الرئيسية » منوعات و رياضة » لبنان : هل تشهد الاتحادات انتفاضة رياضية على سطوة الاحزاب ؟

لبنان : هل تشهد الاتحادات انتفاضة رياضية على سطوة الاحزاب ؟

يطرح بقاء الاتحادات الرياضية في لبنان أكثر من علامة استفهام، ذلك ان تأجيل دورة الألعاب الأولمبية الى صيف 2021، أزاح عن كاهل البعض الهواجس، وترك الباب مفتوحا أمام عودة نفس الأسماء التي تتربع على رئاسة اللجان الإدارية الحالية. بالاضافة الى عدد من الأسماء المعروفة داخل اللجان.

صحيح ان القواعد الأولمبية تفرض على الاتحادات المحلية إجراء انتخاباتها مباشرة بعد انتهاء الأولمبياد، ما يعني انه إعتبارا من شهر تشرين أول المقبل تبدا عملية التغيير وتتم الإنتخابات في موعد أقصاه كانون اول 2021.

الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هل ستجري الإنتخابات في موعدها ام ان البعض سيتمسك بمنصبه متحجاجا بتأجيل الأولمبياد، ويرحل هذه العملية الى ما بعد ذلك؟.

مصدررسمي معروف رفض الإفصاح عن إسمه أكد ان الإنتخابات ستجري هذه المرة قبل الأولمبياد لأن ولاية اللجان الإدارية في الإتحادات الرياضية تنتهي بعد اربع سنوات وهذا يعني ان الجميع ملزم بالدعوة الى جمعية عمومية لإنتخاب لجان إدارية جديدة.

وقد يكون من الصعب تقييم الوضع الرياضي الحالي بسبب تفشي وباء كورونا والحظر المفروض الذي قيد كل القطاعات بمن فيها الألعاب كافة والمؤسسات الرياضية والأندية، لكن يبدو أن البعض بدأ بالاعداد لخوض غمار الانتخابات قبل ان يعلن عنها.

يظن ممن يمسك بالواقع الرياضي، أن لديه كل القدرة على فرض الواقع الذي يريده كما حصل في إنتخابات العام 2016، يومها تدخلت المكاتب الرياضية في الأحزاب والتيارات السياسية بقوة لإدارة العملية الإنتخابية وإجبار الأندية التابعة لها للاتيان بأشخاص يمثلونها في اللجان الإدارية.

وكان لرئيس مكتب الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة كلمة الفصل في معظم المعارك الإنتخابية لأنه تمكن من تركيب اللوائح الخاصة بالأحزاب كما يراد له ونجح في عملية التصميم التي ولدت لجانا رياضية بدا بعضها غير جدير بادارة ألعابه وبالوصول بها الى ما كان يصبو اليه سلامة او المتابعين خلال الفترة الماضية.

لا شك بان وضع الألعاب الرياضية في لبنان ليس مقبولا بالشكل الذي انتظره الكثيرون، اذ كل الدلائل تشير الى إخفقات كبيرة على كل الصعد لو إستثنينا بعض الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة.

وأذكر على سبيل المثال ما فعلته الرامية باسيل في اسيا وفي بطولة العرب ووصولها الى نهائي مسابقة الرماية في اولمبياد 2016 ، الى اللقب التاريخي الذي حققه العهد في كاس الاتحاد الاسيوي وبه أنقذ رقبة كرة القدم من الذبح، اضافة الى تجليات منتخب السلة وما يفعله في كاس غرب اسيا وإقترابه من التأهل الى النهائيات وإنجازات التنس في كأس ديفيس.

أما بالنسبة الى الألعاب الأخرى فانها بقيت مهمشة وغير فاعلة، حتى ان العاب القوى ورفع الأثقال والسباحة وهي ألعاب يعتمد عليها في الأولمبياد، غابت كليا عن الساحة.

هذه المرة لن تكون إنتخابات اللجان الإدارية في الاتحادات كغيرها، لأن المعركة تبدلت عن السابقة بسبب التباعد الكبير بين بعض الأحزاب السياسية.

ويبدو ذلك جليا في لعبة الكرة الطائرة التي هبطت بمستواها الى الحضيض ولم تقم قائمة للمنتخب خلال الأربع سنوات الماضية ومنذ ان رحل جان همام وجاء ميشال ابي رميا .

ويتبين ان لائحة متمكنة برزت بقيادة نائب الرئيس اسعد النحل الذي ينتمي الى القوات اللبنانية ستكون بمواجهة لائحة ابي رميا المحسوب على التيار اذا ما قرر الترشيح لولاية أخرى، وهذا مرده الى الخلاف الكبير الذي حل بين الحزبين وما يتبع كل فريق منهما، الأمر الذي سيضعف نفوذ الأحزاب ويقلص دورها في المعارك المقبلة.

هذا مثال بسيط على ان الأحزاب لن تتمكن هذه المرة من تركيب لوائح متمكنة تستطيع من خلالها إشباع رغبتها في السيطرة على القطاع الرياضي، وسوف نشهد تغييرات في الوجوه قد تأتي باشخاص مستقلين ولا علاقة لهم باي حزب أو تيار.

وقد ينساب الأمر نفسه على اتحاد كرة القدم والسلة ويضرب التغيير أروقتهما لنصل الى واقع رياضي مختلف يتكون في أغلبيته من خبراء وفنيين يمكن ان يقودوا بعض الألعاب الى بر الأمان..

عن إسماعيل حيدر