوذ إيران في العالم العربي، والتخلي عن أي شكل من أشكال الإسلام السياسي، ولم يسفر ذلك عن نجاح كبير، وبدلا من ذلك سبب كلاهما إحراجا لولي العهد.

وذكرت “الغارديان” ان الرياض تعمل الآن على التقارب مع القيادة العراقية، خاصة تلك القريبة من إيران، وقد انسحبت من سوريا، تاركة مستقبل ذلك البلد في أيدي موسكو وأنقرة وطهران.

وتواجه الرياض الآن خيارا صعبا في أفغانستان، بين حليفتها باكستان ودونالد ترامب، الذي يحاول ولي العهد تصوير نفسه كنسخة شبابية منه.

وفي نهاية المطاف، لدى ولي العهد رؤية بالفعل، لكن تهوره وافتقاره للحكمة يحول تلك الرؤية إلى سراب.

 

(جورنال)

عن جورنال